تمام سلام عراب التسويات المقبلة

علاقاته الداخلية والإقليمية شبكة أمان وإرثه العائلي يخول له لعب دور وفاقي

TT

منذ اللحظة الأولى لتكليف النائب البيروتي تمام سلام لتشكيل حكومة لبنانية جديدة، بدأ أهالي بيروت والمصيطبة (مسقط رأسه)، يتوافدون إلى قصر آل سلام، مهللين ومهنئين «البيك» على تكليفه بإجماع سياسي قلّ نظيره، برغم الانقسامات الداخليّة والإقليميّة.

تهافت جيران القصر دفع عناصر الأمن الذين تكاثر عددهم من دركي واحد قبل التكليف، إلى عشرات بعده، إلى محاولة وضع عازل أمام القصر لتنظيم عمليّة دخول المهنئين وتفتيش كل منهم. لكنّ ساكن القصر، وكما يقول مقربون منه لـ«الشرق الأوسط» رفض هذا الإجراء ومنع اتخاذ أي إجراءات أمنيّة باعتبار أن «منزل العائلة مفتوح منذ أكثر من مائة عام، ومن يدخل إلى منزلي لا يمكن أن يخضع للتفتيش».

ليس وصول تمام سلام إلى الكرسي الثالث في الدولة اللبنانية بأمر طارئ على عائلة سلام التي تصدّرت المشهد الوطني منذ بداية الألفية السابقة وتربعت على عرش الزعامة البيروتية. سبق لوالده، صائب بيك سلام، أن تولى رئاسة الحكومة اللبنانية لست مرات بين عامي 1956 و1972. كما انتخب نائبا للمرة الأولى عام 1943. ثم أعيد انتخابه في الأعوام 1951 و1960 و1964 و1968 و1972، واستمر بحكم قوانين التمديد للمجلس النيابي حتى سنة 1992. اشتهر والده، كما جده سليم علي سلام، المعروف بأبو علي، أحد نواب مجلس «المبعوثان» العثماني، بمواقفه الوطنية والجريئة والمنفتحة.

كذلك، فإن وصول سلام في هذه اللحظة بالذات ليس أمرا مستغربا بالنسبة لكثيرين من عارفي هذا الرجل. يقول هؤلاء إن إرثه العائلي والوطني، إضافة إلى دبلوماسية مواقفه وعقلانية أدائه وعلاقاته الجيدة مع الأطراف كافة، كفيلة مجتمعة بأن تساعده في أن يعبر بلبنان إلى مرحلة أكثر أمنا واستقرارا ونأيا عن محيطه المشتعل. عدا عن أن نشأته في كنف عائلة أطلقت شعارات «لا غالب ولا مغلوب» و«تفهّم وتفاهم» تجعله يدرك جيدا أهمية المحافظة على التوازنات اللبنانية الدقيقة، خصوصا أن الأطراف اللبنانية باتت جميعها على قناعة بأن لبنان لا يحكم إلا انطلاقا من هذه المعادلة.

أكثر من ذلك، فإن سلام يكاد يكون رئيس الحكومة الأول منذ اتفاق الطائف، الذي يكلّف من دون أي تدخّل سوري، من قريب أو بعيد، انطلاقا من انشغال سوريا بأزمتها الداخلية منذ أكثر من عامين. حتى أن النائب في تيار المستقبل نهاد المشنوق كتب على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك» قبل يومين أن «حماية تكليف الرئيس تمام سلام واجب على كل اللبنانيين، لأنه أول رئيس حكومة منذ عام 1990 يأتي من دون رأي أو مشاركة من النظام السوري، ما يعني دخولنا مرحلة جديدة من الاستقلال والاستقرار في لبنان يعبر عنها سلام».

ليس بمبالغة القول إن سلام يكاد يكون من السياسيين القلائل الذين لم يسجل له أي موقف انفعالي أو عصبي، حتى في أكثر المحطات الصعبة وطنيا وفي مسيرته السياسيّة، لا سيما بعد تصاعد الحالة الحريرية وتربّعها طوال سنوات على عرش الزعامة السنيّة في لبنان.

