«انيغما» طليعة الجيل الفاخر من سيارات الهجين وسرعتها القصوى تصل إلى 217 ميلا في الساعة

TT

صاح جيم برنز «امسك بقبعتك» وهو يضغط على بدال البنزين، وادار المحرك الكهربائي الموجود خلف مقعد السيارة الذي جلس عليه وانطلقت السيارة (ENIGMA)، وهي سيارة رياضية تجريبية حمراء اللون. وفي خلال ثلاث ثوان كنا نسير في طرق حرم جامعة سان دييغو (ولاية كاليفورنيا)بسرعة 50 ميلا في الساعة.

وقال برنز بعدما توقفنا بالسيارة في تقاطع على احد الطرق السريعة «لقد صنعنا هذه السيارة منخفضة عمدا لكي تحتضن الارض». وانطلق برنز، وهو استاذ الهندسة الميكانيكية في الجامعة، بالسيارة مرة اخرى. واخيرا توقفنا بالقرب من مختبراته في الجامعة حيث كان مجموعة من الطلبة ينتظروننا ومعهم جهاز تصوير فيديو.

وصاح واحد منهم «لقد كانت رائعة».

ولم يسعني الا الموافقة على ما قاله. كانت تجربة مثيرة. الا ان هذه السيارة تخفي بداخلها سرا كبيرا. فالسيارة «انيغما» هي سيارة هجين. تمت بصلة قرابة بعيدة للسيارة البيئية المفضلة في هوليوود «بريوس» PRIUS التي انتجتها شركة تويوتا، فهي تحتوي على محرك عادي يعمل بالديزل ومحرك كهربائي. وهو ما يمنح السيارة «انيغما» وفرا كبيرا في استخدام الوقود فهي تسير لمسافة تصل الى80 ميلا بالغالون الواحد.

الا أن المحرك الكهربائي لا يهدف فقط لتوفير الطاقة فهو يمنح السيارة طاقة اضافية، ويسمح لها بالانطلاق من صفر الى 60 ميلا في 4.3 ثانية والانطلاق بسرعة قصوى تصل الى 100 ميل في الساعة. والنتيجة تبدو متنافضة: سيارة ترضي احتياجات هواة السيارات السريعة، وفي الوقت ذاته ترضي دعاة حماية البيئة.

والسيارة «انيغما» لم تظهر في الاسواق بعد، فقد بناها برنز وفريقه في مختبرات الجامعة ومولوها بأنفسهم بمساعدة منحة من هيئة الطاقة في ولاية كاليفورنيا وبعض المتبرعين.. ويعمل برنز وفريقه الآن على تصميم وتصنيع الجيل الثاني من هذه السيارة، التي ستصل سرعتها الى 217 ميلا في الساعة، بينما يبلغ استهلاكها غالونا واحدا لكل 40 ميلا. وقد اسس برنز شركة تنوي بيع السيارة الجديدة بسعر يصل الى 185 الف دولار ـ وهو ما يجعلها سيارة مرتفعة الثمن، ولكن، كما يشير، لا تزال ارخص من لمبورغيني او فيراري.

ويشير برنز الى ان ذلك هو مستقبل سيارات الهجين. فالمواطن الاميركي لن يقبل على الاطلاق سيارات هجين صغيرة ومحدودة مثل سيارات بريوس او انسايت التي تنتجها هوندا، وهي سيارات ذات سرعة وطاقة محدودتين.

