غزة.. غابة البنادق

عشرات الآلاف من المسلحين بمختلف التوجهات السياسية.. في مساحة لا تزيد على 360 كيلومترا مربعا

TT

في الشريط الجنوبي الغربي من الساحل الفلسطيني على البحر المتوسط، وفي مساحة لا تزيد على 360 كيلومترا مربعا، وطول يبلغ 41 كيلومترا، وعرض يتراوح بين 5 و15 كيلومترا، يقع قطاع غزة، أكثر بقاع العالم اكتظاظا بالسكان (1.7 مليون نسمة)، وأصبح الآن الأكثر اكتظاظا بالسلاح والمسلحين الذين تتجاوز أعدادهم عشرات الآلاف وينتمون لفصائل إسلامية وعلمانية ويسارية وسلفية جهادية مختلفة.

لا أحد فيهم يتفق مع الآخر، وكل له نهجه وخطه وفكره المختلف، غير أنهم جميعا محكومون بقوة حركة «حماس»، أكثرهم عددا وعدة، والتي تمسك بزمام الأمور بعد أن بسطت سلطتها على القطاع بعد مواجهات دموية مع السلطة الفلسطينية في يونيو (حزيران) 2007، ويستحق القطاع بجدارة اسم «غابة البنادق».

والمجموعات والفصائل المسلحة تطورت بأهداف ومنطلقات وانتماءات متعددة، كما أن مصادر تمويلها وداعميها يأتون من خارج القطاع وداخله. وفي ما يلي أبرز تلك المجموعات التي باتت متمركزة في غزة:

* كتائب الشهيد عز الدين القسام: الجناح العسكري لحماس، سميت بذلك عام 1992، تيمنا بالمجاهد السوري الأصل عز الدين القسام، الذي شارك في الثورة ضد الانتداب البريطاني لفلسطين وقتل في بلدة يعبد بمنطقة جنين شمال الضفة عام 1935. وتأسست هذه المجموعة على يد صلاح شحادة وعماد عقل وآخرين في قطاع غزة، ويحيى عياش في الضفة الغربية في عام 1984 وكان اسمها «اللجنة العسكرية الإخوانية»، وفي عام 1987 تغير اسمها إلى «المجاهدون الفلسطينيون».

ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد عناصرها لكن وفق تقديرات إسرائيلية فإن العدد يصل إلى 20 ألفا ومئات في الضفة الغربية. ويعتبر محمد الضيف القائد العام الحالي لها، بينما يتسلم أحمد الجعبري الرجل القوي في الكتائب القيادة الميدانية وهو بمثابة رئيس أركان حماس. ونفذت المجموعة هجمات عدة هي الأكثر خطورة ضد إسرائيل في الانتفاضة الثانية، وتميزت بقدرتها على تنفيذ عمليات تفجيرية كبيرة في إسرائيل. كما نجحت الكتائب في اختطاف جنود إسرائيليين، كان آخرهم الجندي جلعاد شاليط من غزة عام 2006 في «عملية الوهم المتبدد» بالاشتراك مع «ألوية الناصر صلاح الدين» و«جيش الإسلام» بزعامة ممتاز دغمش.

وتقول الكتائب إن هدفها العام هو «تحرير كل (فلسطين) من الاحتلال الصهيوني الذي يغتصبها عنوة منذ عام 1948م، ونيل حقوق الشعب الفلسطيني التي سلبها الاحتلال». وتعتبر كتائب القسام أن «الجهاد والمقاومة هما الوسيلة الأنجع لاسترداد الحقوق ولتحرير الأرض، (ولو طال الزمن)».

ولا تؤمن كتائب القسام بإمكانية التعايش الدائم بين المشروعين الإسلامي الوطني من جهة، والصهيوني من جهة أخرى.

والكتائب جزء من هيكل وجسد حركة حماس المسيطرة على غزة، تشارك في صنع القرار فيها والتوجيه وفق أنظمتها الداخلية، وتنفصل عن القيادة السياسية في الجوانب العملية المختصة بالعمل العسكري، وتتلقى تمويلها من المكتب السياسي لحماس وهي الأغنى على الإطلاق.

