أنباء عن محادثات اندماج بين ديملر كرايسلر وفولكسفاغن فيما ترفع بورشيه حصتها في فولكسفاغن إلى 20 في المائة

بعد أن أعلنت الشركتان عن التزامهما بسياسة «شد الحزام»

TT

لندن ـ هانوفر ـ وكالات الأنباء: في وقت بدأت فيه شركتا فولكسفاغن الالمانية وديملر كرايسلر الالمانية الاميركية للسيارات، باعتماد سياسة ترشيد للانفاق، أعلن سياسي ألماني رفيع المستوى الاسبوع الماضي، أن شركة ديملر كرايسلر، تجري محادثات مع منافستها فولكسفاغن، أكبر منتج للسيارات في أوروبا، حول احتمال دمج الشركتين بمؤسسة واحدة.

وأحدث الاجراءات التي اتخذتها فولكسفاغن لتخفيف اعبائها المالية جاءت في إعلان إدارة الشركة وممثلي العمال، الاسبوع الماضي، عن توصلهم الى اتفاق يتم بموجبه إنتاج سيارة جديدة صغيرة ذات دفع رباعي متعددة الاستخدامات في مصانع الشركة الرئيسية بمدينة فولفسبورج الالمانية، بعد موافقة ممثلي العمال على خفض معدل الاجور في خط انتاج منفصل لإنتاج السيارة، وذلك بعد ان هددت إدارة الشركة بنقل إنتاج السيارات الجديدة ذات الدفع الرباعي إلى مصنع الشركة في البرتغال في حال عدم خفض أجور العمال بمقدار 850 يورو عن السيارة الواحدة التي ينتظر أن تطرح عام 2007 في الاسواق. وقد رحبت نقابة آي.جي ميتال لعمال الصناعات المعدنية والهندسية في ألمانيا بالاتفاق الموقع بين فولكس وعمالها قائلة إنه لم يقل كثيرا عن أجر الادارات الاساسية في فولكسفاغن، ولكن فولفجانج بيرنهارد، رئيس العلامات التجارية في فولكس فاغن، حذر من الافراط في التفاؤل بعد هذا الاتفاق قائلا «الجميع يعتقدون أن هذا سوف يحل كل مشكلات فولكسفاغن، ولكن هذا الاتفاق مجرد بداية». أما شركة ديملر كرايسلر فقد اعلنت في نهاية الشهر الماضي أن منشآت تجميع سيارات مرسيدس في شتوتغارت وبريمن مستعدة للاستغناء عن اعداد كبيرة من الوظائف خلال الشهور القليلة المقبلة نظرا لوجود فائض في عمال مصنع بريمن يقدر بـ 20 في المائة.

وكانت الشركة قد قالت قبل ذلك إنها رصدت 950 مليون يورو (1.14 مليار دولار) رواتب تقاعد لتعويض 8500 عامل. وسيكون متوسط مبلغ التعويض 110 آلاف يورو لكل عامل، ولكن قد تصل إلى 250 ألف يورو للمهندسين الذين أمضوا فترة خدمة طويلة.

ومن المقرر أن تفقد منشأة تجميع السيارات الرئيسية في ضاحية سيندلفنجن في شتوتغارت 3100 موظف من عدد موظفيها البالغ 31100، بينما ستفقد منشأة بريمن 2700 من بين عدد عمالها الحاليين وعددهم 13400.

على ضوء هذه الخلفية المالية غير المريحة للشركتين المتنافستين تمثل تصريحات السياسي الالماني عن احتمال اندماجهما، المؤشر الاول على اتجاه شركة ديملر كرايسلر لتقديم عرض لشراء فولكسفاغن في الوقت الذي زادت فيه بورش حصتها في فولكسفاغن الى 20 في المائة.

وفيما قال كريستيان فولف رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى وعضو مجلس الاشراف على فولكسفاغن أن ديملر تناقش «التعاون المستقبلي» مع الشركة، لم يشر فولف في تصريحاته إلى أي شكل من أشكال الاستملاك في المحادثات بين ديملر وفولكس، ولكنه ابلغ وكالة الانباء الالمانية أن حكومته «ترحب باهتمام ديملر كرايسلر بفولكسفاغن». وكشف ان الشركتين تجريان «محادثات ودية منذ سنوات وزدنا التعاون لما يحقق مصلحة الطرفين» وكانت مجلة «فوكوس» الالمانية قد ذكرت أن فولكسفاغن وجهت الدعوة إلى ديملر كرايسلر في أكثر من مناسبة لشراء حصة فيها بهدف قطع الطريق على دخول أي مستثمرين على الشركتين تحركهم دوافع مالية صرفة وليس لهم علاقة بصناعة السيارات.

وعلق متحدث باسم ديملر على هذا التقرير بالقول، إن فولكس طرحت هذا الموضوع على ديملر عدة مرات من دون أن يؤدي ذلك إلى نتيجة حتى الآن.