رجل لا غنى عنه في الهند

الرئيس الجديد براناب موخرجي.. سياسي بارع وحلال مشاكل وأزمات بلاده

TT

يبدو ككتاب مفتوح بالنسبة لشعبه.. فقد قضى السياسي الهندي المخضرم براناب موخرجي، رئيس الهند الجديد، 4 عقود في العمل العام، شغل خلالها مناصب وزارية في حكومات متعددة، حتى أصبح يعرف بـ«الرجل الذي لا غنى عنه» في الحكومة الائتلافية. فليس هناك الكثير من الأسرار التي تحيط بالرئيس موخرجي.. فقد كان دائما في دائرة الضوء، يعمل بجد ونشاط لحل المعضلات والأزمات التي تمر بها بلاده.. وكذلك حزبه حزب المؤتمر الوطني.

ويعد موخرجي، الذي جاء خلفا لبراتيبها ديفيسينغ باتيل، التي كانت أول امرأة تتولى هذا المنصب في الهند، شخصية بارزة في حزب المؤتمر الحاكم منذ أوائل السبعينات، عندما كانت البلاد تحكم وفقا للمبادئ الاشتراكية. وينظر إليه على أنه سياسي بارع، فهو المصلح السياسي الرئيسي لحزب المؤتمر، فقد قضى الكثير من السنوات في دعم التحالف الهش للحزب، وكان يطلب منه في كثير من الأحيان وضع حل للخروج من الأزمات السياسية أو نزع فتيل الخلافات المتعاقبة.

لا غرو إذاً أن اختاره «التحالف التقدمي المتحد» الحاكم في الهند، مرشحا له في الانتخابات الرئاسية الهندية الأخيرة، نظرا لمهاراته السياسية وخبرته الواسعة في الشؤون البرلمانية والمسائل الاقتصادية. ولفترة وجيزة، طرح اسم موخرجي لشغل منصب رئيس الجمهورية في الهند في انتخابات عام 2007، لكن تم التراجع عن هذا الأمر في نهاية المطاف، بعد أن أكد المسؤولون أن مساهماته في الحكومة الهندية لا يمكن الاستغناء عنها من الناحية العملية.

لقد أدى براناب موخرجي اليمين الدستورية الأسبوع الماضي ليصبح الرئيس الثالث عشر للبلاد، وذلك في مراسم رمزية أقيمت بالبرلمان. ومنصب الرئيس هو منصب شرفي إلى حد كبير، ولكنه يعد رئيس الجمهورية الرئيس الرسمي للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في الديمقراطية الهندية، والقائد العام للقوات المسلحة، فضلا عن الصلاحيات المخولة له بإصدار العفو العام في البلاد. وتتضمن قائمة مهامه التي يقوم بها، افتتاح الدورات البرلمانية ومقابلة الشخصيات الأجنبية والتصديق على تعيين حكام الولايات وقائد القوات المسلحة في الهند، بينما تقبع السلطات الحقيقية في البلاد في أيدي رئيس الوزراء وحكومته. غير أن موخرجي سيلعب دورا أكبر من ذلك في تحديد من سيشكل الحكومة المقبلة في حال أسفرت انتخابات عام 2014 عن برلمان معلق.

موخرجي (76 عاما)، ودع العمل الحزبي بصورة رسمية بعد انتخابه، فالرئيس يجوز أن يكون لكل الشعب ولا يجب أن ينتمي إلى أي حزب سياسي. علما بأنه استقال من منصبه كوزير للمالية لخوض انتخابات الرئاسة، قبل أن ينتخبه أعضاء البرلمان الهندي والمجالس التشريعية بالولايات رئيسا للبلاد في الأسبوع الماضي. وحسب الأعراف السياسية في الهند فإن انتخاب الرئيس لا يجري بصورة مباشرة من خلال الشعب، وإنما يجري التصويت عليه بواسطة أعضاء البرلمان الهندي بغرفتيه «البرلمان الوطني» و«مجالس الولايات».

