الشركات الألمانية لا تزال متأخرة بحوالي 5 سنوات عن الشركات اليابانية في تطوير السيا رات الهجين

TT

تسير الشركات الالمانية لتصنيع السيارات بخطى بطيئة في اعتماد نظام الهجين (استخدام نوعين من الوقود) في وقت يزداد فيه إقبال الأميركيين على هذه التقنية التي تهدف الى توفير الوقود.

تجدر الاشارة الى أن الشركات اليابانية كانت أول من طرح هذه التقنية في الاسواق. وعلى هذا الصعيد كانت هوندا السباقة في انتاج السيارات الهجين ومن اكثر من طراز واحد فقط، فبعد ان بدأت بالسيارة الكوبيه الصغيرة «انسايت» اتبعتها بسيارة «سيفيك» الشعبية وذلك بعد ان طرحت تويوتا طراز «بريوس» كسيارة الجيل الاول منها. وقد زودت هوندا طراز «سيفيك» بمحرك 1.3 ليتر تبلغ قوته، مجتمعة، 93 حصانا. وخلال العام الحالي طرحت هوندا طراز «اكورد» الهجين، وهو يعتمد نظاما اكثر تقدما في قطاع السيارات الهجين تحقيقا لتوفير اكبر قدر من الوقود. وفي تطويرها لمحرك «أكورد» الهجين لم تصنف هوندا أياً من المزايا التقليدية للمحرك بل تفوقت بنفس المحرك التقليدي على نسختها العادية.

وخلال العام الحالي ايضا، وبعد الاقبال الذي لقيه طراز «بريوس» الهجين، إختارت «ليكزس» اليابانية دخول قطاع السيارات الهجين من بابه الواسع باطلاق طرازهاRX400H، المركبة الرياضية الوعرة والواسعة، والتي تمتاز، اضافة الى توفيرها العالي للوقود، بنسبة تلوث بيئي متدن. ومحرك هذا الطراز من «ليكزس» يعمل على الكهرباء والبترول معا. وقد طرحت تويوتا هذا الطراز من «ليكزس» في السوق الأميركي في أبريل (نيسان) الماضي.

وفيما تستعد شركات اخرى لدخول عالم السيارات الهجين، لا تزال السيارات الالمانية متباطئة في ولوج هذا القطاع. ويقول خبير السيارات فيردناند دودينهوفر إن «شركات تصنيع السيارات الالمانية تأتي في المؤخرة من حيث هذه التقنية في الوقت الذي تنتج فيه شركة تويوتا الجيل الثاني من السيارات المزودة بها».

ويقدر دودينهوفر مستوى كبرى شركات تصنيع السيارات في ألمانيا بأنها تأتي خلف نظيراتها اليابانية بفترة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات. ويشير دودينهوفر إلى أن شركتي فولكس فاغن ومرسيدس أدركتا أخيرا أهمية تلك التقنية التي تعتمد على نظام المحرك الهجين الذي يجمع بين محرك الاحتراق أو الديزل ومحرك الكهرباء لتحقيق استهلاك منخفض للوقود. وأعلنت الشركتان أنهما ستطرحان طرزا جديدة من السيارات المزودة بالتقنية الجديدة خلال معرض فرانكفورت للسيارات في العام المقبل. كما تعكف شركتا بي إم دبليو وبورش على تطبيق مفاهيم مماثلة على موديلاتهما من السيارات الرياضية. وفي مؤشر واضح على توقعات شركات السيارات لمستقبل المحرك الهجين، كشفت شركتا «ديملر ـ كرايسلر» و«جنرال موتورز»، الشهر الماضي، عن اتفاقهما على تطوير تقنية المحركات الهجين لانها ستكون التقنية الغالبة في المستقبل خصوصا بعد تطوير بطارية تدوم طويلا وتشحن بدقائق معدودة.

وتتطلع الشركتان الى تحسين اداء المحرك الهجين على صعيدي التسارع والتوفير في استهلاك الوقود معا إضافة الى المدى المقطوع من المسافات للخزان الواحد المملوء بالوقود.

ويعتقد المراقبون ان التعاون بين «ديملر كرايسلر» و«جنرال موتورز» من شأنه ان يضعهما في قمة تقنية المحركات الهجين. وستراعي الشركتان في مشروعهما المشترك اعتماد افضل محرك كهربائي قوي بغية توفير اداء افضل واكثر اقتصادا وقدرة على الجر والسحب حتى في المناطق الوعرة. والعامل الذي يساعد على تحقيق ذلك كون المحركات الكهربائية التي تعمل اليوم على البطارية، او بالشحن من محرك آخر، يمكن دمجها بسهولة مع المحركات العادية وتوضيبها بسهولة داخل الحيز الصغير نسبيا المخصص للمحرك، وبالتالي إقرانها بنظام اوتوماتيكي لنقل الحركة.

ويقول الخبير دودينهوفر ان نظام الهجين سيكون نظاما أساسيا في الاسواق في خلال الفترة من عشرة إلى 15 سنة المقبلة. ويقول «إن الانطلاقة الكبيرة تحدث حاليا في الولايات المتحدة... وتقديراتنا تشير إلى أن 1.2 مليون سيارة تعمل بنظام الهجين ستباع هناك بحلول عام 2010 وثلاثة ملايين أخرى بحلول 2015».

الجدير بالذكر ان سيارة تويوتا «بريوس» حققت مبيعات في السوق الأميركية بلغت 150 ألف سيارة منذ عام 2000 حيث أرسى نجوم هوليوود اتجاها جديدا باقبالهم عليها من بينهم ليوناردو دي كابيرو وكاميرون دياز.