الشركات الألمانية تخطط لتطوير موديلات رخيصة لاحتواء التذمر المتنامي من ارتفاع أسعار البنزين

رغم ارتفاع مبيعات السيارات الجديدة في أوروبا في شهر يونيو

TT

في وقت يعلن فيه اتحاد صناعة السيارات ـ الذي يتخذ من بروكسل مقرا له ـ أن مبيعات السيارات في أوروبا زادت بمعدل 4.5 في المائة لتسجل رقما قياسيا جديدا في يونيو (حزيران) الماضي ،دفع ارتفاع أسعار النفط شركات السيارات الالمانية إلى تطوير سيارات رخيصة لا يزيد سعرها عن 10 آلاف يورو (12 ألف دولار) بغية اجتذاب ذوي الدخل المحدود لشراء موديلاتها الجديدة والصغيرة* ورغم ان اتحاد صناعة السيارات اعتبر أن أرقام مبيعات الشهر الماضي تعد مؤشرا على أن صناعة السيارات في المنطقة في طريقها لاستعادة قوتها بعد ان بلغ المعدل الذي سجلته مبيعات السيارات في 23 دولة عضوا في الاتحاد الاوروبي، إضافة إلى النرويج وسويسرا وأيسلندا ارتفع إلى 1.55مليون وحدة في شهر يونيو (حزيران)، فان خبراء صناعة السيارات الالمانية يعتقدون ان ارتفاع أسعار البنزين وانخفاض الدخل جعل المستهلك في ألمانيا يشعر بتكلفة السيارات وبالتالي فان صنع السيارات الرخيصة الثمن والموجهة للشباب والطلاب ستنتشر بسرعة وربما تأخذ منعطفا جديدا في سوق الماركات الرئيسية مثل بورش ومرسيدس بنز وبي إم دبليو* ومن بين السيارات التي نافست بقوة في الفترة الاخيرة داسيا لوغان من رينو* وطورت هذه السيارة أساسا لدول شرق أوروبا واستخدم الاسم التجاري لها على مدار عقود في رومانيا* نوافذ السيارة لا تعمل بالكهرباء كما أنها لا تحتوي على أجهزة تكييف الهواء لانها تكلف ثمنا إضافيا* وبيع الموديل لفرنسا بالكامل في غضون أسبوع وتأمل رينو حاليا في أن تبيع 3 آلاف سيارة من طراز لوغان سنويا في ألمانيا* وقال المتحدث باسم فرع رينو في ألمانيا «لوغان الافضل مبيعا» وأضاف «أنها مصممة للاشخاص الذين يحتاجون الى السفر من مكان لاخر فقط والذين يعتبرون أن سيارتهم مجرد وسيلة لهدف وليست للرفاهية»* ورغم ذلك فإن بعض المستهلكين في الفترة المقبلة ربما يتجنبون شراءها بسبب العرض السيئ الذي ظهرت عليه بعد اختبار تحطم أجراه نادي السيارات الالماني الرائد «إيه دي إيه سي»* وربما لا يتمكن هذا الطراز من مواصلة شهرته باعتباره سيارة «الشعب الجديدة» لكن فولكسفاغن تعتبر نسختها الرئيسية من سيارتها فوكس الصغيرة الاقتصادية نجاحا* وتباع هذه السيارة بمبلغ 9 آلاف يورو* وبعد عرضها بوقت قصير في ابريل (نيسان) الماضي سجلت السيارة أفضل الاحصائيات* ووفقا لما ذكرته السلطات الالمانية فإن 1.764 نموذجا من السيارة البرازيلية الصنع بيعت في مايو (أيار) الماضي* وتنظر شركات صنع السيارات إلى موديلات السيارات الاقتصادية على أنها طريقة لاستقرار الاسعار في ألمانيا مع وصول ثقة المستهلك إلى مستوى قياسي من الدنو* وقال وولفجانج مينينج الخبير في جامعة بامبيرج «هذه هي أرخص طريقة لزيادة أسهم السوق»* وقد انخفض سعر البيع بشكل كبير عن ذي قبل* وهذا بدوره يزيد من قوة المنافسة في السوق الالماني وهو ما يجعل من الصعب بناء سيارات في ألمانيا مع تحقيق مكاسب معقولة في الوقت نفسه* ويتوقع البروفيسور فرديناند دودينهوفر وهو مراقب صناعي مشهور من جليسينكيرشين أن السيارات الرخيصة الجديدة ستنهي مشكلة انخفاض مبيعات الموديلات الجيدة مثل فولكسفاغن غولف وأوبل أسترا* وأشار دودينهوفر إلى أن »معدل الخصومات التي يقدمها العملاء وصل بالفعل إلى انخفاض مقداره 16في المائة طوال الوقت* ويتوقع أن تشهد مبيعات السيارات في ألمانيا هذا العام ركودا ليصل مجموعها إلى 3.25 مليون يورو* ويعتقد دودينهوفر أن الفضل في معظم النمو الذي سيشهده قطاع السيارات هذا العام سيرجع إلى الموديلات الاقتصادية ويرى أن مساهمتها في السوق ستزداد من 3.9 في المائة إلى 7 في المائة في عام 2006* يذكر أن مبيعات هذا العام من السيارات الصغيرة الموجودة حتى الان مثل فورد كا وفيات باندا وسمارت فورتو أقل من معدل المبيعات التي سجلتها في عام 2004 لكن هجوم السيارات الصغيرة الجديدة سيغير من هذا الوضع* وتشارك موديلات سيتروين سي1وتويوتا أيوجو وبيجو 107في نفس البرنامج وستباع خلال الاسابيع القليلة المقبلة بأسعار تتراوح بين 8.400 و8.950 يورو* وبالفعل يتبين من احصاءات اتحاد صناعة السيارات ان أسواق السيارات الاوروبية الصغيرة حققت، بدورها، نموا أكبر الشهر الماضي حيث سجلت مبيعات هذه السيارات في البرتغال ارتفاعا بمعدل34.1 في المائة* ويرد اتحاد صناعة السيارات الفضل في ارتفاع المعدلات التي سجلتها مبيعات السيارات خلال الشهر الماضي مقارنة بمبيعات الشهر نفسه من العام الماضي إلى الموديلات الجديدة والتخفيضات المقدمة* ومن المعروف أن ألمانيا وإيطاليا تعدان أكبر الاسواق الاوروبية كما أنها ثالث أكبر أسواق سيارات في العالم على التوالي* وزادت هذه الارقام من الامال في أن صناعة السيارات التي تمثل أكبر اقتصاد في أوروبا ربما تكتسب دفعة في وقت لاحق هذا العام*