مع هذا يستطيع الرئيس لعب دور محوري في أوقات الأزمات السياسية، فإذا لم يتمكن أي حزب سياسي من تحقيق أغلبية واضحة في الانتخابات العامة، يكون الرئيس هو المنوط به تقريرا من هذه الأحزاب يجب أن يحصل على فرصة كي يحظى بدعم بعض الأحزاب الأصغر لتكوين حكومة ائتلافية. وتعد هذه السلطات هي السبب الرئيسي في اهتمام الأحزاب بمنصب رئيس الجمهورية.

كانت رحلة موخرجي، منذ نشأته في قرية فقيرة في ولاية غرب البنغال التي تقع في شمال شرق الهند، وحتى الوصول إلى القصر الرئاسي، تتضمن الكثير من المعاناة والمشقة. فقد ولد موخرجي، الذي يتحدث بلكنة بنغالية خالصة، يوم 11 ديسمبر (كانون الأول) عام 1935 في إحدى القرى النائية بشرق الهند. وكان والده، كامادا كنكار موخرجي، عضوا في حزب «المؤتمر الوطني الهندي» خلال حركة الاستقلال الهندية، وأمضى أكثر من 10 أعوام في السجون الإنجليزية، نظرا لمشاركته الفعالة في النضال من أجل الحرية في البلاد.

وكانت لموخرجي بدايات متواضعة للغاية، فحينما كان طالبا كان معتادا على المشي لميلين من قريته حتى الوصول إلى المدرسة في طريق موحلة، بل كان يقطع المسافة سباحة في بعض الأحيان، ويخوض في الوحل لباقي المسافة وهو يرتدي ملابسه الداخلية فقط، ثم يذهب إلى أحد الأماكن لتبديل ملابسه قبل أن يذهب إلى المدرسة.

وبعد حصوله على دراسات عليا في التاريخ والعلوم السياسية، بات مؤهلا للعمل بالمحاماة، لكنه التحق بالعمل كموظف في مكتب نائب المحاسب العام (للبريد والتلغراف) في كلكتا، عاصمة الهند البريطانية السابقة، ثم عمل بعدها في التدريس.

وعمل موخرجي صحافيا ومحاميا أيضا، قبل أن يصبح عضوا في الـ«راجيا سابها»، مجلس الشيوخ بالبرلمان القومي الهندي. كان قد تزوج من صوفرا موخرجي في 13 يوليو (تموز) 1957، وأنجب منها ولدين، هما أبيجيت وإندراجيت، أحدهما عضو في حزب المؤتمر، وابنة هي شارميثا موخرجي.

اقتفى موخرجي خطى والده في الانضمام إلى حزب «المؤتمر» وفي حياته السياسية، حيث حمل العديد من الحقائب الوزارية المؤثرة في الحكومة، منها وزارات المالية والدفاع والخارجية. وكان قد بدأ حياته السياسية بعضوية حزب «المؤتمر الوطني» في عام 1969 تحت حكم رئيسة الوزراء أنديرا غاندي. وأصبح من أشد الموالين لها، ودائما ما كان يوصف بأنه أهم مساعديها و«رجل لكل الأوقات». وصعد نجمه بصورة صاروخية في مرحلة مبكرة من مشواره السياسي، حتى صار وزيرا في حكومة أنديرا غاندي في عام 1973.

وأبدى موخرجي نشاطا كبيرا في الحكومة الهندية أثناء حالة الطوارئ التي فرضتها غاندي في البلاد في عام 1977، ويومذاك تم اتهام الساسة الذين كانوا في الحكم في تلك الأثناء، بما في ذلك موخرجي، باستخدام مراكز قوة غير دستورية «لتدمير المعايير الثابتة وقواعد الحكم» في الهند.

مع هذا خرج موخرجي من تلك الأزمة من دون التعرض للضرر، وتمكن من التدرج في المناصب الوزارية حتى أصبح وزيرا للمالية في الفترة بين 1982 حتى 1984. واشتهرت فترة ولايته بعمله الجاد على تحسين الأوضاع المالية للحكومة الهندية، ما مكن رئيسة الوزراء غاندي من تحقيق نصر سياسي كبير عندما سددت الدفعة الأخيرة من أول قرض حصلت عليه الهند من «صندوق النقد الدولي». وخلال فترة تولية لوزارة المالية في حكومة أنديرا غاندي، كان براناب موخرجي هو من وقع على خطابات تعيين رئيس الوزراء الحالي الدكتور مانموهان سينغ ومحافظ بنك الاحتياطي الهندي، أعلى البنوك في الهند. وكان ينظر إلى موخرجي على أنه أهم وزير في الحكومة الهندية، لذا كان يترأس اجتماعات الحكومة في غياب أنديرا غاندي.