وتمسك الكتائب بزمام القطاع وتفرض التهدئة مع إسرائيل في هذا الوقت على باقي الفصائل بالقوة، وتملك وحدها حق تصعيد الأمور.

* سرايا القدس: الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. يقدر عدد أفراد سرايا القدس بالآلاف، والعدد المرجح 3 آلاف، وتأسست في بداية الثمانينات من القرن الماضي تحت اسم «القوى الإسلامية المجاهدة - قسم». ومع اندلاع انتفاضة 1987 زاد نشاط «قسم» ونفذت عمليات ضد الجيش الإسرائيلي، وبدأت تعرف باسم سرايا القدس.

وقد نفذت هجمات إطلاق نار وعمليات تفجيرية داخل إسرائيل لكنها كانت أقل تأثيرا من عمليات حماس. ولدى الجماعة عناصر في الضفة الغربية، ووجود قوي في مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية، وشكل عناصرها مع عناصر كتائب الأقصى التابعة لفتح، رأس حربة المقاومين في اجتياح المخيم في الضفة عام 2002.

وتمتلك سرايا القدس وحدات صاروخية وعددا غير معروف من صواريخ «غراد» الروسية، وقد استخدمتها عدة مرات في ضرب مدن إسرائيلية.

ومن أبرز قادتها الذين اغتالتهم إسرائيل، محمد الشيخ خليل وبشير الدبش في غزة، ومحمود طوالبة في الضفة الغربية والذي تحول إلى رمز لمعركة جنين مع أبو جندل من فتح.

وبخلاف حماس فإن القائد العام للسرايا غير معروف للعامة. كما أنها تختلف مع حماس عسكريا، وتضاربت معها مرات، ولا تؤيد الهدنة مع إسرائيل إلا على مضض. وتصنفها كل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وكندا كتنظيم إرهابي، وتتلقى تمويلها من حركة الجهاد نفسها.

* ألوية الناصر صلاح الدين: إنها مجموعات أسسها جمال أبو سمهدانة الذي اغتيل عام 2006 على يد الإسرائيليين. وكان أبو سمهدانة مسؤولا في حركة فتح، قبل أن يختلف مع قيادة الحركة، ويشكل لجان المقاومة الشعبية والتي شكلت جناحا عسكريا أطلقت عليه «ألوية الناصر صلاح الدين»، ويضم نشطاء من فصائل مختلفة جلهم من فتح وبعضهم من حماس والجهاد الإسلامي. وقد نفذت الألوية عمليات مختلفة من بينها إطلاق صواريخ وتفجير دبابات وقد شاركت في عملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. واشتهرت كثيرا عندما نجح رجالها في تدمير مفخرة الجيش الإسرائيلي «دبابة الميركافاه» في 2002.

وتنقسم الألوية إلى نحو 3 جماعات انشقت عن بعضها ويصل عددهم مجتمعين إلى نحو 1500. ولا يعرف من أين تتلقى تمويلها لكن بعض المصادر تشير إلى تمويل داخلي بعضه من حماس وخارجي بعضه من إيران وحزب الله. وعلاقة الألوية بحماس جيدة إلى حد كبير، وخاصة أنها شاركت بشكل أساسي في أسر الجندي الإسرائيلي شاليط، لكنها سلمته لحماس بفضل إمكانات الأخيرة.

* كتائب الأقصى: تشكل الجناح العسكري لحركة فتح، وتعتبر ثالث أكبر جناح عسكري في قطاع غزة، بعد كتائب القسام وسرايا القدس، من حيث العدد والقوة والعتاد. وتأسست الكتائب مع انطلاق انتفاضة الأقصى الثانية في نهاية عام 2000، وتبنت هجمات مختلفة داخل إسرائيل وفي المستوطنات على حدود قطاع غزة والضفة الغربية.

كانت تتلقى تمويلا غير معلن من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومن ثم قررت فتح حلها، وحولت عناصرها إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وبينما طبق هذا في الضفة بشكل فعلي بقي الأمر مختلفا في القطاع. ونفذت الكتائب عمليات شهيرة في قلب إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية، وعلى الحدود مع غزة وفي قلب ميناء أسدود، وتميزت بعمليات إطلاق النار خصوصا في الضفة.

