رامي الحمد الله.. «أكاديمي» في «حقل ألغام»

رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد.. يملك رصيدا من النجاحات.. يأمل الكثيرون من حوله ألا تتوقف

TT

من أوسع الأبواب، دخل الدكتور رامي الحمد الله إلى ساحات السياسة، رغم أنه «لا سجل سياسيا» له، بعدما ظل لعشرات السنين منكبا على حلقات العلم والتعلم في قاعات الجامعات والمعاهد، ثم مشغولا بإدارة أكبر جامعة فلسطينية في الضفة الغربية: «النجاح الوطنية» في نابلس.

من دون مقدمات.. قفز الحمد الله إلى سدة رئاسة الوزراء في ظرف دقيق وصعب ومركب. يقول المثل الشعبي: «مصائب قوم عند قوم فوائد»، ولولا مصيبة «الانقسام» التي حلت بالفلسطينيين منذ 2007 ما كان للحمد الله، الذي لا ينتمي إلى أي فصيل سياسي كبير، أن يصبح رئيسا للوزراء. فالانقسام نفسه قاد سلفه سلام فياض، الذي لا ينتمي أيضا إلى الفصائل، إلى سدة الحكم، بعدما سيطرت حماس على القطاع، فاستنجد به النظام السياسي الفلسطيني (الفتحاوي) لإصلاح الفساد المالي والإداري وإقناع الغرب بقدرة السلطة على تجاوز المشكلات وبناء دولة المؤسسات.

قبل شهور قليلة، لم يكن الحمد الله نفسه يعتقد إمكانية تعيينه رئيسا للوزراء، لأن فياض كان يبدو للحظة باقيا للأبد، غير أن خلافا حادا بين فياض والرئيس، يمكن وصفه بالمصيبة الثانية، فتح الطريق واسعا أمام الحمد الله.

قالت مصادر فلسطينية رفيعة لـ«الشرق الأوسط»، إن الحمد الله كان مترددا ورافضا في البداية.. واعتذر عن تولي المنصب، قبل أن يعود أبو مازن ويقنعه بتسلم المهمة، التي يطلق عليها مراقبون فلسطينيون «المهمة الانتحارية» أو «حقل الألغام»، بعدما تراجع عن تكليف محمد مصطفى (رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني).

ونقول «حقل ألغام»، لأن الحمد الله وصل في ظرف دقيق ومركب، فيه مظاهرات شعبية ضد الغلاء الكبير، وأزمة مالية تعصف بخزينة السلطة، ومديونية وصلت إلى 4 مليارات دولار، وانقسام يجعله في نظر نصف الفلسطينيين غير شرعي. فإمكانية تحقيق النجاح فيها أشبه بالمستحيلة، وإمكانية الفشل مثل باب مفتوح على مصراعيه.

ويقول المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري، لـ«الشرق الأوسط»: «إنها حكومة الوقت الضائع، وقد جاءت بسبب المأزق الذي نتج عن الخلافات بين فياض والرئيس وبعد أن وصلت العلاقات إلى نقطة اللاعودة». وأضاف: «الرئيس كان يفضل استمرار فياض لعدة أشهر حتى تتضح نتائج جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومن ثم نتيجة المصالحة مع حماس، لكن فياض رفض الاستمرار، فاضطر لتشكيل هذه الحكومة».

وتابع: «هذا لن يساعد الحمد الله، وكونها (الحكومة) مؤقتة حسب الإعلان (لحين الاتفاق مع حماس) سيكون مبررا لها لعدم تقديمها شيئا نوعيا».

وتابع: «إذا استمرت طويلا فستكون انتحارية». ومن وجهة نظر المصري، فالمطلوب، أن يحاول الحمد الله تحقيق إنجازات سياسية واقتصادية لمواجهة التحديات المقبلة. وأضاف: «يجب أن يستعد لتوترات كبيرة إذا ما فشلت مهمة كيري. الناس لديهم أسباب».

وطبعا، لم يضع الحمد الله بعد خطة واضحة. فقد اختير فجأة ووافق فجأة وسيدخل مكتبه الفاخر في منطقة المصيون، الفاخرة في رام الله، من دون تحضير نفسي وذهني وعملي كاف. لكنه لمح في أول تصريح مقتضب له بأنه لم يأت لنسف ما بني في سنوات طويلة وليس لديه وصفة جاهزة. وقال الحمد الله، إن حكومته الجديدة، المزمع تشكيلها قريبا ستكون امتدادا للحكومة السابقة، مؤكدا أن معظم الوزراء سيحتفظون بحقائبهم الوزارية.

