جاغوار «XK» تختصر تاريخ الشركة العريق بطراز رياضي رشيق

جسم من الألمونيوم يخفض وزن السيارة بمقدار 180 كلغ عن منافستها

TT

كشفت جاغوار في معرض فرانكفورت الاخير عن سيارة رياضية جديدة دعتها «اكس كي» أرادت بها ان تظهر مجددا أنها ما زالت بين الشركات الاولى في العالم التي تنتج السيارات الرياضية السريعة التي تجمع بين الاداء العالي والفخامة المتناهية أسوة بسيارات الصالون الفارهة التي اشتهرت بها.

وكان تركيز مهندسي جاغوار منذ البداية في هذه السيارة الجديدة، النظر الى المستقبل بكل ما يحمله من تقنيات جديدة مقبلة من دون نسيان تاريخ الشركة العريق في انتاج السيارات الكلاسيكية الجميلة التي كانت تلقى هوى خاصا لدى نخبة من الناس من ذوي الذوق الرفيع.

ويقول مسؤولو شركة جاغوار ان المركبة الجديدة تشكل حقبة جديدة لهم سواء على صعيد التصميم، أو الهندسة العالية، أو التقنيات المتطورة التي بذلت فيها مما حولتها الى أفضل سيارة جاغوار انتجت حتى اليوم.

وراعت الشركة بشكل خاص مسألة السلامة سواء بالنسبة الى ركاب السيارة، أو بالنسبة الى السيارات الاخرى التي قد تصطدم بها، كما راعت أيضا سلامة المارة الذين قد تضربهم السيارة في غفلة منهم، أو من سائقها، وهو موضوع سنتحدث عنه لاحقا لدى التطرق الى تقنياتها الكثيرة. وكانت جاغوار قد أعلنت لدى كشف النقاب عنها في معرض فرانكفورت الاخير، عندما أثارت موجة كبيرة من الاهتمام، انها لن تنزل الى الطرقات إلا في الشهر الاول من العام المقبل، وفي أسواق محددة في البداية، تتناسب مع هذه الفخامة المتناهية لتشكل سفينة القيادة لجميع ماركات جاغوار.

ويؤكد مهندسو جاغوار انهم استغلوا في تصميمها وتشييدها آخر ما توصلت اليه التقنيات الفضائية لانتاج هذه التحفة الفنية التي لا تتسع سوى الى راكبين مع صندوق واسع نسبيا للامتعة والاغراض. فقد صنعت بأكملها من خلائط الالمنيوم التي شكلت قفصا خاصا متينا يحمي ركابها بشكل مدروس تماما. فهي أمتن من مثيلاتها السابقة بنسبة 31 في المائة. وهي كما ذكر مصمموها لـ«الشرق الاوسط» سيارة قد تدوم العمر كله لتتحول في نهاية المطاف الى تحفة فنية قديمة يجمعها الناس.

ورغم أنه لم يسمح لأحد من الصحافة والاعلام بقيادتها وتجربتها، الا أن جاغوار تقول إنها أفضل بنسبة 10 في المائة من سابقاتها على صعيد نسبة القوة الى الوزن، وربما يعود ذلك الى عامل الالمنيوم الذي شيد الجسم الخارجي منه بالكامل. فهي أخف بمقدار 180 كيلوغراما عن منافساتها من الصناعات الاخرى بوزنها الاجمالي البالغ 1595 كيلوغراما فقط، ومع ذلك فهي أمتن بنحو 90 في المائة من السيارات الاخرى المنافسة من فئتها.

وتتميز السيارة الجديدة بعاملها الانسيابي ورشاقتها فهي، فضلا عن سرعتها وعدوانيتها على الطرقات، توفر لسائقها متعة في القيادة على جميع السرعات، كما يقول مايك كروس كبير مهندسي جاغوار. فهي تؤمن لسائقها مزية الانطلاق السريع والتوقف السريع ايضا، كل ذلك في جو مريح سواء كانت من النوع المكشوف ذات السقف النسيجي الخاص الذي يجري فتحه واغلاقه كهربائيا، أو «الكوبيه» المجهزة بالغطاء المعدني الثابت. ولعل أجمل ما في السيارة الى جانب مظهرها الخارجي الجميل خطوطها المستقيمة الحديثة التي تتميز بالبساطة والاناقة معا، وهذه من تقاليد جاغوار العريقة التي تتوارثها عبر السنين، بحيث يمكن التعرف على اي من طرازاتها فورا بمجرد النظر اليها. ثم هناك الحرفية الكبيرة واللمسات الانيقة التي تستخدم المواد الثمينة، سواء كان ذلك من الجلد الفاخر لاغراض الفرش، أو خشب الفنير المعالج يدويا لتغطية السطوح. ويمكن الاختيار في «اكس كي» بين السطوح المغطاة بهذا الخشب الرائع، أو الخليط المعدني المصقول الذي يضفي عليها نوعا من البريق الخاص. وتقول مصادر جاغوار ان السطح المعدني أغلى من الخشب، رغم أن الاخير يعتبر من عوامل الترفيه لمقتني مثل هذه السيارة الفاخرة.