وبعد مرور نحو 3 سنوات على بدء الانتفاضة، شهدت الكتائب في غزة أكبر انشقاقات ممكنة فظهرت مجموعات عسكرية تابعة لفتح من رحم الكتائب من بينها مجموعات الشهيد أيمن جودة، ومجموعات كتائب شهداء الأقصى - فلسطين، ومجموعات الشهيد نبيل مسعود، التي كان لها هي الأخرى عمليات بارزة بمشاركة أجنحة عسكرية أخرى. كما أن من بين المجموعات الأخرى جيش المؤمنين وجيش العاصفة، وهي آخر مجموعة تشكلت حديثا لفتح، وعمليا فقد غيرت اسمها من كتائب عماد مغنية إلى جيش العاصفة، ولها عمليات سابقة مهمة.

أما مجموعات عبد القادر الحسيني، فقد تشكلت هذا العام، وهي منشقة عن مجموعات أيمن جودة.

ولا تتبنى فتح رسميا هذه الجماعات، التي يشارك كثير منها بإطلاق الصواريخ. ومع سيطرة حماس عسكريا على القطاع أصبح وجود كثير من الحالات العسكرية للكتائب محدودا، إلا أن مجموعات الشهيد أيمن جودة ظلت الأكبر.

ويقدر عدد عناصر هذه المجموعات مجتمعين بـ2000 أو أكثر، ومعظمهم يتلقى رواتب من السلطة الوطنية الفلسطينية بصفتهم عناصر في الأجهزة الأمنية، كما يتلقى بعضهم تمويلا خارجيا من حزب الله وإيران، وكان هذا مثار نقاش وغضب داخل فتح وما زال.

* كتائب أحمد أبو الريش: هي كتائب تابعة لحركة فتح، وتعتبر إلى جانب كتائب أيمن جودة الأقوى لفتح في غزة. وكانت هذه المجموعة قائمة منذ الانتفاضة الأولى، ولم تدخل في كتائب الأقصى كما المجموعات الأخرى وبقيت تعمل باسم فتح ونفذت عمليات نوعية كثيرة ومهمة، ويقدر عدد أفرادها بالمئات.

* كتائب المقاومة الوطنية: هذه المجموعة تابعة للجبهة الديمقراطية، ويعد عددهم بالمئات ويشاركون في إطلاق الصواريخ والدفاع عن غزة، أما تمويلهم فمن الفصيل نفسه.

* كتائب أبو علي مصطفى: هي مجموعة تابعة للجبهة الشعبية، وهذه الكتائب من الأصغر بين المجموعات المسلحة في غزة، إذ يقدر عدد عناصرهم بالمئات، ويشاركون في عمليات إطلاق صواريخ والدفاع عن غزة، أما تمويلهم فمن الفصيل نفسه أيضا. وتشكل كتائب المقاومة مع كتائب أبو علي اليسار الفلسطيني في غزة، وقد تراجعت قوته ونفوذه بشكل كبير في مجتمع ديني، وتراجع أكثر مع إمساك حماس زمام السلطة.

* الجماعات السلفية: تنقسم الجماعات السلفية في الأراضي الفلسطينية إلى جماعات دعوية، وتلك تنتشر في الضفة الغربية وقطاع غزة، وجماعات «جهادية»، وتلك تقتصر على القطاع، ولا يذكر أنها نشأت في الضفة الغربية مطلقا. وعملت الجماعات السلفية في فلسطين منذ ما قبل الانتفاضة الأولى، أي نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وأخذ طلاب علم تلقوا تعليمهم في الخليج، نشر الدعوة التي يعتبرونها تمثل الإسلام الصحيح بين الفلسطينيين. ولكن هذه الدعوة ظلت ضعيفة، وتقتصر على بعض الشبان الصغار في مساجد كان يسمح لهم بالتجمع فيها. وكان المجتمع الفلسطيني آنذاك كله مأخوذا بحركة فتح التي كانت تشكل عمود الثورة الفقري، أو ينتمي لفصائل أخرى ناشطة مثل الجبهتين. ولم تعر إسرائيل، الدولة المحتلة، السلفيين الدعويين أي أهمية، وهكذا فعلت السلطة الفلسطينية أيضا.