ويبدأ الحمد الله قريبا مشاوراته لتشكيل الحكومة، ولا يتوقع أن يأخذ ذلك وقتا طويلا، إذ ستطال التغييرات وزارات محدودة، وربما «الشؤون الاجتماعية»، ووزارة التربية فقط التي ستندمج مع «التعليم العالي»، وطبعا «المالية». كما حرص الحمد الله منذ البداية على ألا يكون عدو المصالحة، متجنبا - كما يبدو - الاتهامات التي كانت تلاحق سلفه فياض.

وقال الحمد الله: «بقاء حكومتي رهن باتفاق المصالحة بين فتح وحماس»، معربا عن أمله في الوقت نفسه، الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية منتصف أغسطس (آب) المقبل برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحسب اتفاق فتح وحماس في القاهرة الشهر الماضي.

واختيار الحمد الله، خلفا لفياض، لم يكن مفاجئا، فقد حصر أبو مازن المنصب منذ قبل استقالة سلام فياض في 13 أبريل (نيسان) الماضي، بينه وبين محمد مصطفى. وكلف أبو مازن الحمد الله في وقت متأخر، الأحد الماضي، قبل أن تنتهي مدة حكومة تسيير الأعمال التي ينص القانون الأساسي على ألا تتجاوز 7 أسابيع.

وجاء في كتاب تكليف الحمد الله: «نكلفكم تشكيل الحكومة الخامسة عشرة، خلال الفترة المحددة في القانون الأساسي المعدل لعام 2003 وتعديلاته، وأدعوكم كرئيس وزراء مكلف للحكومة المقبلة للالتزام بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، والحفاظ على مكتسباته وتطويرها، والعمل على تحقيق أهدافه الوطنية كما أقرتها وثيقة إعلان الاستقلال، وقرارات المجالس الوطنية، ومواد القانون الأساسي المعدل».

ورغم أن الحمد الله قريب لحركة فتح، لكنه يصف نفسه بالمستقل.

ورحب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، فورا، بقرار تكليف الحمد الله تشكيل حكومة جديدة، معربا عن أمله التعاون معه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وقال كيري في بيان: «نهنئ الدكتور رامي الحمد الله، رئيس الوزراء المقبل للسلطة الفلسطينية. تعيينه يأتي في لحظة مليئة بالتحديات، وهي أيضا لحظة سانحة مهمة». وأضاف: «يمكننا معا اختيار طريق المفاوضات للتوصل إلى حل الدولتين، الذي من شأنه أن يسمح للفلسطينيين بتحقيق تطلعاتهم المشروعة، ومواصلة بناء مؤسسات دولة فلسطينية مستقلة».

كما أجرى ويليام هيغ، وزير خارجية المملكة المتحدة، اتصالا هاتفيا مع الحمد الله، هنأه فيه بتكليفه تشكيل الحكومة الفلسطينية. وتمنى هيغ لرئيس الوزراء المكلف النجاح والتوفيق في مهمته الجديدة، آملا استمرار التعاون بين بريطانيا ودولة فلسطين.

وهنأت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، الحمد الله باختياره لهذا المنصب. وقالت في تصريح: «تعيين السيد الحمد الله كرئيس للوزراء جاء في وقت تتوافر فيه فرصة حقيقية لاستئناف عملية السلام، ولكن أيضا في وقت تقف فيه فلسطين أمام خيارات وتحديات صعبة، وأتطلع إلى العمل من كثب مع الدكتور الحمد الله وإلى دعم العمل المتواصل لبناء مؤسسات دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة».

أما على الصعيد الداخلي، فقد تباينت المواقف من تشكيل حكومة جديدة، فقد هاجمت حماس فورا تشكيل حكومة جديدة، واعتبرتها «غير شرعية»، وقال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، إن الحكومة التي سيشكلها الحمد الله «غير شرعية وغير قانونية»، وأكدت «الجبهة الشعبية» أنها لن تشارك في الحكومة ومشاورات تشكيلها، ولا ترى فيها سوى نكوص عن الأهداف المعتمدة لتنفيذ اتفاق المصالحة. أما «الجبهة الديمقراطية» التي كانت مشاركة في حكومة فياض، فأعلنت انسحابها من أي حكومة جديدة.

وفي إسرائيل، ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على شخص الحمد الله.

