النصف الأول من عام 2005 يشهد ارتفاعا نسبته 3% في مبيعات السيارات الألمانية

اتحاد المنتجين اعتبر التحسن دليلا على تجاوز المرحلة الصعبة

TT

رغم ارتفاع أسعار النفط العالمية وتداعياته السلبية على صناعة السيارات العالمية، تبدو صناعة السيارات الالمانية في موقف قوي حيث بعد تجاوز مرحلة الركود التي عانت منها خلال الاعوام القليلة الماضية وتحقيق نمو كبير في مبيعاتها وبخاصة السيارات الفخمة.

علق رئيس اتحاد منتجي السيارات الالمانية (في. دي. ايه) بيرند جوتشالك على ارقام المبيعات الاخيرة للشركات الالمانية قائلا: «أخيرا بدأنا الحركة للامام» في إشارة إلى انتعاش صناعة السيارات الالمانية بعد زيادة مبيعاتها خلال الاشهر الستة الاولى من العام الحالي بنسبة 3 في المائة.

وتزامنت تصريحات جوتشالك مع بيانات إيجابية صدرت من شركات السيارات الكبرى في ألمانيا أي: بي. إم. دبليو وأودي ومرسيدس بنز التي سجلت مبيعاتها زيادة كبيرة خلال الاشهر الستة الاولى من العام الحالي. وقال جوتشالك «بعد خمس سنوات من التراجع بدأت تظهر مؤشرات التحسن التي طال انتظارها».

وأرجع جوتشالك الزيادة الاخيرة في المبيعات إلى طرح طرز جديدة من السيارات واتجاه المزيد من الالمان إلى تغيير سياراتهم القديمة بسيارات جديدة.

ورغم استقرار الصادرات فإن المبيعات المحلية للسيارات الالمانية سجلت زيادة بنسبة 5 في المائة خلال الاشهر الستة الاولى من العام الحالي. وزادت هذه المبيعات خلال يونيو (حزيران) فقط بنسبة 18 في المائة.

ونظرا لان سبع سيارات من بين كل عشر سيارات تنتجها المصانع الالمانية تصدر إلى الاسواق الخارجية فإن صناعة السيارات تشكل مكونا رئيسيا من مكونات أكبر اقتصاد في أوروبا.

وذكرت شركة بي. إم. دبليو، أكبر منتج للسيارات الفخمة في العالم، ان مبيعاتها خلال الاشهر الستة من العام الحالي زادت بنسبة 9 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وزادت خلال يونــــيو الماضي فقط بنــــسبة 12 في المائة. ـ وبدورها أعلنت شركة مرسيدس بنز التابعة لمجموعة ديملر كرايسلر الالمانية الأميركية العملاقة عن زيادة قياسية في مبيعاتها الشهرية خلال يونيو الماضي بلغت نسبتها 6 في المائة لتصل إلى 97.5 ألف سيارة. وذكرت الشركة انها حققت مبيعات قياسية في كل من الولايات المتحدة وأسواق منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

كما أعلنت شركة أودي للسيارات الفخمة المملوكة من مجموعة فولكسفاغن الالمانية، أكبر منتج للسيارات في أوروبا، زيادة مبيعاتها خلال الاشهر الستة الاولى من العام الحالي بنسبة 8 في المائة لتصل إلى 422 ألف سيارة. وزادت بنسبة 16 في المائة خلال يونيو الماضي.

وقال مارتن فينتركورن رئيس أودي، إن مبيعات النصف الاول من العام الحالي تشير إلى أن الشركة في طريقها لتحقيق مبيعات قياسية خلال العام الحالي.

ورغم تراجع مبيعات أودي في السوق الأميركية وهي أحدى أسواقها الرئيسية فإن الزيادة الكبيرة للمبيعات في السوق الالمانية عوضت هذا التراجع.

وقال فينتركورن إن الشركة من خلال طرح الفئة الجديدة ايه 6 والسيارة الرياضية رباعية الابواب ايه 3 تسعى إلى احتلال قمة قائمة شركات السيارات الفارهة في العالم بنهاية العقد الحالي.

ورغم المنافسة الشرسة في السوق العالمية نجحت بي. إم. دبليو التي تنتج أيضا سيارات ميني ورولز رويس في زيادة أرباحها العام الماضي بنسبة 5 في المائة لتصل إلى 2.22 مليار يورو (2.64 مليار دولار) وهي أرباح قياسية.

والمفارقة أن انتعاش صناعة السيارات الالمانية يأتي في ظل ظروف غير مواتية حيث ارتفعت أسعار النفط إلى مستويات قياسية فيما معدلات البطالة في السوق الالمانية تتجاوز 11في المائة والمنافسة بين الشركات العالمية على أشدها. وتنتظر صناعة السيارات الالمانية المزيد من الانتعاش عندما تستضيف مدينة فرانكفورت المعرض الدولي للسيارات في سبتمبر (أيلول) المقبل.

ولكن يبدو أن رهان صناعة السيارات الالمانية على سوق السيارات الفخمة التي لا تتأثر كثيرا بمثل هذه العوامل ساعدها في تجاوز تلك العقبات.