وظل هذا الحضور ضعيفا، وينظر له على أنه غير مؤثر حتى بداية الانتفاضة الثانية. وبعد الانتفاضة الثانية، ودخول السلطة في مواجهة مسلحة مع حماس، بدأ بعض هذه الجماعات في غزة يتسلح مستغلا حالة المواجهة، ومستلهما أيضا تجربة «القاعدة».

انتشرت الجماعات السلفية قبيل سيطرة حماس العسكرية على القطاع بأشهر قليلة جدا، وكان أول ظهور لإحدى المجموعات التابعة لها باسم «جيش الإسلام» الذي أعلن عن نفسه تنظيما سلفيا جهاديا في أول هجوم عسكري ضد موقع إسرائيلي بمشاركة كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين، شرق مدينة رفح جنوب القطاع، حيث عرف هذا الهجوم بعملية «الوهم المتبدد» وأدت لمقتل عدد من الجنود الإسرائيليين وأسر الجندي الإسرائيلي شاليط. وأخذت هذه الجماعات تعزز من حضورها وتستقطب الشبان الصغار عبر تبني نهج تنظيم القاعدة، ومبايعة قائده أسامة بن لادن. وشيئا فشيئا، صار هؤلاء يملكون جماعات مسلحة.

وبعد سيطرة حماس على غزة، قويت شوكتهم، فانتشرت عمليات تفجير محلات كوافير النساء، ومقاهي إنترنت، وشاليهات، كما حاولت تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية، أبرزها تنفيذ هجوم بـ«الخيول المفخخة» لجماعة «جند أنصار الله» على معبر كارني.

ظلت علاقتهم بحماس متوترة، حتى انفجرت تماما في أغسطس (آب) 2009 عندما أقدم داعية وطبيب غزي ذو شهرة كبيرة يدعى عبد اللطيف موسى بإلقاء خطبة الجمعة في مسجد ابن تيمية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة تحت اسم «النصائح الذهبية لحكومة إسماعيل هنية»، وحضرها المئات من عناصر الجماعات السلفية الجهادية، وأعلن وسط حضور مكثف لمسلحين كانوا يرتدون ملابس «القاعدة» المشهورة، «إنشاء إمارة إسلامية» في القطاع، وكانت هذه القشة التي قسمت ظهر البعير، فهاجمت حكومة حماس المسجد وضربته بالقذائف، وقتلت 20 بداخله من بينهم موسى وقائد جماعة «جند أنصار الله» ويدعى أبو عبد الله السوري.

ورد السلفيون بتفجير العبوات قرب مراكز أمنية تابعة لأمن الحكومة، وشنت الحكومة حملة اعتقالات واسعة ضد عناصر الجماعات، طالت قادة بارزين، بينهم أبو الوليد المقدسي، واسمه الحقيقي هشام السعيدني، وهو فلسطيني من مواليد مخيم البريج وسط قطاع غزة، وقاتل في العراق إلى جانب أبو مصعب الزرقاوي، فردت الجماعة باختطاف صحافي إيطالي يدعى فيكتور أريغواني وطالبوا في شريط مصور بالإفراج عن السعيدني، ثم قتلوا أريغواني في منزل مهجور شمال غربي مدينة غزة.

وشددت حماس من قبضتها على هذه الجماعات وواجهتهم بقوة، واعتقلت وقتلت آخرين من بينهم قتلة أريغواني، لكنها كانت دوما تفاجأ بظهور جماعات جديدة، وكثير منهم يقول إنه تحول إلى السلفية ردا على مشاركة حماس في الانتخابات، حتى أن بعض أفراد هذه الجماعات خرجوا من حماس احتجاجا.

وتتهم هذه الجماعات حماس بأنها تسعى للقضاء عليها، وتحاول تشويه صورتها، وهي لا تعترف بحكم حماس ولا السلطة وتقول إنهم لا يحكمون بما أنزل الله، وتعد هذه الجماعات عناصرها ومناصريها بخلافة قريبة على شكل إمارة إسلامية.

