«فيتو» الدول الكبرى يعطل 167 قرارا لمجلس الأمن منذ إنشائه

124 اعتراضا لروسيا.. و83 لأميركا منها 50 لصالح إسرائيل

TT

منذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945 وحتى الآن تم استخدام حق النقض (الفيتو) من جانب الدول الكبرى على قرارات مجلس الأمن (264) مرة، ما يقرب من نصفها كان من طرف روسيا، في حين استخدمته الولايات المتحدة 83 مرة، معظمها كان لمنع قرارات تدين إسرائيل واحتلالها للأراضي العربية، وكان مجموع القرارات التي تسبب «الفيتو» في تعطيلها 167 قرارا. ويعد مجلس الأمن هو الأداة التنفيذية الرئيسية للأمم المتحدة، وهو المسؤول الأول عن المحافظة على السلم والأمن الدوليين، طبقا للفصل السابع من ميثاقها، وتعتبر قرارات المجلس ملزمة. ويتكون مجلس الأمن من 15 عضوا، 10 منهم غير دائمين تنتخبهم الجمعية العامة كل عامين وفقا للتوزيع الجغرافي لقارات العالم، و5 دائمين، لهم حق استخدام «الفيتو»، وهم «الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين».

ولكل عضو من أعضاء المجلس صوت واحد. ووفقا للميثاق، تتخذ القرارات بشأن المسائل الإجرائية بموافقة 9 على الأقل من الأعضاء الـ15. في حين تتطلب القرارات المتعلقة بالمسائل الموضوعية تأييد 9 أصوات، من بينها أصوات الأعضاء الخمسة الدائمين كافة، وهي قاعدة «إجماع الدول الكبرى»، التي يطلق عليها «حق الفيتو».

وفي الفترة من 1945 وحتى نهاية عام 2011، استخدم حق النقض (الفيتو) 264 مرة، وفي بعض الحالات كان هناك أكثر من دولة من الدول الخمس الدائمين يستخدمون «الفيتو». ووفقا للإحصاءات فبين عامي 1945 و1989 كان متوسط استخدام «الفيتو» خمس مرات في العام. أما منذ 1989 وحتى 2009 فمتوسط عدد مرات استخدام «الفيتو» مرة كل عام.

روسيا وحدها أو كما كانت من قبل «الاتحاد السوفياتي» استخدمت «الفيتو» 124 مرة جاءت معظمها خلال الحرب الباردة، حيث كانت تستخدمه بشكل روتيني ضد مشاريع قرارات لقبول دول جديدة في الأمم المتحدة ردا على رفض الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قبول جميع جمهوريات الاتحاد السوفياتي في المنظمة. أما الولايات المتحدة فقد استخدمته 83 مرة من بينها 50 مرة بدافع حماية إسرائيل من الانتقادات الدولية، منها في يناير (كانون الثاني) 1982 ضد مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على إسرائيل لضمها مرتفعات الجولان السورية، وفي مارس (آذار) 2001 لمنع قرار يسمح بإنشاء قوة مراقبين دوليين لحماية الفلسطينيين، وفي ديسمبر (كانون الأول) 2002 ضد مشروع قرار ينتقد القوات الإسرائيلية لقتلها عددا من موظفي الأمم المتحدة في الضفة. أما بريطانيا فقامت باستخدامه 32 مرة، وفرنسا 18 مرة، بينما استخدمته الصين 7 مرات فقط، آخرها كان في الرابع من فبراير (شباط) الجاري، عندما استخدمته مع روسيا لإحباط مشروع قرار يدين أعمال العنف في سوريا، ومن قبل أيضا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع روسيا لإسقاط مشروع قرار يدين سوريا قدمته فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»