ولكن يتذكر كثيرين أن موخرجي ارتكب خطأ خلال مشواره السياسي الذي استمر لأربعة عقود. وكان هذا الخطأ في يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1984، أي بعد أن لقيت أنديرا غاندي حتفها رميا بالرصاص على يد اثنين من حرسها الشخصيين. إذ رأى موخرجي وقتها أنه هو الأحق بخلافتها، وليس ابنها الأكبر الفعلي راجيف غاندي. دفع موخرجي ثمن ذلك عندما خسر الصراع على السلطة الذي أعقب تلك الأحداث. فجمدت عضويته في الحزب الحاكم.

وبعد ذلك، قام موخرجي بتشكيل حزبه السياسي، حزب «مؤتمر راشتريا ساماجوادي»، قبل أن يندمج حزبه في حزب المؤتمر الوطني عام 1989 إثر تسوية سياسية مع رئيس الوزراء راجيف غاندي. لكن اغتيال راجيف في عام 1991 أحيا من جديد مشوار موخرجي السياسي، حينما قرر رئيس الوزراء حينها، ناراسيمها راو اختياره لتولي منصب نائب رئيس لجنة التخطيط الهندية، ثم تولى بعد ذلك حقيبة وزارية في الحكومة الهندية. وشغل موخرجي منصب وزير الخارجية من عام 1995 وحتى 1996 في حكومة رئيس الوزراء راو.

وكان موخرجي أيضا هو المهندس الرئيسي لدخول سونيا غاندي (أرملة رئيس الوزراء راجيف غاندي) إلى مجال السياسة في الهند في تسعينات القرن العشرين. وخلال تلك الفترة، أصبح موخرجي الزعيم السياسي الأهم لحزب المؤتمر. وبعد أن وافقت سونيا غاندي على مضض على دخول عالم السياسة، أصبح موخرجي واحدا من مرشديها، حيث قام بتوجيهها في المواقف الصعبة، مذكرا إياها بما كانت حماتها أنديرا غاندي ستفعله في مثل هذه المواقف.

تلقى موخرجي العديد من الجوائز والأوسمة، ففي عام 1984 حصل على جائزة أفضل وزير مالية في العالم طبقا لمسح أجرته مجلة «يورومني». وفي عام 2010، كرم موخرجي «كأفضل وزير مالية في السنة في آسيا». وفي عام 2008، قلدته الحكومة الهندية وسام «بادما فيبوشان»، وهو ثاني أعلى وسام مدني في الهند.

وحقا يحظى موخرجي «باحترام كبير للغاية في الأوساط الاجتماعية للحزب». وتؤكد التقارير الإعلامية أنه يحظى «بسمعة طيبة كسياسي محنك ويتمتع بذاكرة حديدية وغريزة لا تخطئ حول البقاء في دائرة الضوء»، مع العلم أن موخرجي حظي جائزة «أفضل إداري في الهند» في عام 2011.

يقول رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ عن موخرجي «يتمتع بخبرة مذهلة في الشؤون البرلمانية. أثبت الاحترام الواسع الذي يحظى به ومشواره الطويل مع القادة السياسيين المنتمين إلى مختلف التوجهات السياسية في البلاد قيمته الكبيرة في الأعمال البرلمانية».

