حرب الأنفاق

TT

بدأت فكرة الأنفاق تنضج في غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005. وفي 25 يونيو (حزيران) سجل أو استخدام ناجح للأنفاق أثناء هجوم على جنود إسرائيليين عند معبر كرم أبو سالم، حين استطاع سبعة من مقاتلي حماس ولجان المقاومة وجيش الإسلام التسلل إلى المعسكر عبر نفق وقتلوا جنديين وخطفوا آخر، وهو جلعاد شاليط. كانت هذه العملية الأكثر شهرة ونجاحا، وأثبتت لحماس وإسرائيل آنذاك على حد سواء نجاعة وخطورة الأنفاق. وعلى مدار السنوات اللاحقة نجح مقاتلو حماس في التسلل إلى إسرائيل عبر الأنفاق، وهاجموا وزرعوا عبوات وعادوا إلى غزة.

أظهرت صور نشرتها كتائب القسام وإسرائيل، أن الأنفاق العسكرية لحماس ضخمة وكبيرة وطويلة وعميقة للغاية ومتشابكة كذلك ومزودة بكاميرات متقدمة. وخلال حملة «الرصاص المصبوب» سنة 2008، اكتشفت إسرائيل عدة أنفاق امتد أحدها على طول 300 متر حتى مناطق إسرائيلية. وفي عام 2013، بعد حملة «عمود السحاب»، اكتشف نفق آخر أثناء عمليات التنقيب كان طوله أكثر من كيلومتر. أما النفق الأضخم فاكتشف في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وكان بطول كيلومترين ونصف الكيلو وعمق 18 مترا، وكانت جدرانه مشيدة من 500 طن من الإسمنت، كما كان النفق عريضا بشكل يسمح بنقل جنود ومتفجرات خلال أي مواجهة عسكرية مستقبلية.

وقالت مصادر عسكرية، إن النفق يبدأ من مدينة خان يونس جنوب القطاع، وينتهي في حقل زراعي في كيبوتس العين الثالثة. وأظهرت صور للنفق الضخم، أنه كان مجهزا بسكة حديدية خفيفة وعربات نقل سريعة وفتحات جانبية. وفي هذه الحرب، اكتشفت إسرائيل أنفاقا أضخم وأكبر ومجهزة بطريقة حديثة. وتوجد في غزة إلى جانب الأنفاق العسكرية أنفاق عامة، وتتركز العامة في مدينة رفح جنوبا ويبلغ عددها نحو 1200 وتستخدم للتجارة والتهريب وتشرف عليها حماس، وأغلقت مصر معظمها، أما العسكرية فلا أحد يعرف عددها على وجه الدقة.