بكين تعمل على تطوير صناعة سياراتها كما ونوعا

شحنة كبيرة من سيارات هوندا المصنعة في الصين تثير قلق الغرب

TT

بدأت شركة هوندا اليابانية، الاسبوع الماضي، بتحميل أعداد وافرة من سياراتها المصنعة في الصين على باخرة في مرفأ كوانجتشو قاصدة الاسواق الاوروبية في ما يعتبر المحاولة الاولى لتحويل الصين الى مصدر بالجملة للسيارات الى اسواق العالم الصناعي.

واستنادا الى وسائل إعلام حكومية في الصين شحنت شركة هوندا اليابانية لتصنيع السيارات مجموعة تضم 150 سيارة من الصين إلى ألمانيا. وهذه الشحنة من السيارات هي الاولى من نوعها التي يتم تصنيعها في الصين وترسل، دفعة واحدة، إلى أوروبا.

وذكرت صحيفة «تشاينا ديلي» أن هوندا أقامت، الاسبوع الماضي، حفلا بمناسبة تصدير سياراتها من طراز (جاز) وشحنها من مدينة كوانجتشو الساحلية إلى ألمانيا.

وأشارت الشركة اليابانية إلى أنها تعتزم تصدير 10 آلاف سيارة جاز المزودة بباب خلفي (هاتشباك) إلى العديد من دول أوروبا هذا العام مثل إيطاليا.

ونقلت الصحيفة عن أتسويوشي هيوجو مدير عمليات شركة هوندا في الصين القول إن «تكاليف الانتاج في الصين رغم أنها أعلى بقليل مما هي في اليابان في الوقت الحالي، ستصبح أقل مع ارتفاع معدل الانتاج في غضون السنوات الخمس المقبلة. وسنستغل تلك الميزة لتصدير السيارات من الصين إلى أوروبا».

يأتي نبأ شحن هذه الاعداد من سيارات هوندا من الصين بعد شهرين تقريبا من اعلان شركة ديملر ـ كرايسلر عن انها تتفاوض مع السلطات الصينية المعنية على بناء مصنع لانتاج سيارات صغيرة الحجم معدة للتصدير الى اسواق اميركا الشمالية. ومن المعروف ان العديد من مصانع السيارات العالمية ـ مثل جنرال موتورز وفورد وتويوتا ـ يتسابقون حاليا على الفوز بعقود لانشاء مصانع او معامل تجميع في الصين، وكل ذلك في وقت تشكو فيه صناعة السيارات، وخصوصا في الغرب، من تخمة في الانتاج، الامر الذي قد يهدد بإقفال عدد من المصانع الغربية مع ازدياد الانتاج الصيني في وقت تجتاح الشركات الصينية حاليا حمى شراء الشركات في الخارج بشكل يثير قلق الشركات الاميركية. وخلال الاسبوع المنصرم أعلنت شركة هيونداي موتورز، اكبر منتج للسيارات في كوريا الجنوبية، عن توقيع اتفاق لإقامة مشروع مشترك لانتاج السيارات مع شركة جوانج زوهو الصينية.

وسوف ينتج المشروع الشاحنات والحافلات المختلفة لتلبية الطلب المتزايد في السوق الصينية. واتفقت الشركتان على إقامة مصنع لانتاج السيارات في جنوب الصين باستثمارات تصل إلى 1.24 مليار دولار بحلول عام 2011. وستبدأ كل شركة باستثمار 430 مليون دولار.

وتحمل الشركة الجديدة اسم جوانج زوهو هيونداي موتور كومباني. وستنتج الشركة الشاحنات والحافلات للسوق الصينية.

ويبدأ بناء المصنع الجديد خلال النصف الثاني من العام الحالي على أن يبدأ الانتاج عام 2007. ومن المنتظر أن يصل انتاج المصنع الجديد إلى 200 ألف سنويا عام 2011.

تجدر الاشارة الى ان الصين أقامت، قبل عقد من الزمن، قطاعا صناعيا واسعا للسيارات بدأ ينتج سيارات بمواصفات متقنة فيما تواصل في الوقت نفسه حماية سوقها المحلية من تدفق السيارات الاجنبية عليها بفرض معدلات ضرائب تصل الى الثلاثين في المائة على السيارات المستوردة (مقارنة بمعدل 2.5 في الولايات المتحدة على السيارات العادية والسيارات الرياضية والوعرة ونسبة 25 في المائة على الشاحنات والبيك آب). ورغم ان شركات سيارات غربية اخرى تصنع سياراتها وتصدرها من الصين فان حجم عملياتها هذه لا يزال محدودا، فعلى سبيل المثال لا يصدر مصنع أميركي ـ صيني مشترك لشركة فورد أكثر من ألف سيارة من طراز «فان»، سنويا، الى الفلبين فيما يصدر مشروع آخر مشترك لشركة جنرال موتورز حوالي الالفي سيارة من الحجم الصغير الى اسواق الشرق الاقصى. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن شركة لتصنيع السيارات الصينية شنغهاي أوتوموتيف اندستري قد تشتري مراكز تصميم (للسيارات) في إيطاليا وألمانيا) بعد حيازتها لشركة سانجيونج موتور الكورية الجنوبية للسيارات.