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن اختيار الحمد الله مريح، وهو رجل جيد، لكنه كلف «مهمة انتحارية». وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إن الحمد الله يعتبر «شخصية براغماتية من النخبة الفلسطينية المقبولة للغرب»، واختياره سيعزز من سلطات الرئيس عباس، لأنه سيكون أكثر «استعدادا ومرونة» من سلفه سلام فياض.

وترى «يديعوت» أن تكليفه يشير أيضا إلى أن الفلسطينيين لن يتوجهوا قريبا إلى صناديق الاقتراع. ويسود اعتقاد أن الحمد الله سيعمر طويلا، باعتبار أن المصالحة لن تأتي سريعا.

فمن رامي الحمد الله إذن؟ المقربون منه يقولون إنه شخصية هادئة إلى حد كبير، ومثقف، ومتفان في العمل، ومعروف على نطاق أكاديمي واسع في فلسطين. برز اسمه بعد توليه في 2002 منصب الأمين العام للجنة الانتخابات المركزية، لكنه اسم غير معروف كثيرا في الخارج.

ولد الحمد الله في العاشر من أغسطس 1958 في بلدة عنبتا بطولكرم شمال الضفة الغربية، وحصل على دكتوراه في اللغويات التطبيقية من بريطانيا. عينه الرئيس الراحل ياسر عرفات رئيسا لجامعة النجاح الوطنية عام 1998، وما زال، وهو عضو هيئة التدريس فيها بقسم اللغة الإنجليزية، إضافة إلى كونه الأمين العام للجنة المركزية للانتخابات منذ 2002.

وشغل منصب نائب رئيس جامعة النجاح للشؤون الأكاديمية والكليات الإنسانية، في الفترة بين سنتي 1995 – 1998، وعميد كلية الآداب، بالجامعة نفسها في الفترة بين 1992 – 1995. ورئيس قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، من 1988 – 1992 وكان مدرسا في القسم نفسه من 1982 – 1985.

وخارج الجامعة، فإنه عضو في اللجنة التوجيهية لصندوق إقراض الطلبة بمؤسسات التعليم العالي، وعضو في اللجنة التوجيهية المشرفة على إدارة برنامج دعم الجامعات والمؤسسات التعليمية بفلسطين لدى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

ويشغل أيضا منصب عضو في كثير من المؤسسات الحكومية والأهلية المحلية والإقليمية والدولية، مثل مجلس إدارة صندوق إقراض الطالب في مؤسسات التعليم العالي بفلسطين، ومجلس إدارة اتحاد الجامعات الأوروبية العربية، والمجلس التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية، ومجلس إدارة المجلس العربي لتدريب طلاب الجامعات العربية التابع لاتحاد الجامعات العربية، والهيئة الاستشارية لمجلة اتحاد الجامعات العربية، وعضو مجلس أمناء في المجلس الأكاديمي العالمي، وعضو مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، وعضو مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، وعضو مجلس أمناء جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع، وعضو مجلس أمناء معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني، وعضو اللجنة التنفيذية لبرنامج التعاون الأوروبي الفلسطيني في مجال التربية من (2000 – 2005)، ورئيس برنامج التعاون الأوروبي - الأميركي - الفلسطيني في المجالات الأكاديمية (2005 – 2007)، إضافة إلى عضويته في مجلس اتحاد الجامعات العربية للبحث العلمي.

ولا تتوقف مناصب الحمد الله ومهامه الكثيرة التي لا يعتقد أنه يستطيع متابعتها جميعا، عند ذلك، فهو نائب رئيس الأكاديمية العلمية الفلسطينية، ورئيس مجلس إدارة بورصة فلسطين، والأمين العام للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، وعضو مجلس رؤساء الجامعات الفلسطينية، وعضو لجنة الدستور الفلسطيني، وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، وعضو هيئة الجامعات والمجتمعات لمنطقة الأورومتوسطية (والتابعة للجامعة الأورومتوسطية ومقرها جمهورية سلوفانيا)، وعضو مجلس أمناء جامعة الاستقلال (الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية)، ونائب رئيس مجموعة جامعات حوض البحر الأبيض المتوسط في إسبانيا.

والحمد الله يحظى بعلاقات واسعة وطيبة إلى حد كبير، كونه ظل بعيدا عن السياسة، وحاول ألا يزج نفسه في دهاليزها. لم يحسب على فصيل بعينه يوما، لكنه كان مقربا من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وحركة فتح ومن ثم مقربا من أبو مازن. لا يوجد للرجل خلافات مع حماس، لكن أنصار الحركة الطلاب في جامعة النجاح يأخذون عليه أنه لم يحمهم على الأقل من تدخل الأجهزة الأمنية.

