إبراهيم الربيش منظر «القاعدة» الجديد وداعية الاغتيالات

TT

في بداية عام 2010، وبعد محاولة فاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف - وزير الداخلية - في أغسطس (آب) 2009، والتي قادها تنظيم «القاعدة» عبر عبد الله عسيري، خرج إبراهيم الربيش المنظر الآيديولوجي الجديد الذي اختاره ما يسمى «القاعدة في جزيرة العرب» من اليمن ليصدر شريطا صوتيا يبرر فيه الاغتيالات.

بعد هذا الشريط الصوتي خرج إبراهيم سليمان محمد الربيش، وهو أحد المدرجين في قائمة الـ85 المطلوبين أمنيا، والمولود في بريدة عام 1980، ودرس العلوم الشرعية في جامعة الإمام محمد بن سعود بمنطقة القصيم كأحد المنظرين للقاعدة، وأحد أهم رموزها إذ يقول: «نحن بحاجة ماسة إلى إحياء هذه السنة (الاغتيالات) ضد أعداء الله؛ لأنها تغرس الرعب والخوف في صفوف العدو، كما أنها عامل يقود المرتزقة في صفوف العدو إلى إعادة تقويم عملهم».

الربيش بعد حصوله على درجة البكالوريوس انتقل إلى أفغانستان؛ حيث تم اعتقاله على أيدي القوات الأميركية التي قامت بترحيله إلى سجن القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو؛ حيث أمضى خمس سنوات. وأطلق الربيش من سجن غوانتانامو مع عدد من المعتقلين السعوديين في ديسمبر (كانون الأول) 2006، وأعيد إلى وطنه بعد جهود بذلتها الحكومة السعودية في سبيل استعادة المعتقلين من معتقل جوانتانامو في خليج كوبا، بعدما فقدت عائلاتهم الأمل في استعادتهم، وكان الربيش من ضمنهم؛ حيث تم إلحاقه بالبرنامج الخاص بإعادة تأهيل المفرج عنهم من غوانتانامو، وقرر أن يستغل وقته الخاص في التحضير لنيل درجة الماجستير؛ لكنه اختفى فجأة، واضطرت الجهات الأمنية السعودية إلى إدراج اسمه ضمن قائمة الـ85 المطلوبين أمنيا.

ترك الربيش زوجته وطفلتين وطفلا وحيدا، والذي كان يبلغ شهرين حين تسلل إلى اليمن، لينضم إلى «القاعدة» في اليمن تحت قيادة اليمني ناصر الوحيشي، والتي وجدت ملاذا آمنا في اليمن، بعد ما نجحت الضربات الاستباقية والمباشرة لقوات الأمن السعودية في تدمير التنظيم في الأراضي السعودية، في سلسلة مواجهات دموية خلال الفترة من عام 2003 إلى 2006، وفي أبريل (نيسان) عام 2008 التحق الربيش و11 من السعوديين الذين تمت استعادتهم من سجن غوانتانامو بـ«القاعدة في جزيرة العرب» في الأراضي اليمنية.

وسعى الربيش - فور انضمامه إلى التنظيم - لإثبات قدرته على شغل موقعه الجديد منظرا أيديولجيا، فأصدر كتابا ينتقد فيه الداعية السعودي سلمان العودة على تنديده بهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ووصفه زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن بأنه قاتل أبرياء.

وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أصدر الربيش شريطا صوتيا بعنوان «وسقط القناع»، ينتقد فيه المؤسسات التعليمية السعودية، بدعوى أنها تسمح بالاختلاط. وجاء الربيش ليكون الوجه الجديد المسؤول عن إيجاد مبررات دينية للعمليات المسلحة التي يرتكبها تنظيم «القاعدة» أو يخطط لتنفيذها مستقبلا.