تجارة قطع غيار السيارات في السعودية تزدهر مدعومة باتجاه السائقين الشبان «للتميز» عن غيرهم

TT

«لم يعد تجميل السيارات موضة أو تقليعة مؤقتة لبعض الشباب بل صار ضرورة لكل من يريد التميز والتعبير عن شخصيته».

بهذه العبارة بدأ محسن باكيلي أحد أصحاب محلات بيع قطع غيار السيارات (إكسسوارات) حديثة. والعبارة ذاتها تتكرر ـ وإن اختلفت الصياغة ـ عند أكثر بائعي إكسسوارات السيارات في المملكة، فما هو مدى صحة هذا الرأي وهل فعلا يعتبر تزيين السيارة أمراً لا مفر منه لمن يريد التعبير عن شخصيته؟

يقول الدكتور محمد العتيبي أستاذ علم النفس الإجتماعي المتخصص بقضايا الشباب: «إن الرغبة في إثبات الذات من خلال تجميل السيارة، خاصة لدى المراهقين، أمر عادي إذا ما أخذنا في الإعتبار ما يصاحب هذه المرحلة من حب الظهور ولفت النظر، شريطة أن لا يكون هذا المجال هو المجال الأساسي والوحيد الذي يعبر به الشاب عن نفسه، إذ يمكن أن يؤدي الاعتماد على شكل السيارة للتعبير عن الشخصية الى مشاكل متعلقة بالتفاعل مع المجتمع اذا ما أجبرته ظروف الحياة فيما بعد الى قيادة سيارة عادية».

وفي المنطقة الصناعية نجد الكثير من محلات الزينة والإكسسوارات الخاصة بالسيارات وقد اجتذبت عشاق التزيين من جميع الشرائح: سيارات فارهة وسيارات عادية وحتى السيارات التي بدت عليها آثار الزمن يوقفها أصحابها أمام هذه المحلات وكأنهم يريدون استعادة شباب سياراتهم عبر تمييزها عن الطرازات الأحدث. هذا هو الحال مع هذه السوق التي تميزت بكونها السباقة في استقدام أحدث الإكسسوارات والقطع عن باقي أسواق المملكة بحكم قربها من الميناء الرئيسي للمملكة.

في هذه السوق يكثر الحديث، خاصة في أوساط الشباب المهتمين بالسيارات، عن ارتفاع أسعار بعض الإكسسوارات بشكل مبالغ فيه، كـ «الجنوط» و«السبويلر» وأضواء الزينون وغيرها مقارنة ببعض الأسواق الخليجية المجاورة كدبي مثلاً. ويبدو الاستياء على بعض الشباب حيال عدم تقيد بعض المحلات بسعر السوق مما يتسبب باستنزافهم مادياً، كما حصل مع جلال كردي الذي يقول: «ان شراء بعض الإكسسوارات لسيارته كلفه نحو 2500 ريال، وهو مبلغ كبير نسبياً لإكسسوارات عادية للسيارة». أحمد المالكي، أحد الشباب الذين يترددون برفقة مجموعة من الشباب على أكثر من محل وكأنهم لم يجدوا ما يبحثون عنه، قال بنبرة مرهقة : «أستغرب من بعض محلات الزينة بيع بعض الإكسسوارات العادية بهذه الأسعار». ولكن كان لمروان فوده رأي مخالف لزميله إذ يعتبر: «إن مسألة اختيار إكسسوارات الزينة لسيارتي مسألة تستحق بذل الجهد». وبالرغم من صعوبة إيجاد بعض القطع فانه يفضل البحث في هذه المحلات على أن يتجه الى الوكيل المعتمد لسيارته، الذي يمكن أن يصل سعر القطعة عنده الى ضعف سعرها في هذه المحلات. لذلك يعتبر أن الشباب الذين يقصدون سوق قطع الغيار انما يفعلون ذلك لقناعتهم بوجود «أفضل القطع بأقل الأسعار» في هذه السوق.

ولكن زميله، باسل مكي، يخالفه الرأي ويقول: «بالرغم من وجودي مع زملائي هنا الا أنني لا أقوم بتزيين سيارتي الا عند وكيلي المعتمد ولأمور تخص الجودة، خاصة اذا كان الموضوع يتعلق بتركيب قطعة لها علاقة بالسلامة مثل الجناح الخلفي أو الأضواء«.

ويتصدى مروان الحربي، أحد البائعين في محلات الزينة بالمنطقة الصناعية، للدفاع عن نفسه وعن زملائه أصحاب محلات الاكسسوارات قائلا: «إننا لا نستغل الشباب، كما يقال عنا، وكل زبائننا راضون عن أسعارنا، وإن كان البعض منهم لا يروق له إلا القطع الأصلية التي تباع في الوكالات».