العام الثالث هو العام الدقيق في حياة السيارة والمؤشر الأساس على مدى احتفاظها بقيمتها

الإنتاج الأميركي والياباني يتصدر قائمة الاعتمادية في دراسة «جي. دي. باور»

TT

اظهرت سجلات صناعة السيارات ارتفاعا كبيرا في جودة السيارات على المدى الطويل بنسبة 12% وذلك استنادا الى دراسة «جي. دي. باور»، المؤسسة التي تقيم هذه الصناعة العالمية، عن سيارات العام الحالي.

وقد استعرضت الدراسة المشاكل والصعوبات التي يواجهها مالكو السيارات بعد مضي ثلاث سنوات على حياتهم للمركبات التي صنعت في عام 2002. وهذه الدراسة توفر معلومات قيمة لصناعة السيارات والمستهلكين على السواء بالنسبة لجودة أي سيارة على الامد الطويل. بالنسبة الى المستهلك، يقدم التقرير معلومات قيمة في ما يتعلق بمستويات الاعتمادية والموثوقية لعدد من الموديلات المعينة، خاصة عندما تقترب السيارة من نهاية فترة الضمان والتأمين عليها من الاعطال. أما بالنسبة الى صانعي السيارات فهي تتيح لهم معلومات تسمح لهم بتقصي درجة جودة مركباتهم وبالتالي تحسين صناعاتهم وخدماتهم وعمليات الصيانة.

ويبدو، حسب هذا التقرير، ان معظم مصنعي السيارات (84% منهم) تمكنوا من تحقيق وثبة كبيرة على صعيد الجودة، فقد توصلوا الى معالجة 32 نوعا من المشاكل والعيوب والاعطال التي عانت منها 100مركبة (كمعدل عام) مقارنة بالعام 2004 الماضي. هذه المعالجة شملت تحسين خصائص محددة مثل نوعية الجلوس في السيارة وقيادتها وتحسين المحرك والمناولة والمكابح والاوضاع الداخلية لمقصورة الركاب. كما ركز التقرير بنوع خاص على فترة خدمة السيارة وامكانية الاعتماد عليها من قبل المستهلك، وهذا العامل مهم جدا بالنسبة لاحتفاظ السيارة بقيمتها خلال فترة خدمة طويلة.

وتبين استنادا الى تقرير «جي. دي. باور» أن السيارات التي عمرها ثلاث سنوات، والتي عملت بشكل يفوق المعدل الصناعي، احتفظت بقيمة الف دولار اكثر من السيارات التي عملت أقل من المعدل المذكور. وعلى هذا الصعيد تلاحظ الدراسة ان سيارة لكزس، من صنع تيوتا، والتي جاءت للسنة الـ11على التوالي، بين الموديلات الافضل على صعيد الاعتمادية، تحسنت بنسبة 14% مقارنة بالعام الماضي.

كما جاءت سيارة بورشه بين السيارات الاولى في مستوى التحسينات التي أجرتها، فيما تمكنت هيونداي الكورية في التخلص من أكبر نسبة من المشكلات التي واجهتها. وقد تمكنت شركة بورشه، التي جاءت الثانية بين منتجي السيارات، من تسجيل نسبة تحسن وصلت الى 38 في المائة مقارنة بالعام الفائت 2004. أما هيونداي،التي مازالت دون المعدل الصناعي المطلوب، فقد سجلت نسبة تحسن بلغت 31 في المائة. واذا أخذنا نسب التحسن ذاتها لهذه السيارة الكورية منذ عام 2002، حين كانت مجرد ماركة جديدة غير معروفة تماما في الاسواق العالمية، يتبين لنا الجهد الصادق الذي تقوم به للحلول في مصاف الصانعين الاول على صعيد الجودة والموثوقية. وهي تشكل، حسب التقرير، مثالا يحتذى به في كيفية بلوغ أعلى مستويات الجودة.

وفي العام الحالي حازت موديلات «جنرال موترز» على معدلات عالية في دراسة «جي. دي. باور» وجوائز في ثماني فئات من المركبات، في حين حازت فورد على جوائز في خمس فئات ـ وهي أرقام قياسية بالنسبة لكلا الشركتين ـ وحازت موديلات تويوتا على جوائز في أربع فئات.

وفي الواقع سجلت سيارة «لكزس ال اس 430»، من قطاع سيارات الصالون الفخمة، 90 نقطة من اصل 100وهو رقم قياسي تقريبا، كما أنها حازت ايضا على جوائز بالنسبة الى مركبتها الرياضية الوعرية الفخمة الصغيرة «آر اكس 300» ومركبتها الوعرية الاساسية الفخمة «ال اكس 470«.

أما شركة شيفروليه فقد حصدت جوائز في معظم الفئات خاصة بالنسبة الى سيارتها الصغيرة «بريزما» والمتوسطة «ماليبو» وشاحنتها البيك أب المتوسطة «اس ـ 10» وشاحنتها البيك اب الثقيلة «سلفرادو»، في حين حصلت فورد على جوائز وتقديرات لثلاثة من قطاعاتها، وهي سيارة «ثندربيرد» الفخمة و«وندستار« الستيشن واغن المتوسطة الحجم و«اي ـ سيريز» الستيشن واغن الكاملة الحجم.

وكانت دراسة الجودة والموثوقية والاعتمادية هذه من «جي. دي. باور» للعام الحالي قد اعتمدت على ردود الفعل من 50.635 مالكا للسيارات وللشاحنات الخفيفة «بيك اب» من طراز 2002.

والملاحظ ان سيارات أميركية أخرى مثل لينكولن وبويك وكاديلاك سجلت نتائج عالية استنادا الى هذه الدراسة فاقت في بعضها الصناعات اليابانية، مما يعني أن الولايات المتحدة الصانعة الاولى للسيارت والاليات في العالم استطاعت في السنوات الاخيرة النهوض بهذه الصناعة على صعيد الجودة والخدمة الطويلة من دون مشاكل تذكر.