أما أبرز الجماعات السلفية في غزة، فهي:

* جماعة جند أنصار الله: نشأت الجماعة في أواخر 2008، وتقول إنها تسعى من خلال الجهاد لإعلاء كلمة الله، ونصرة نبيه، ودفع العدو عن ديار المسلمين. وتعتبر الجماعة مقربة آيديولوجيا من تنظيم القاعدة. وكان يقودها عبد اللطيف موسى المعروف بـ«أبو النور المقدسي»، ومن قادتها أيضا أبو عبد الله السوري، وكلاهما قتل على يد حماس. ولا يوجد عدد محدد لعناصر الجماعة، ويزعم الإسرائيليون أن عددهم يصل إلى 500، من بينهم مصريون ويمنيون وباكستانيون وأفغان، وينشطون خاصة في خان يونس ورفح على الحدود المصرية، معقل التيار السلفي.

* جماعة جلجلت: يعرفها أهل القطاع بهذا الاسم، وتعرف أيضا باسم «أنصار السنة»، وأحد أبرز قادتها محمود طالب (أبو المعتصم). وبدأت هذه الجماعة العمل في غزة كما يقول طالب منذ اللحظة التي قررت فيها حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2006، من خلال إصدار بيان بعدم جواز هذه الانتخابات شرعا. وتتبنى الجماعة «نهج السلف الصالح الذي يمتد إلى عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتعتبر نفسها مستمرة منذ ذلك العهد». أفكارها قريبة بشكل كبير من أفكار «القاعدة». وليس لدى مجموعات «جلجلت» أي ارتباط سياسي معروف بأي حركة، ويخضع الأعضاء الجدد إلى تأهيل ديني ودعوي قبل أن يصبحوا جزءا من هذه المجموعات التي تتحمل مسؤولية غالبية التفجيرات التي تحدث لمقاهي الإنترنت في قطاع غزة.

* جيش الإسلام: أحد أبرز الجماعات السلفية، كان مقربا من حماس، ونفذ رجاله معها عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في منتصف 2006، لكنه تحول إلى ألد أعداء حماس، وشنت الحركة عليه هجوما أدى إلى مقتل كثير من عناصره بعد سيطرتها على غزة. وأسس مجموعة «جيش الإسلام» مسلحون من عائلة دغمش، وكانت العائلة مرهوبة، قبل أن تقرر حماس إخضاعها وحملها على الالتزام بقرارات الحركة. أعلن «الجيش» براءته التامة من حماس وفتح، والآن على علاقة جيدة بحماس. فكره قريب من «القاعدة» مثل الجماعات الأخرى، وهو يؤمن بتوحيد هذه الجماعات، وكان مسؤولا عن اختطاف مراسل الإذاعة البريطانية ألان جونسون وطلب فدية مالية لإطلاق سراحه قبل أن تتمكن حماس من تسوية الأمر.

ومثل هذه الجماعات، هناك أنصار بيت المقدس، والتوحيد والجهاد، وجند محمد، وكتائب عبد الله عزام.. وجميعها تضم ناشطين سابقين في فصائل مثل حماس والجهاد وألوية الناصر. ويميل هؤلاء إلى التشدد ويصلون إلى حد إخراج الناس من الملة وتكفيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم. أما حماس فتقول إنها معتدلة ووسطية وإن هذا هو الإسلام الصحيح. وخرجت هذه الجماعات من حماس والجهاد وفتح وبعضها جاء من الخارج، وعلاقتهم بحماس الآن شبه هادئة، بينما يتلقون تمويلهم عبر جمع التبرعات الذاتية، ولهم خطوط مع دول عربية وبعض الجماعات الجهادية.

وعلى الرغم من صغر مساحتها ووضوح الحاجة للعمل على تأسيس تحالفات بين القوى المختلفة، تشهد غزة المزيد من الانشقاقات والانقسامات بين الجماعات المسلحة، بينما تنتشر الأسلحة بين سكان القطاع ولكنها عادة تفشل في حمايتهم.