الإطارات من أهم عوامل الأمان للسيارة و«الجوال» أخطر تهديد له

لأن سلامة السائق الشخصية تعتمد على تفاصيل صغيرة..

TT

من أصل الآلاف من الاجزاء والقطع المختلفة التي تتكون منها السيارة عادة تشكل الاطارات العنصر الاهم بينها لان حياة السائق تعتمد عليها مائة في المائة عندما يكون على الطريق. لقد ركزت الاحداث الاخيرة، التي سببت فيها الاعطاب التي تصيب الاطارات عددا من الحوادث القاتلة، على الانتباه الى الدور الحيوي الذي تقوم فيه في ما يتعلق بالسلامة والامان.

أما التهديد الابرز لسلامة القيادة، من خارج التجهيزات النمطية للسيارة، فهو الهاتف الجوال. وقد اثبتت دراسة وضعها فريق من البحاثة في سيدني (أستراليا) ان احتمالات وقوع حادث سير تزيد أربع مرات إذا كان قائد السيارة يتحدث عبر هاتفه الجوال أثناء القيادة.

وكشفت الدراسة التي أجرتها جامعة سيدني أنه لا يهم في هذا الصدد ما إذا كان الهاتف جوالا في اليد أثناء التحدث أم كان مجهزا بسماعة مستقلة تسمح بحرية اليدين على اعتبار ان «أوقات رد فعل (قائد السيارة) تتناقص نتيجة لاستخدام أجهزة هاتف جواله باليد أو بالتحدث من خلال سماعة مستقلة». وتوصلت الدراسة الى خلاصة مفادها ان الهاتف الجوال «عامل خطير في تشتيت الانتباه» بدليل ان العديد من الحكومات اعترفت بذلك من خلال سنها تشريعات تتعلق باستعمال أجهزة الهاتف الجوال ابان القيادة.

وبنتيجة دراسة حالة 450 سائقا على الطرق في غربي استراليا، تبين أن استخدام الهاتف الجوال خلال الدقائق العشر السابقة على التصادم يؤدي إلى زيادة احتمالات وقوع حادث بواقع أربع مرات. وقالت الدراسة ان ذلك صحيح ايضا حتى في حال استخدام سائق السيارة لهاتف يحمل باليد أو مجهز بسماعة خارجية. واقترحت الدراسة، للحد من هذه المخاطر هو ابتكار هواتف جوالة تتوقف عن العمل أثناء سير السيارة. أما بالنسبة لاطارات السيارة فيقول الخبراء ان الخطوات الضرورية التي ينبغي القيام بها لتأمين سلامة القيادة هي:

* الكشف على ضغط الاطارات وتعديلها مرة في الشهر على الاقل، وذلك استنادا الى دراسات اجرتها دائرة سلامة المواصلات للطرق الاميركية السريعة على الحوادث التي سببتها الاطارات، وتبين ان السبب الرئيسي لها هو انخفاض ضغط الهواء فيها.

ولانخفاض الضغط اسباب عديدة بما في ذلك تسرب الهواء التدريجي من الانبوب الهوائي الغشائي الداخلي الذي يحدث عادة بمعدل رطل واحد للبوصة المربعة في الشهر وبمثله كلما ارتفعت درجة حرارة الوسط المحيط ثماني درجات «فهرنهايت». والمعلوم أن انخفاض الضغط له تأثيره المباشر على أسلوب قيادة المركبة واستهلاك الوقود ايضا، وعلى السلامة الاجمالية عموما وحياة الاطار نفسه. ومن شأن انخفاض الضغط ايضا التسبب في تلف سريع غير متساو للحوافي الخارجية للاطار وفي تركيب النسيج نفسه. لذلك لا بد من الكشف الشهري على الضغط الهوائي قبل القيام بأي رحلة طويلة تتعدى مسافتها الـ 250 ميلا.

* ولا بد ايضا من الكشف المنتظم على الاطارات للتحري عن التلف الذي يصيبها لغرضين مهمين: الاول لتأمين السلامة القصوى، والثاني لتأمين حياة خدمة أطول للاطار. ويفضل ان يجري الكشف هذا شهريا وقبل القيام بالرحلات الطويلة، وهذا من السهل القيام به اثناء الكشف على ضغط الاطار، اي القيام بالعمليتين في وقت واحد.