وروعيت في داخل السيارة مسألة تلاؤم الجسم البشري مع الوسط المحيط، مثل المقعدين اللذين يحتضنان الجالسين عليهما بشكل مريح اشبه بسيارات السباق العالية الاداء، كما أن السقف أعلى بنحو سنتيمترين من موديلات «اكس كي» السابقة. وتتمحور لوحة العدادات والمقاييس الملونة المضاءة اضاءة جيدة حول عدادين بارزين كبيرين لكنها مقسمة الى مناطق صغيرة تقدم معلومات اساسية، مثل السرعة التي يعمل عليها ناقل الحركة، والتحذير من انخفاض ضغط العجلات، والارشادات الخاصة بجهاز الملاحة الذي يعمل بواسطة الاقمار الصناعية، فضلا عن شاشة الكترونية مركزية مركبة في الوسط قياس سبع بوصات للتحكم بدرجة الهواء داخل المقصورة، وادارة استخدام الهاتف الجوال اثناء القيادة علاوة على الكثير من المهام الاخرى.

ولعل أجمل ما في السيارة من تقنيات، تشغيلها بواسطة زر من دون المفتاح الذي حلت محله بطاقة الكترونية يكفي أن توضع في جيب سائقها أو حقيبته لتعمل. صحيح أن مثل هذه التقنية موجودة حاليا في بعض السيارات الاخرى الثمينة لكنها في جاغوار الجديدة مختلفة بعض الشيء، ولها نكهة خاصة لكونها تعمل بسلاسة. وتسير هذه التحفة الفنية ، التي سيبلغ سعرها 50 الف جنيه استرليني في بريطانيا لدى طرحها في الاسواق العالمية مطلع العام المقبل، بمحرك «في8 » صغير الحجم نسبيا، خفيف الوزن، سعة 4.2 ليتر، قوة 300 حصان مكبحي مصنوع برمته من الالمونيوم. وقد خضع هذا المحرك الذي يدفع سيارات الصالون «جاي اكس» لعملية تطوير شاملة بحيث بات يولد عزم دوران 303 رطل قدم (411 نيوتن متر) كحد اقصى، وهذا امر اساسي في سيارة رياضية من هذا العيار. غير أن الامر المهم الاخر هو أن 85 في المائة من عزم الدوران الكبير هذا متوفر دائما لدى دوران المحرك بين 2000 و6000 دورة في الدقيقة. ورغم كل هذه القوة الكبيرة فإن المركبة اقتصادية جدا مع انبعاثات ضئيلة لغازات العادم بحيث انخفضت انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكاربون لوحده بنحو 6 في المائة مقارنة مع المحركات السابقة من النوع ذاته. وقد جرى تحديد سرعة هذه الكوبيه الانيقة الكترونيا لكي لا تتعدى الـ 155 ميلا في الساعة كحد اقصى، مع قدرة انطلاق من سرعة الصفر الى سرعة 60 ميلا في الساعة خلال 5.9 ثانية فقط. وسيكون بمقدور سائقي جاغوار لاول مرة استخدام جهاز نقل الحركة التسلسلي الذي يدعى في السيارات الاخرى بـ«التربترونيك» عن طريق الازرار المركبة على عجلة القيادة، سواء كانت السيارة تسير على النمط الاوتوماتيكي، أو الرياضي، يساعدها في ذلك أن المحرك يعمل بواسطة السلك أشبه بالطائرات النفاثة الحديثة، مما يعني نقلا سريعا للحركة على السرعات الست، وتسارعا كبيرا يستجيب لادنى ضغط على دواسة البنزين.

وتتميز السيارة أيضا بمكبحها القوي الجديد الذي جرب على مئات الدورات على حلبة نوربيرغرينغ للتجارب في المانيا التي لجاغوار فيها مركز للتجارب. ويشمل نظام المكابح أربع قنوات من نظام المكابح المانع للانغلاق، وتوزيع الكتروني لشدة المكابح، ومؤازرة هيدرولية للمكابح لزيادة ضغطها لدى التوقف الفجائي في حالات الطوارئ. ولعل أهم ابتكار قامت به جاغوار نظام الانذار الامامي الذي تقوم انظمته الخاصة بالاستشعار بمسح الطريق عشر مرات في الثانية الواحدة للتنبيه بأي احتمال للاصطدام. وبمقدور هذه المستشعرات التفريق بين طير أو أنسان، أو أي جسم آخر غريب بغية تكييف مقدمة السيارة لذلك. فاذا كان هذا الجسم احد المارة ارتفع غطاء المحرك ليعمل كالوسادة لئلا تصاب جمجمته بأذى، كما أن المقدمة مصممة بشكل تحول دون تحطيم سيقان المارة اذا صدمتهم أثناء الحوادث.