تويوتا تنافس الشركات الأميركية الثلاث الكبرى في سوقها

تخطط للاستئثار بـ 15 % من المبيعات العالمية للسيارات

TT

عام 1980 كانت شركة تويوتا اليابانية تملك 11 مصنعا للسيارات في 9 دول. وعام 1990 ارتفع عدد مصانعها الى 20 مصنعا في 14 دولة. اما اليوم فهي تملك 46 مصنعا موزعا على 26 دولة، اضافة الى امتلاكها مراكز لتصميم السيارات في ولاية كاليفورنيا وفي جنوب فرنسا ومراكز لهندسة السيارات في منطقة ديترويت (الولايات المتحدة) وفي بلجيكا وتايلاند. التوسع في الانتاج والتوسع في التسويق شعار تويوتا الابرز. وقد كان لافتتاح مصانع جديدة لها في كل من تركيا وفرنسا ولانزال طراز «ياريس» الصغير الحجم، الاثر الملموس في زيادة مبيعاتها في اوروبا. وبالمقابل ساهم دخولها سوق المركبات الرياضية الوعرة والشاحنات في الولايات المتحدة في زيادة حجم مبيعاتها في السوق الاميركية. ورغم ان اليابان لا تزال السوق الرئيسية لسيارات تويوتا، فقد فاقت مبيعاتها في اميركا الشمالية المليوني سيارة العام الماضي.

وفي الاسواق الاوروبية، تجاوزت مبيعات تويوتا المليون سيارة العام الماضي مما يعني استئثارها بنسبة 5 في المائة من المبيعات الاجمالية للسيارة في اوروبا.

على الصعيد الدولي ارتفع انتاج قطاع السيارات منذ عام 2000 بحوالي الثلاثة ملايين سيارة ليبلغ حوالي ستين مليون سيارة ومن اصل هذا الارتفاع استأثرت شركة تويوتا اليابانية وحدها بنصف حجم الزيادة مما حمل بعض المراقبين على القول: هناك قطاع صناعة السيارات في العالم.. وهناك تويوتا بالمقابل. شهدت تويوتا، خلال السنوات الاربع الماضية، نموا ملحوظا في انتاجها ومبيعاتها في مختلف ارجاء العالم وتتوقع تويوتا ان يبدأ انتاجها في الخارج بالتفوق على حجم انتاجها في اليابان. بالنسبة لاجمالي الانتاج، تفوقت تويوتا على فورد وفي الولايات المتحدة تتجه الى التفوق على حجم مبيعات شركة كرايزلر لتصبح بمبيعاتها واحدة من شركات السيارات الاميركية الثلاث الكبرى. وارقام مبيعاتها تظهر انها تسجل مردودا ملموسا من هذه المبيعات.

وبعد ان بلغن مبيعات تويوتا من السيارات نسبة 10 في المائة من مجموع المبيعات العالمية للسيارات، تتطلع اليوم لان تستأثر بـ 15 في المائة من السوق العالمية والشركة التي توظف 264 ألف عامل في مصانعها في مختلف ارجاء العالم تساوي قيمتها قيمة شركات السيارات الاميركية الثلاث الكبرى.

واذا كانت تويوتا قد برهنت انها شركة رائدة في مجال الانتاج الدقيق لسياراتها فقد كانت مساهمتها الاساسية في صناعة السيارات توصلها الى ازالة التبذير من عملية التصنيع، وهو انجاز سارعت شركات اخرى الى تبني مفهومه. وفي هذا السياق لم تعد الشركات الاميركية والاوروبية تنتج سيارات غير متكاملة او معرضة لاكثر من خلل تقني ـ كما كان الحال في السبعينات ـ الى سيارات صلبة موثوق بادائها. قصة نجاح تويوتا تبدأ من مفهوم هندسة انتاجها التي تعطي صلاحية مراقبة النوعية لعمالها الذين يحق لهم وقف عملية الانتاج في حال اكتشافهم لخلل ما في هذا الانتاج. ولان الانتاج منسق بدقة تخرج معامل تويوتا سيارة كل دقيقة وبوتيرة مستدامة. اما النجاح الثاني الذي حققته تويوتا فقد كان قدرتها على انتاج طرازات جديدة كل سنتين، فاصبح للشركة اكثر من 60 طرازا في اليابان ومجموعة كبيرة من الطرازات المتفاوتة التصميم في الاسواق العالمية فأكثر من ثلثي مكونات سياراتها الجديدة مأخوذة من قطع غير مركبة من طارازاتها السابقة.