يجمع أصدقاء سلام على دماثة أخلاقه ومقارباته الواقعية، التي تأخذ بالاعتبار الرأي الآخر ويثنون على نزعته «البروتوكولية» وإخلاصه في الحفاظ على علاقاته الشخصية، كما السياسية حتى الرمق الأخير. ينطلق حبيب أفرام، رئيس الرابطة السريانية في لبنان وصديق الرئيس المكلف منذ سنوات طويلة، في الحديث عن سلام بمقدمة وجدانيّة يقول فيها إن سلام «يختصر بيروت بانفتاحها وبحرها وعلاقاتها الاجتماعية وكنائسها وجوامعها، وهو ما أثبته الإجماع الوطني على تكليفه وعكسه الارتياح الشعبي العام بعد ذلك». تمام بيك، وفق ما يوضحه صديقه لـ«الشرق الأوسط»: «أنيق شكلا ومضمونا»، فهو «واظب على فتح دارته أمام الجميع، حتى في أكثر اللحظات صعوبة. راق في التعاطي ولا ينطق بالسوء».

لم يسع سلام، برغم خلفيته العائلية السياسيّة، إلى تسويق اسمه كرئيس للحكومة اللبنانية. يقول أفرام: «لطالما كنا نناديه تحببا دولة الرئيس لكنه لم يسع يوما لأن يكون كذلك ولم يطلب، وهو ما ينسجم مع طباعه وابتعاده عن الوجاهة الفارغة». ويضيف: «التقيته قبل أيام من تكليفه وكنا نتحدث عن هوية البديل عن الرئيس ميقاتي. قلت له إنه قد يكون مرشّحا نموذجيا، لكنّه عاجلني بالإجابة أنا لم أطلب شيئا ولن أسع لشيء، لكن إذا طلبوا مني فأنا مستعد».

ويثني نائب رئيس حزب الكتائب سجعان قزي على صفات سلام الشخصيّة. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «تمام سلام رجل يتمتع بصفات أخلاقية مميزة، جعلته مخلصا في علاقاته الشخصية كما في علاقاته السياسية، إذ تمكن من المزج بين الزعامة التاريخية لآل سلام، التي كان لها دورها في تاريخ لبنان منذ بدايات القرن الفائت، وبين قربه اليومي من الناس والوقوف على حاجاتهم والسعي لتأمين الخدمات».

عام 1992، وإثر انتهاء ولاية المجلس النيابي، الذي كان والده أحد أعضائه، عزف الرئيس المكلف عن الترشّح للانتخابات النيابية تضامنا مع مقاطعة المسيحيين الشهيرة للانتخابات في السنوات الذهبية للوصاية السورية على لبنان. ثم تحالف في عام 1996 مع رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. ونتيجة خلاف مع الأخير، خسر سلام مقعده في انتخابات عام 2000. وعزف عن المشاركة مجددا في انتخابات عام 2005 ليعود إلى المجلس النيابي عام 2009 بعد تحالفه مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وعام 2008، عيّنه رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة وزيرا للثقافة في حكومته الثانية إثر «تسوية الدوحة» عام 2008.

علاقة آل سلام مع عائلة الحريري شهدت مدا وجزرا. يحمّل كثيرون آل الحريري مسؤولية إقصاء الزعامات السنية التقليدية، لا سيما مع تصاعد الحالة التي خلقها رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. انتخابات عام 1992 التي أقصت آل سلام، نتيجة خلاف كبير مع السوريين آنذاك، جاءت بالحريري رئيسا للحكومة اللبنانية. يقول أفرام: «رفيق الحريري دخل إلى وسط بيروت، المعروف اليوم بالسوليدير، كما إلى الوسط السياسي بمعية صائب سلام الذي كان يدرك أن الحريري رجل أعمال كبير وله علاقاته العربية كما الدولية. كانت العلاقة بين الطرفين سمنا على عسل. لكن الخلاف الكبير حصل عام 2000 مع إسقاط الحريري الأب لسلام الابن وفوز لائحة الحريري بكافة المقاعد».

