الشركات الأميركية تسعى لتسويق سيارات تستغني عن البنزين وسط توجه متزايد نحو اعتماد «الهيدروجين» كمصدر للطاقة

TT

مع الارتفاع الكبير في اسعار البترول، نشّطت صناعات السيارات في العالم، وبقيادة الولايات المتحدة الاميركية، تجاربها الهادفة الى تقليل الاعتماد على البترول كمصدر اساسي للطاقة وبالتالي البحث عن مصادر بديلة للبترول وتطويرها تقنيا بحيث تصبح مناسبة، تجاريا، وفي متناول المستهلكين. وفي هذا السياق، تعمل الولايات المتحدة منذ فترة على تطوير سيارات تعمل بالهيدروجين، كما تسعى للاستفادة من الطاقة الشمسية والرياح كمصدر للكهرباء.

وتدعم ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش مشاريع تطوير الطاقة الهيدروجينية بمبلغ 1.7مليار دولار، فيما تتجه كبرى الشركات في اميركا الى صناعة سيارات تعمل بالوقود البديل.

وقد وقعت كل من شركتي «جنرال موتورز» و«ديملر كرايزلر إيه جي» عدة اتفاقيات مع مصلحة الطاقة الاميركية لتطوير السيارات التي تعمل بوقود الهيدروجين كأحد الخيارات البديلة للبنزين خلال السنوات الخمس المقبلة. وتوجد في أميركا 20 سيارة تعمل بالإثانول.

وقد صنعت شركة هوندا 7000 سيارة من طراز «سيفيكس جي اكس سيدان»، بـ 4 سلندرات، تعمل بالغاز الطبيعي. وتسوق هوندا منها هذا العام 300 سيارة في شمال وجنوب أميركا. ويمكن لسيارات «سيفيكس جي اكس» ان تسير 350 ميلا بدون اعادة شحن. ومن غير المستحسن ان تكون هذه السيارة المركبة الوحيدة لصاحبها فما زالت غير مؤهلة لان تستخدم لمسافات بعيدة عن محطات إعادة الشحن او عن المنزل، ولذلك تعتبر، حتى الآن، السيارة البديلة للاستعمال داخل المدينة على اعتبار ان صاحبها يملك سيارة اخرى للمسافات الطويلة. وما زالت عملية تسويق السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي تجاريا تجد صعوبة في الانتشار نظرا لندرة محطات الشحن، مما يضطر صاحبها الى سحبها الى منزله او الى أقرب محطة من 100محطة في الولايات المتحدة مزودة بخدمات إعادة الشحن.

وتشير تقارير حول السيارات الجديدة الى ان الشاحن للغاز الطبيعي مثبت في منطقة خارج المنزل تلائم موقف السيارة.

وتستغرق مدة الشحن 8 ساعات، على ان يتم ايصال الانبوب الى السيارة بغرض الشحن خلال ساعات الليل، اما اذا توقف عند محطة الشحن فيغلب الظن ان ذلك سيكون انتظارا مملا.

وتشير التقارير الى أن سعر السيارة الواحدة يصل لاكثر من21 ألف دولار، وهي تستفيد من اعفاء جمركي يصل الى 2000 دولار كونها سيارة تسير بوقود بديل. ويمكن شراء جهاز إعادة الشحن من معرض السيارات بسعر يصل من 500 الى 1500دولار، كما يمكن استئجاره بمبلغ 34 الى 79 دولارا في الشهر، ويثبت في منطقة خارج المنزل. وحسب دراسات هوندا، فإن الغاز الطبيعي ليس ملوثا للبيئة حيث تعتبر نسبة تلوث البيئة من نواتج احتراق الغاز الطبيعي اقل بكثير من نظيره التقليدي، حيث تشكل 87 في المائة اقل من غاز ثاني اوكسيد النيتروجين و70 في المائة اقل من غاز اول اكسيد الكربون و25 في المائة اقل من غاز ثاني اكسيد الكربون.

وسوف تنفق شركة جنرال موتورز 88 مليون دولار ـ تؤمن مصلحة الطاقة الاميركية نصفها ـ على الاستثمار في مجال تصنيع سيارات الهيدروجين وتوزيعها في واشنطن، ونيويورك وميشيغان.

وكشريكة ثانية مع مصلحة الطاقة الاميركية ستقوم شركة ديملر كرايزلر ايه جي باستثمار 70 مليون دولار للغرض نفسه. كما ستقيم شركة جنرال موتورز خمس محطات لاعادة شحن الهيدروجين في واشنطن، ونيويورك، وكاليفورنيا، وعلى امتداد الساحل الشرقي للولايات المتحدة الاميركية.

وتبقى مشكلة غلاء السيارات التي تسير بوقود الهيدروجين، وندرة محطات اعادة شحنها عائقا امام تسويقها تجاريا. ولكن الولايات المتحدة ستواصل دعم الخطط التي تقلل من اعتمادها على البترول المستورد.