الإطار الاحتياطي بالسيارة في طريقه إلى الزوال و«بي إم دبليو» و«الميني »السباقتان في التخلي عنه

مع عودة شعبية الـ«ميني كوبر» إلى الأسواق

TT

بعد ان كان، على مدى قرن كامل تقريبا، جزءا لا يتجزأ من اي سيارة تطرح في السوق «إن لم يكن جزءا اساسيا فيها» يبدو الاطار الاحتياطي في السيارة مرشحا للزوال في المستقبل القريب. واليوم اصبحت «بي إم دبليو» الشركة الاولى التي تتوقف نهائيا عن ترك فراغ لوضع الاطار الاحتياطي في صندوق السيارة مع إنتاج موديلاتها الجديدة من الفئتين الاولى والثالثة.

ألا ان اللافت في قرار «بي ام دبليو» التخلي عن الاطار الاحتياطي أنه يأتي نتيجة دراسة تؤكد ان من شأن هذا القرار تعزيز متطلبات السلامة على الطرقات بعد ان قررت الشركة بتزويد كافة سياراتها من طراز BMW Z4، والفئة الأولى والفئة السادسة وكذلك MINI Cooper S والفئة الثالثة الجديدة بإطارات تعمل بنظام Runflat كتجهيز قاعدي. وهذا النظام يتيح للسيارة العمل في الحالات الطارئة عند نفاد هواء الإطارات، ويسهم بفعالية في تعزيز سلامة القيادة على الطرقات عبر تعزيز قدرات الأمان النشطة. وتتمثل الفائدة الأكبر في الإطارات المزودة بهذه التقنيات في قدرتها على مواصلة القيادة بسرعة تصل إلى 80 كيلومترا في الساعة من دون الحاجة إلى تغيير العجلة في حال ثقبها أو حال فقدان ضغط الهواء في الداخل. وتتوفر هذه العجلات كخيارات إضافية في الفئة الخامسة والسـابعـة وفي ســيارات MINI و . MINI Coope وتتميز هذه الإطارات بتركيبة إضافية عالية المرونة مصنوعة من خليط من المطاط المقاوم للحرارة الشديدة للغاية، الأمر الذي يتيح لهذه الاطارات القدرة على مواصلة السير لمسافة تصل إلى 150 كيلومترا، حتى عندما ينفذ ضغط الهواء الداخلي بالكامل. ولا تقتصر أهمية الإطارات ذات التقنية المتطورة من بي إم دبليو في توفير أكبر قدر من السلامة للسائقين فحسب، بل في تخفيف وزن السيارة بمقدار17 كيلوغراما، بالنسبة لسيارات الفئة السابعة، لانتفاء الحاجة إلى حمل إطار احتياطي والرافعة المستخدمة لتغيير الاطار. كان من الشائع في الايام الاولى من إنتاج السيارات وضع العديد من الاطارات الاحتياطية في السيارة. وحاليا تضع شركات تصنيع السيارات في حسبانها، عند وضع تصميم اي سيارة جديدة، توفير مكان مناسب لاطار احتياطي واحد لحالات الطوارئ.

وإضافة الى «بي إم دبليو» صمم العديد من السيارات الرياضية، مثل بورش 911 وبعض طرز فيراري، بدون ترك فراغ لاطار احتياطي، الامر الذي حمل المتابعين لتطور صناعة السيارات على الاستنتاج بان طرح سيارات في السوق، الآن بدون إطار احتياطي يشكل بداية مرحلة زوالها النهائي في فترة زمنية قد لا تتجاوز السنوات العشر المقبلة بحيث تصبح كل السيارات الجديدة خالية من الاطار الاحتياطي.

ويعزز هذا الاتجاه في اوساط مصممي السيارات الحديثة إن عدم ترك فراغ للاطار الاحتياطي في صندوق السيارة يتيح المزيد من الحرية والمرونة لمصنعي السيارات في وضع تصميمات مبتكرة لسيارات المستقبل إضافة الى أن المساحة التي يوفرها غياب الاطار الاحتياطي يمكن استغلالها في توسيع حجم صندوق السيارة، كما فعلت «بي إم دبليو» أخيرا وفي تخفيف وزن السيارة بما يتراوح بين 12 و20 كيلوغراما.

وكانت شركة بي. إم. دبليو قد اعلنت في مطلع هذا الشهر أنها باعت 111285 سيارة في إبريل (نيسان) الماضي أي بزيادة نسبتها 9.7 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي وذلك بفضل الطراز الجديد من سيارات الفئة الثالثة، فيما عادت سيارة ميني الجديدة التي تصنعها شركة بي. إم .دبليو الى فرض نفسها بقوة على «الجيل الحديث» من السيارات لتجدد الشعبية التي كانت تتمتع بها خلال الستينات يوم كان رينغو ستار، نجم فريق البيتلز الموسيقي، وسائق سيارات السباق غراهام هيل، بين من امتلكوها حينذاك.

قبل أربعة أعوام بدا أن عصر سيارات ميني التي طرحت في الاسواق عام 1959 شارف على الغروب، فقررت بي.إم. دبليو بيع شركتيها الفرعيتين في بريطانيا، إم جي روفر، ولاند روفر، بعد ان تعرضتا لخسائر مادية. ولكن الشركة الام احتفظت بالحقوق التسويقية لسيارة «الميني».

وأعيد طرح «بي. إم. دبليو ميني» في الاسواق عام 2001 لكن في شكل جديد للسيارة التي سبق ان صممها السير إليك إسيغونيس، أبو «موريس ماينور» الاصلي.

وتحتوي سيارة ميني الجديدة على مقاعد من الجلد وإضاءة بغاز الزينون وأنظمة للتوجيه حسب معايير بي. إم. دبليو التي تصنع في الاساس السيارات الفخمة. وتجاوز الطلب العالمي على سيارة «الميني» الجديدة جميع التوقعات.

وجرى تحويل مصنع أكسفورد (غرب لندن) من مجرد مصنع مكون من مبان صغيرة إلى احد أكثر مصانع السيارات العالمية تطورا.

واستثمرت بي.إم.دبليو حوالي 500 مليون يورو في المشروع الذي يؤمن وظائف لنحو 4500 عامل وموظف في المنطقة. ويسير الانتاج في خط الميني الجديد بمعدل سبعة أيام في الاسبوع، إذ أنتج المصنع حوالي نصف مليون سيارة منذ إعادة طرح «الميني» بيعت في اسواق سبعين دولة. وبدأ الخط بإنتاج طراز «ميني وان دي» الذي تبلغ سعة محركه 55 كيلووات /75 حصانا وتوّجه بانتاج «ميني كوبر إس» التي يبلغ سعة محركها 125 كيلووات/170 حصانا والتي تباع بـ 20 ألف يورو (26 ألف دولار) في أوروبا. ويبلغ أرخص سعر لسيارة ميني 14.700 دولار.

ومع عودة شعبية الميني إزدادت مبيعات الشركة من قطاعاتها الثلاثة: بي.إم.دبليو وميني ورولز رويس في السوق الاوروبية بلغت خلال أبريل (نيسان) الماضي 68931 سيارة بزيادة نسبتها 16.9 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي. ولكن مبيعاتها في أميركا الشمالية تراجعت بنسبة 4.3 في المائة لتصل إلى 27449 سيارة. وأرجعت الشركة الانخفاض الطفيف في مبيعاتها بهذه السوق إلى التراجع المعتاد للمبيعات في بدايات طرح طرز جديدة.