ولا ينفرد برنز بمثل هذا الاعتقاد. ففي العام الماضي قرر قطاع السيارات زيادة قدرات وحجم السيارات الهجين. وقد تخلى صانعو السيارات عن التصميمات الحالية لمثل هذا الطراز من السيارات التي تتسم بالمحدودية. ويؤكد الخبراء انه في العامين المقبلين سيشهد هذا القطاع من السيارات الهجين طرح طرز فاخرة متعددة الاستعمال. ورغم ان هذا النوع من السيارات يشتهر بشرهه في استهلاك الطاقة، فان اضافة محرك هجين له سيمكنه من خفض استهلاك الوقود بنسبة تصل الى 50 في المائة. وقد انزلت شركة لكزس سيارة من طراز RX 400 الى الاسواق. وهي سيارة رياضية نفعية مجهزة بمحرك V6 بالاضافة الى محركين كهربائيين بحيث تعمل السيارة وكأنها تسير بمحرك من طراز V8. وتصل طاقة هذه السيارة الى 268 حصانا ويمكنها الانطلاق من صفر الى 60 ميلا في 6.9 ثانية. وتنوي الشركة انزال سيارة لكزس فاخرة من طراز GS 450 تصل قوتها الى 300 حصان. ويبدو ان الوقت اصبح مواتيا لمثل هذا النوع من السيارات، فبعدما دمر اعصار كاترينا قطاع النفط في ساحل خليج المكسيك، وسجل سعر غالون الوقود ارتفاعا سريعا، بدأ المحافظون الذين كانوا يدافعون عن مبدأ الاستهلاك في البحث عن تقنيات محابية للبيئة. ولكي نفهم كيف يمكن لتقنية الهجين انتاج سيارات قوية، علينا استيعاب المبادئ الهندسية الاساسية وراء فكرة الهجين، فسيارة مثل بريوس توفر مثل هذه الكمية من الطاقة عبر عملية توازن دقيق بين محرك الوقود والمحرك الكهربائي. والهدف من ذلك السماح بتشغيل محرك الوقود فقط عندما يكون الوقت مناسبا له للعمل، أي عندما تسير السيارة بسرعة 20 ميلا او اكثر. ومحرك الوقود يكون في اسوأ حالته من حيث استهلاك الطاقة عند انطلاق السيارة من نقطة ثابتة، عندما تكون السيارة متوقفة في اشارات المرور او في نقاط الاختناق.

والعبقرية الاساسية للسيارات الهجين هي تشغيل المحرك الكهربائي في تلك الاوقات. فالمحرك الكهربائي مناسب اكثر للانطلاق من نقطة الصفر لان المحرك الكهربائي يملك عزما اكبر عند الانطلاق من نقطة الصفر. والافضل من ذلك انه عندما تتوقف السيارة تماما أمام اشارة مرور يتوقف ايضا المحرك الذي يعمل بالوقود ولا يعود للعمل مرة ثانية الا اذا زادت سرعة السيارة عن 20 ميلا. ويعني ذلك ان بريوس يمكنها السير الى مسافة 60 ميلا بالغالون الواحد، بينما يصل استهلاك «انسايت» الى 66 ميلا للغالون.

تعديل السيارات

* ويمكن لقيادة السيارات الهجين ارضاء الكثير من رغبات السائق بالاضافة الى ضميره بتوفيرها استهلاك الطاقة، فمساعدة بسيطة من قطاع تعديل السيارات تسهل اضافة بعض الاشكال الجمالية، مثل خطوط زرقاء وتغطية المقاعد بالجلد الطبيعي. وعندما طلبت صحيفة «نيويورك تايمز» من جورج باريس، الاب الروحي لقطاع تعديل السيارات البالغ من العمر 79 سنة، تعديل سيارة «بريوس» طلبت منه ايضا، لكي تصبح السيارة في نطاق قدرة معظم السائقين، عدم انفاق اكثر من عشرة الاف دولار على هذه التعديلات، كما طلبت منه عدم التدخل في الجانب الإلكتروني او الميكانيكي من السيارة. والنتيجة كانت سيارة هجين رشيقة. فقد جعل باريس مقدمة السيارة اطول واعلى بحيث لا تصطدم بالرياح وتخترقها فقط، بينما عدل عجلات السيارة بحيث تبدو وكأنها مقبلة من سيارة بورش. واضاف مصد رياح خلفيا.

* خدمة «نيويورك تايمز»