يضيف أفرام، الذي كان أحد المرشحين على لائحة سلام «تحالف الحريري عمليا مع حزب الله، وأرسلت إشارات سلبية جدا إلى سلام، بعد التضييق عليه، فاختار أن يترك رئاسة مؤسسة المقاصد (تولى رئاستها خلفا لوالده من عام 1982 حتى عام 2000) ليضمن استمرارها واستمرار خدماتها من دون أن يهاجم بأي وسيلة الحريري، ثم عاد وتحالف».

ويكتب المؤرخ البيروتي والأستاذ الجامعي الدكتور حسان حلاق (جريدة «اللواء» اللبنانية أمس) عن هذه المرحلة قائلا: «بين أعوام 1982 - 2000، وخلال ثمانية عشر عاما، تولى تمام بيك سلام رئاسة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في ظل ظروف أمنية وسياسية ومالية وإدارية صعبة، ورغم ذلك، فقد حققت المقاصد في عهده وثبة في مدارسها وفي المعهد العالي للدراسات الإسلامية ومعهد التربية البدنية ودار المعلمين والمعلمات، وفي مستشفى المقاصد، ومجلة المقاصد، وإذاعة صوت الوطن..».. ويضيف: «بسبب الصراعات البيروتية والمنافسات السياسية الحادة، لم يوفق سلام في الانتخابات النيابية عام 2000.. لهذا، فقد أصدر بيانا تضمن اعتذاره عن متابعة رئاسته لجمعية المقاصد، فاستقال من الرئاسة رغم رفض مجلس الأمناء هذه الاستقالة، غير أن إصراره أوجب تولي الرئاسة نائبه المهندس أمين محمد عمر الداعوق، على أن المقاصديين أصروا على أن يكون رئيس شرف لجمعية المقاصد».

القول إن «آل الحريري حجموا الزعامات السنية التقليدية» ليس دقيقا، وفق قزي، نائب رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، حليف آل الحريري منذ عام 2005 وصديق الرئيس سلام، الأب ثم الابن منذ عقود طويلة. يقول قزي: «الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومن بعده الرئيس الراحل حافظ الأسد هما من أبعدا الزعامات السنية التقليدية كآل سلام والصلح واليافي وآل كرامي، وبالتالي ليست الحالة الحريرية هي المسؤولة بالكامل عن إبعاد هذه العائلات».

يتوافق قزي مع أفرام على اعتبار أن صائب سلام «كان عراب دخول رفيق الحريري إلى الوسط السياسي البيروتي». ويعتبر أنه «عندما يسمي سعد الحريري اليوم تمام سلام من بيت الوسط رئيسا للحكومة المقبلة، فهذا يعدّ بمثابة موقف وفاء لاحتضان والده من قبل آل سلام».

يجمع الفرقاء اللبنانيون على اختلاف توجهاتهم على أن آل سلام حافظوا على مواقفهم الوطنية خلال المراحل السياسية كافة. يوضح قزي في هذا السياق أنه «رغم كل الظروف الصعبة التي مرت على صائب سلام وتمام من بعده، بقيت العائلة على تمسكها بالمبادئ الوطنية. وبقي قصرهم، في عز السيطرة الفلسطينية على ما يسمى بـ«بيروت الغربية»، صلة وصل بين كل الطوائف ومساحة للحوار الوطني. وخلال سنوات الوصاية السورية والتضييق الذي تعرض له، فضل صائب سلام النفي الذاتي طوال 10 سنوات، على الخضوع لمطالب السوريين واستدعاءات غازي كنعان.

هذه المبدئية في التعاطي السياسي جعلت عائلة آل سلام بمنأى عن الانقسامات السياسية الحادة. ورغم فوز سلام بمقعده النيابي متحالفا مع لائحة «14 آذار» في بيروت عام 2009. فإن علاقته الشخصية جيدة بمختلف الأطراف السياسية. يقول عارفوه إن علاقته ممتازة بالرئيس اللبناني ميشال سليمان، وكذلك برئيس المجلس النيابي نبيه بري. يقول أفرام في هذا الإطار: «لم ينقطع سلام عن تبادل الرأي مع الرئيس بري حتى في اللحظات السياسية الأكثر صعوبة في البلد، وأعتقد أنه نجح في نسج شبكة علاقات لبنانية وعربية ودولية مع الحفاظ على لبنانيته كاملة». ويعرب عن اعتقاده بأن زيارات التهنئة من قبل سفراء السعودية وروسيا وإيران تعكس حالة ارتياح إقليمية لتكليفه في هذه المرحلة بالذات.