يعتبر الحمد الله نظيف اليد كذلك. ولم تثر حوله أي شبهات فساد، وينحدر من عائلة عريقة وكبيرة في طولكرم، وكان جده نائبا في البرلمان الأردني.

يقول عنه تيسير نصر الله، عضو «المجلس الوطني» الفلسطيني: «ليست له خلفية تنظيمية، لكنه أكاديمي ناجح واجتماعي ناجح». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لم يهبط بالباراشوت في جامعة النجاح، لقد تقدم خطوة خطوة، ويعتبر من دون منازع باني نهضة الجامعة الحديثة».

ويصف نصر الله، رئيس الوزراء الجديد بالحاضر دائما. وأوضح: «له ملاذ اجتماعي واسع. لا يترك شاردة أو واردة إلا ويتابعها، موجود دائما في المناسبات؛ في بيوت العزاء، في الأفراح، في الإفراج عن أسرى، وبطريقة لافتة».

وتابع: «يحترم الجميع ويحظى باحترام كبير». وبنى الحمد الله علاقات اجتماعية عائلية وفردية واسعة، كما قال نصر الله الذي يخشى عليه من المهمة الجديدة. وأردف: «أخشى على رصيده من النجاحات.. أخشى أنه قد لا يستطيع في ظل التركيبة الحالية للسلطة أن يكرر نجاحاته الأكاديمية في السياسة».

ومضى يقول: «بصراحة، كان بمنأى عن مثل هذه القصص».

ورغم ذلك، يعتقد نصر الله أن الحمد الله سيستطيع إحداث نقلة نوعية في أداء السلطة بما يضمن إعادة احترام الناس لها. وقال: «إنه يعرف الناس ومشاكل الناس قبل أن يذهب إلى كرسي رئاسة الوزراء». أما منير الجاغوب، الناشط السياسي والشبابي، الذي تعامل مع الحمد الله لسنوات في الجامعة، فوصفه بالرجل الناجح، وقال: «لقد نهض بجامعة النجاح حتى وصلت إلى مستوى رائد».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «إنه هادئ ويحترم الناس وبشوش دائما».

لكن جاغوب، مثل نصر الله، يخشى من أن تخرب السياسة تاريخ الرجل.

وقال: «السؤال هو: هل ينجح سياسيا واقتصاديا وأمنيا فيما نجح فيه أكاديميا، أم أن هذه العقبات ستضر به وبتاريخه».

وقال الجاغوب، إنه يتأمل في الحمد الله خيرا، لأنه قاد لسنوات طويلة شرائح الشباب في جامعة النجاح، ويعرف مشاكلهم المتعلقة بالأقساط وبالتوظيف وأحلامهم الكبيرة والصغيرة. ويعرف منسق الشبيبة في جامعة النجاح، إياد دويكات، الحمد الله، من قرب. وله معه صولات وجولات لسنوات طويلة.

وقال دويكات، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحمد الله «ناجح جدا ويقدس الوقت، ومواعيده دقيقة للغاية، وهو عملي لأبعد الحدود، يعمل في مكتبه 18 ساعة من 24». وأضاف: «لديه بريستيج وكاريزما، وعاطفي جدا».

ويتذكر دويكات، كيف دفع الحمد الله من راتبه في مرات كثيرة لمساعدة بعض الطلبة الذين كانوا يطرقون بابه. وتابع: «لا يرد أحدا، ويتعاطف بشدة مع احتياجات الناس». ومضى يقول: «لا يترك بيت عزاء لا يذهب له مثلا».

وسأله مرة دويكات: «لماذا تصر على الذهاب إلى كل بيوت العزاء رغم ضيق الوقت»، فأجابه: «لأني أعرف عمق أثر زيارة العائلات المنكوبة بفقدان أعزائها، كنت أؤمن بذلك دائما، وجربت ذلك وشعرت به لاحقا».

وكان الحمد الله يشير إلى فقدانه جميع أبنائه في حادث سير مروع في عام 2000 بين نابلس ورام الله، قبل أن ينجب مجددا ابنته الوحيدة «مرح (7 سنوات)» التي لا تفارقه معظم الوقت حتى في مكتبه، متحليا بإيمان عميق ما زال بحاجة إليه كثيرا وهو يواجه مطبات السياسة وحفرها العميقة.