ويقول الخبير الدستوري الهندي سوبهاس كاشياب «لا أعتقد أن موخرجي سيكون رئيسا شكليا، ذلك إنه سياسي بارع وسوف يلعب دورا مؤثرا في الحياة السياسية في البلاد». ويضيف كاشياب «الاختبار الحقيقي الذي يواجهه عندما يضطر لممارسة سلطاته الرئاسية.. فمن المتوقع ألا يحصل أي من حزبي المؤتمر الوطني وبهاراتيا جاناتا على الأغلبية في البرلمان الهندي في الانتخابات التي ستجرى عام 2014، لذا ستظهر توجهات موخرجي جلية من خلال الثقة التي سيوليها لأحد الحزبين لتشكيل أغلبية في اقتراع الثقة. ولكن ما دون ذلك ستكون مهامه مجرد أمور روتينية».

ويقول كاشياب «يتمتع موخرجي بذاكرة حادة، لذا فمن غير المحتمل أن يكون قد نسي السنوات التي قضاها في العزلة عقب اغتيال أنديرا غاندي، أو أنه لم يكن الاختيار الأول لحزب المؤتمر لتولي ذلك المنصب. وفي العامين القادمين، سيضع موخرجي تحت المجهر، لذا فلن يتمكن من تخطي الخطوط الحمراء». ونظرا لقصر قامته، 152 سم، يضطر موخرجي في بعض الأحيان للوقوف على صندوق عند إلقاء الخطب كي يتمكن من الرؤية من على المنصة.

سيتقاضى موخرجي راتبا شهريا يقدر بـ150 ألف روبية هندية، وسيضطر إلى ترك مقار إقامته في شيملا وحيدر آباد للإقامة في القصر الرئاسي. وسيتم تخصيص سيارة مصفحة من ماركة «مرسيدس بنز» لتنقلاته، بينما سيقوم نحو 200 شخص على خدمته في القصر الرئاسي. وعندما يخرج من الرئاسة، سيحصل على ما يوازي 75 ألف روبية هندية في الشهر، كمعاش تقاعدي، فضلا عن منزل مفروش مكون من طابق واحد تتحمل الحكومة نفقات إيجاره. وتتضمن المزايا الأخرى التي يحصل عليها الرئيس بعد التقاعد خط هاتف أرضي وآخر جوال مجانا، فضلا عن خمسة موظفين، بما في ذلك سكرتير خاص وسيارة رسمية وتحمل الدولة لنفقات الفريق المرافق للرئيس في حدود 60 ألف روبية سنويا. ويحق للرئيس المتقاعد السفر مجانا سواء عن طريق القطار أو الطائرة. وسوف يقوم موخرجي باصطحاب صورتين فوتوغرافيتين لأنديرا غاندي، كانتا معلقتين في مكتبه منذ عقود طويلة، إلى مسكنه الجديد في القصر الرئاسي، الذي بني في عام 1929 لنائب ملك بريطانيا ويتكون من 340 غرفة وبلغت تكلفة بنائه 650 مليون روبية.

ويذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تعليق صور أنديرا غاندي في القصر الجمهوري في الهند. أما الصورة الأولى، فهي لغاندي في أوج شهرتها وهي ترتدي عقد رودراكش، بينما التقطت الصورة الثانية أثناء إحدى جلسات حزب المؤتمر، كان الشاب موخرجي ينحني باتجاه أنديرا غاندي للحديث معها، في الوقت الذي يقوم فيه بوضع يده اليسرى على الميكروفون.

أما بخصوص أكثر شيء عزيز عليه في مقتنياته فهو عصا التي أهداه إياها مصنع حكومي لتصنيع الذخائر عندما كان يشعل منصب وزير الدفاع. ولكن صرح موخرجي لوسائل الإعلام قبل انتخابه رئيسيا للبلاد «أحب المشي في الصباح، أو أمشي حول حديقة منزلي 40 مرة. لكن القصر الرئاسي يحتوي على حدائق هائلة المساحة، لذا فلن يحتاج المرء للقيام بـ40 دورة». وفي عام 1970، وعندما كان يعيش في منزل يطل على القصر الرئاسي، كان موخرجي معتادا على مشاهدة الطريقة التي يتم بها الاعتناء بخيول موكب الرئيس. وفي إحدى المرات، قال لأخته مازحا إنه يريد أن يصبح حصانا في موكب الرئيس، لأن الخيول تلقى عناية جيدة للغاية. لكن أخته ردت عليه بالقول «لماذا تريد أن تكون حصانا، لم لا تكون أنت الرئيس نفسه؟»، وها هو قد أصبح الرئيس الآن.