قد تكون من إحدى الصفات الإيجابية في سلام، والتي أهلته لتولي مهمة تأليف حكومة في هذه المرحلة بالذات ألا خصومة له مع أي من الفرقاء السياسيين. يعتبره أفرام «نظيف الكف واللسان والتاريخ. ليس علي يديه عمولة أو عمالة أو دم، وهو قادر على أن يكون رجل المرحلة بامتياز»، فيما يؤكد قزي أن «علاقاته السياسية أكثر من جيدة مع حزب الكتائب، وهو حليف لتيار المستقبل، كما أنه على علاقة جيدة بالرئيس بري ولم يقطع مرة خط التواصل مع حزب الله».

من المؤكد أن الإجماع السياسي حول سلام في لحظة حرجة، محليا وإقليميا، وعشية استحقاقات عدة أبرزها الانتخابات النيابية، لا يعني أن مهمة سلام في تأليف حكومة اختار لها شعار «حكومة المصلحة الوطنية» وممارسة صلاحياتها باتت عملية سهلة. هذا الأمر تدركه القوى اللبنانية جيدا. ولعل الدعوة التي وجهها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط قبل يومين خير دليل على ذلك، حيث طالب «القوى السياسية التي أجمعت على تسمية سلام أن تذهب في اتجاه تسهيل مهمته والإقلاع عن وضع الشروط التعجيزية كما حصل في التجارب السابقة في تأليف الحكومات». واعتبر أن الرئيس المكلف «أصاب باختياره مصطلح حكومة المصلحة الوطنية» التي يفترض أن تبقى فوق كل اعتبار.

لا يملك سلام عصا سحرية قادرة على معالجة الملفات الداخلية الشائكة، مع اتخاذ الانقسام اللبناني أشكالا عدة. لكن عارفيه يقولون ويأملون، كما شريحة كبرى من اللبنانيين، أن يفتح تكليفه بابا نحو الحل، مع إدراك القوى السياسية كلها مخاطر انتقال الصراع السوري إلى لبنان ووجوب ترك الساحة المحلية بمعزل عن الغليان الإقليمي. يقول أفرام، الذي يرافق سلام يوميا منذ تكليفه: «يدرك تمام أنه لا يملك حلولا عجائبية أو وصفة تدوير الزوايا اللبنانية، لكن تكليفه في ظل الظرف الإقليمي قد يكون فرصة لإيقاظ اللبنانيين من الحالة السائدة والعبور بهم إلى مرحلة جديدة، مرحلة المؤسسات والدستور والممارسة الديمقراطية الحقيقية». ويضيف: «يمتلك تمام خلفية وطنية وشبكة علاقات جيدة تمكنه من أن يجعل المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، وبإمكانه أن يلعب دور عراب تدوير الزوايا والتسويات، ليس بمعناها السيئ، لكن واقع الحال يثبت أن النظام اللبناني يحتاج إلى تسويات يومية للاستمرار». ويعرب عن اعتقاده بأن «اللبنانيين اليوم أمام فرص لإعادة صياغة النموذج اللبناني على علاته، وإظهار قدرته على الاستمرار في ظل ما يجري في العراق وسوريا ومصر، ولعل التهدئة في المنطقة تبدأ من لبنان».

ولا يحيد قزي كثيرا عما يقوله أفرام. يذكر بمواقف سلام الوطنية تجاه أزمة سوريا، بعيدا عن الانفعال الآني، وبمحافظته على بوصلة الثوابت الرئيسية لناحية مركزية قضية فلسطين ومواقفه العربية، فضلا عن دعمه، أبا عن جد، للميثاق الوطني والتعايش المسيحي - الإسلامي.