* ولا بد هنا من التحري عن التلف الذي يصيب مداس الاطار والقنوات والتعرجات الموجودة عليه التي تتأثر كلها من الضغط الهوائي الزائد عن الحد والاعطاب التي تصيب المقود كانحرافه اثناء السير المستقيم الى اليمين واليسار، أو وجود خلل في نظام التعليق. كما ينبغي تفحص الصدوع في جانب الاطار ومداسه، أو أي انتفاخات أو انبعاجات، فضلا عن اي علامات للانثقاب، أو انفصال الاطار عن العجلة المعدنية، أو وجود مسامير أو براغ أو قطع زجاجية أو احجار، أو حتى أجسام غريبة عالقة في الجسم المطاطي. ولابد من الاشارة هنا الى ان وضع السدادات على ثقوب الاطارات لدى انثقابها بفعل المسامير، او غيرها قد لايجدي ولايوصي خبراء السلامة به الا كاجراء مؤقت لتحريك السيارة من موضع الى آخر، بل الافضل ان تجري عملية الاصلاح والترميم من الداخل بشكل كامل.

« من المفضل تدوير موضع الاطارات كل 6000 ميل استنادا الى كتب التعليمات الموجودة في السيارات عادة لان من شأن ذلك الحصول على تآكل متساو في الاطارات، وبالتالي اطالة حياتها العملية. فأغلبية عمليات الكبح والتوجيه والقيادة والدفع تحصل في العجلتين الاماميتين مثلا، مما يعني تعرض اطاراتها للتلف والتآكل أكثر من غيرها. من هنا فانه من الافضل نقل الاطار الايسر الامامي الى مكان الاطار الايمن الخلفي والعكس بالعكس، اي أن تجري العملية على شكلX . أما اذا كانت الاطارات من النوع غير الموجه التي تتميز بعلامة سهم على جانبها فينبغي أن تنقل الى الامام أو الخلف، ولكن في الجانب ذاته وليس الى الجانب الآخر. اما بالنسبة الى السيارات الوعرية التي تعمل على العجلات جميعها فيمكن فقط نقل العجلات من جانب الى جانب فقط من دون نقلها الى الخلف أو الامام.

* وتعتبر موازنة العجلات والاطارات أمرا حيويا آخر فمن شأنها التسبب في تآكل مداس الاطار بشكل غير منتظم فضلا عن القيادة غير المريحة وتاثر نظام التعليق بشكل قد يؤدي الى تعطيله. ويمكن ملاحظة هذه الظاهرة، خاصة في السرعات العالية، عندما تشرع العجلة في التذبذب بشكل عنيف. وعندما يحصل ذلك قم بموازنة الاطارات في اسرع وقت ممكن لدى فني معتمد. ويجري ذلك عن طريق وضع اثقال في الاماكن المناسبة في اطار العجلة. ولا بد من اجراء العملية هذه كلما جرى تركيب اطارات جديدة، أو كلما أعيد تركيبها لسبب او لآخر.

* ولا بد من المحافظة على تراصف عجلة القيادة، اي المحافظة على وضعها الوسطي الذي يوجه السيارة الى الامام من دون الانحراف الى اليمين أو اليسار عندما يقوم السائق برفع يديه عنها. كما لا بد من العناية بنظام التعليق. والعاملان هذان يجعلان السائق يشعر بنوع من الازعاج وعدم الراحة اثناء القيادة ويؤثران جدا على سلامة القيادة ويسرعان من تلف الاطارات وتآكلها في وقت محدود جدا. من هنا اذا شعرت أثناء القيادة أن شيئا ما يشدك للانحراف الى اليمين أو اليسار على الطرقات السريعة المنبسطة، وفي حال عدم وجود ريح جانبية قوية، بادر فورا الى اصلاح الامر خاصة الاطارات الامامية. وينبغي دائما الكشف عن صحة التراصف بعد حصول حادث ما ـ لا سمح الله ـ، أو لدى استخدام السيارة بشكل مستديم على الطرق الوعرة.

* الامر الاخر الذي يصيب الاطارات بالعطب هو التحميل الزائد عن الحد لكون الاطارات مصممة عادة لتحمل حد من الوزن لا ينبغي تجاوزه لان زيادة الوزن يعرضها الى حالة شبيهة تماما بانخفاض الضغط، وقد يعرضها أيضا للانثقاب والانفجار بشكل فجائي.

* زيادة حرارة الاطار مثل زيادة الحمولة هو العدو الاول للاطار الذي يقلص من عمره. والعوامل التي تزيد من حرارة الاطار السرعة والحمولة العاليتان وانخفاض ضغط الهواء والطريق الوعر، أو الخشن، خاصة الطرق الاسمنتية. كما ان للقيادة العصبية والعدوانية أثرا كبيرا في زيادة الحرارة خاصة فيما يتعلق بعمليات الكبح (الفرملة) الفجائية والعنيفة فضلا عن ارتفاع حرارة المحيط كفصل الصيف مثلا.