ثمة تغيير جذري في انتظار موخرجي بعد توليه الرئاسة. فحتى اليوم الأخير له في منصبه كوزير المالية، ظل موخرجي يعمل لما بين 10 - 15 ساعة يوميا، بما في ذلك إجراء 15 مقابلة في اليوم على الأقل. لكنه الآن سيصل إلى مكتبه في نحو الساعة العاشرة صباحا، ويخصص الساعات التي تسبق موعد الغداء للعمل. وأثناء فترة عمله في الرئاسة، من المتوقع أن يجد موخرجي المزيد من الوقت لكتابة مذكراته وقراءة الكتب، وربما الانتهاء من سيرته الذاتية. ولقد قيل له أن أحد الوزراء البارزين في الحكومة الهندية قال ساخرا «قد تشعر بالممل بعد بضعة أشهر. فبعد الحياة شديدة النشاط التي عشتها ستجد نفسك فجأة تقوم بالقليل من العمل». وخلال إحدى جلسات الدردشة غير الرسمية الأسبوع الماضي، قال موخرجي مازحا «أنا أتفق معه تماما».

في المنزل، يفرض موخرجي سياجا قويا من السرية حول كل الموضوعات المتعلقة بالسياسة والحكومة. ويتذكر ابنه أبيجيت كيف خلط بين الموضوعات المنزلية والخطب السياسية الصارمة على مائدة الإفطار في عام 1983، حيث قال «اعتدت ركوب دراجة نارية في هذه الأيام، لذا سألت والدتي عن بعض النقود لتزويد دراجتي بالوقود حيث إن أسعار الوقود كان من المتوقع أن ترتفع بعد الميزانية الجديدة. وعندها طلب مني والدي ألا أخرج دراجتي من المنزل حتى يتم الانتهاء من تقديم الميزانية، حيث إنني لو قمت بملء خزان الدراجة بالوقود سيعطي هذا انطباعا بأنني كنت أعرف مقترحات الميزانية سلفا».

موخرجي من المعجبين جدا بالزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ، الذي يستشهد بكلامه في كثير من الأحيان. وتتنوع هوايات الرئيس الهندي الجديد بين القراءة والاعتناء بالحدائق والاستماع إلى الموسيقى، لكنه قد يجد الآن المزيد من الوقت لعائلته. ويحب موخرجي الشوكولاته ورياضة كرة القدم، بينما يهوى تناول المأكولات الخفيفة. أما صوفرا، التي تزوجت موخرجي منذ 55 عاما، فتؤكد أنهما لم يتعاركا في حياتهما قط، وأضافت «نحن لا نشبه أزواج هذه الأيام، ذلك إن زواجنا ليس علاقة حب فقط، فضلا عن أننا لا نعبر عن مشاعرنا بصورة علنية، لأن مشاعرنا موجودة في عقلنا وقلبنا. نحن لا ندخل معا في أحاديث الحب القصيرة، ففي عصرنا كان الأمر يتعلق بصورة أكبر باعتماد بعضنا على الآخر بكل إخلاص. إن الحب الذي يكنه لي هو أمر مختلف كلية. فكل يوم يأتي إليّ بعد الانتهاء من حمامه ويضع يده على جبيني ويقرأ بعض العبارات. إنه يفعل ذلك في كل يوم من أيام السنة، حيث إن هذه هي الطريقة التي يعبر بها عن حبه لي. نحن متزوجان منذ 55 عاما، ولم نتشاجر ولو لمرة واحدة على الإطلاق».

بقي القول إن موخرجي يواجه تحديا مهما في أن يكون رئيسا نموذجيا، يلتزم بصحيح الدستور ويكون محايدا سياسيا ومثار إعجاب العامة في بلده. وعلى النقيض من معظم أسلافه في القصر الرئاسي، من المتوقع أن يتسبب مشواره السياسي الحافل في إبقائه تحت مجهر النقاد بداية من أول يوم من أيام فترة حكمة التي ستستمر لخمس سنوات.