يرى قزي أن «تسمية فريق 8 آذار، وفي مقدمه حزب الله، لتمام سلام رئيسا للحكومة المقبلة، بعد سفره إلى المملكة وإعلان ترشيحه من قبل فريق 14 آذار يعني أن الرجل مقبول من الجميع، وتأييده نتاج محلي أكثر مما هو ناتج عن موازين قوى دولية». تمام سلام «خيار صائب»، يقول قزي مبتسما، لكن التحديات أمامه كبيرة وواحدة من المعضلات في المرحلة المقبلة بعد التأليف، هي أن «الملفات - الأولويات متساوية، أي أن على الحكومة السعي لإجراء الانتخابات بموازاة عملها على ضبط الوضع الأمني وضبط الحدود ومعالجة البؤر الأمنية، القديمة منها والجديدة، إضافة إلى التزام سياسة النأي بالنفس تجاه أزمة سوريا ومواصلة تنفيذ قرارات الحكومة السابقة».

في قصر آل سلام في محلة المصيطبة، الواقع على بعد مرمى حجر من مركزين، يتبع أحدهما حزب الله والثاني حركة أمل، وفود شعبية وزائرون دبلوماسيون. الهواتف لا تتوقف عن الرنين والبرقيات تصل تباعا. في الباحة الأمامية تصرخ سيدة متقدّمة في العمر «رجع الحق لصحابه»، فهل يعيد تمام بيك إلى اللبنانيين حقهم الطبيعي بأمن واستقرار وتداول السلطة؟

* ملفات في انتظار سلام الملفات التي تنتظر إذن حكومة «المصلحة الوطنية» كثيرة وداهمة، والمؤكد أن سلام يدرك أن نزهته الحكومية لن تخلو من مطبات وعراقيل.

* يؤكد عارفوه أنه «يدرك جيدا ما هو مقبل عليه ومستعد لتحمل المسؤولية وللتضحية بمقعد نيابي مقابل إنقاذ لبنان».

* شعار «المصلحة الوطنية» بقدر ما هو في هذه المرحلة بالذات شعار جذاب وذكي، بعد حكومتي «لبنان أولا» و«كلنا للوطن، كلنا للعمل»، بقدر ما هو فضفاض.

* المصلحة الوطنية في لبنان تبدو أشبه بوعاء كبير والجميع يريدون الدلو بدلوهم فيه كلهم يريد «المصلحة الوطنية» ويقول إنه يعمل في سبيل تحقيقها.

* من هنا، فإن الرئيس المكلف، بعد اجتياز عقبة تأليف حكومة تريدها «14 آذار» حيادية و«8 آذار» وطنية، أمام مهمة جمع مصالح الفئات المتناقضة من التيارات السلفية وصولا إلى حزب الله تحت راية مصلحة مشتركة.

* تمّام سلام في سطور

* ولد تمّام سلام في عائلة عرفت بشغفها بالسياسة والشأن العام، وهي عائلة بيروتية عريقة، جذورها ضاربة في السياسة منذ نهاية القرن التاسع عشر.

* أبصر النور في 13 مايو (أيار) 1945 في المصيطبة، في دارة يعود بناؤها إلى مائة وعشرين عاما احتضنت أحداثا وطنية وسياسية كثيرة.

* والده الزعيم صائب بك سلام، ووالدته تميمة مردم بك، سليلة عائلة دمشقية معروفة، وقد قصد الرئيس المكلف دارتها فور تكليفه لأخذ بركتها. تلقى تمام سلام دروسه في «الليسيه» الفرنسية، ثم في مدارس «المقاصد»، قبل أن ينتقل إلى «برمانا هاي سكول»، وأنهى دراسته العليا في الاقتصاد وإدارة الأعمال في بريطانيا عام 1968.

*لم يعمل سلام طويلا في حقل الأعمال، حيث انصرف إلى مرافقة والده في كل نشاطاته، ثم خلفه في رئاسة «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» بعد أن كان عضو مجلس أمنائها، وأسس إذاعة «صوت الوطن». يقول عارفوه إن «الشعار الأحبّ إلى قلب تمّام بك هو ذاك الذي كان والده يردده دوما: (لا غالب ولا مغلوب)». وهو متأهل وله ثلاثة أولاد: صائب (على اسم والده)، وتميمة (على اسم والدته)، وثريا.