الرادار والشرائح الإلكترونية ستصبح تجهيزات قاعدية في السيارات الفخمة والصغيرة.. ولكن بعد 12 سنة

فيما تلحق النساء بالرجال في نسبة حوادث السيارات

TT

كما الرجال ... كذلك النساء إذ صدقت خلاصة دراسة وضعتها شركة تأمين استرالية عن اسلوب النساء في قيادة السيارات، وفحواها ان النساء الاستراليات أوشكن على اللحاق بالرجال في طريقة القيادة والتسبب في الحوادث.

وأظهرت دراسة أجرتها شركة «ناشونال ريلودينج مانيفاكتشرارز أسوسياشان» (إن. آر. إم. إيه) للتأمين أنه في الوقت الذي تدل فيه الارقام على أن الرجال هم المسؤولون عن العدد الاكبر من الحوادث فإن النساء يردمن الفجوة ويتسببن في خسائر أكثر من التي يسببها الرجل في بعض الفئات العمرية.

وتسبب الرجال في 50.6 بالمائة من الحوادث التي يكون سببها خطأ من قائد السيارة مقابل 49.4 بالمائة للسيدات. وازدادت قيمة إصلاح السيارات الناتج تلفها عن حوادث تسببت فيها أخطاء الرجال أثناء القيادة بنسبة 17 بالمائة. وكانت النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 و50 عاما مسؤولات عن 53 بالمائة من الحوادث الناتجة عن خطأ في القيادة في فئتهن العمرية. وقال المتحدث الرسمي باسم شركة التأمين إن النساء يتحملن المسؤولية عن نسبة أكبر من حوادث التصادم في أربع من الفئات العمرية الثماني التي شملتها الدراسة.

ولأن الخبراء في شؤون النقل والمواصلات يتوقعون أن تظل السيارة وسيلة الانتقال الرئيسية للبشر خلال ربع القرن المقبل، ازداد اهتمام شركات السيارات في استخدام شرائح إلكترونية وأجهزة استشعار أكثر تطورا لجعل قيادة السيارات أكثر أمانا مما هي عليه في الوقت الحاضر.

وجاءت توقعات أولئك الخبراء خلال ندوة عقدت على هامش معرض فرانكفورت الدولي للسيارات في سبتمبر(ايلول) الماضي استشرف فيها الخبراء المذكورون ملامح عام 2030 في ما يتعلق بمستقبل وسائل النقل والمواصلات.

وفي هذه الندوة أجمع الخبراء على أن السيارات ستظل الوسيلة الانسب للتنقل طالما كان هذا التنقل يجري في أوقات الفراغ ولا صلة له بالاغراض العملية. أما بالنسبة لمن يستخدمون وسائل المواصلات بشكل يومي للذهاب إلى أعمالهم وما إلى ذلك فإن عددا كبيرا منهم سيقبلون على القطارات والحافلات نظرا لانها، ببساطة، أقل تكلفة وأكثرسرعة.

وقد كشفت السيارات التي قدمت في معرض فرانكفورت عن التوجه المتزايد في قطاع صناعة السيارات في العالم لتوفير شروط آمان أفضل، إذ أن هذا الجيل من السيارات أصبح مزودا بأجهزة استشعار متطورة إلى جانب أنظمة رادارية لمتابعة كل ما يجري في المنطقة المحيطة بالمركبة.

وتوضح هذه الاجهزة لقائد السيارة كيف يتصرف بشكل سليم حال مواجهته موقفا مروريا خطيرا. وسيكون بوسع السيارات في المستقبل جمع معلومات عن طبيعة الوضع المروري في الطريق الذي تسير فيه كما سيكون بمقدورها تبادل هذه المعلومات فيما بينها وهو ما سيتيح الفرصة لاتخاذ إجراءات وقائية قبل حدوث أي اختناق مروري. ورغم ذلك فإن ماركوس لينكامب، المدير في شركة فولكسفاغن الالمانية، يعتقد أن الابتكارات التي عرضت في فرانكفورت ما زالت تحتاج الى حوالي العشر سنوات لطرحها في الاسواق واثنتي عشر سنة لكي تصبح خصائصها المتطورة مواصفات نمطية معتمدة في كل السيارات.

والجدير بالذكر أن أنظمة الامان المستخدمة حاليا في السيارات ـ مثل الوسائد الهوائية وموانع انغلاق الفرامل (إيه. بي. إس) إلى جانب برنامج الثبات الإلكتروني (إي. إس. بي) الذي يعزز ثبات السيارة على جميع أنواع الطرق وعند مختلف السرعات ـ هي أنظمة تسهم بالفعل في الخفض المضطرد لمعدلات الوفيات جراء حوادث الطرق. وعلى سبيل المثال، تقلص هذا العدد، خلال السنوات العشر الماضية، بنسبة 40 في المائة ليتراجع إلى أقل من خمسة آلاف قتيل العام الماضي بالرغم من التزايد الهائل في الكثافة المرورية على الطرق بألمانيا.

وبحلول عام 2015 سيكون عمر نحو ثلث قائدي السيارات في ألمانيا أكبر من 60 عاما وهو ما يتحدث عنه إرهارد أويم نائب رئيس نادي السيارات قائلا «سيكون لدينا العديد من الاشخاص الذين يزيد عمرهم على 90 عاما ولا يزالون يقودون سيارات». وكانت دراسة نشرت في المملكة المتحدة قبل اسبوعين قد أظهرت أن ثلثي قائدي السيارات يعانون من ضغط دائم بسبب العذاب الذي يعانونه جراء سيرهم في شوارع تحكمها اختناقات مرورية لا نهاية لها. وقد اظهرت الدراسة أن أنظمة مساعدة السائق يمكن أن تفعل الكثير لتقليل الضغط على السائق، وبالفعل زود عدد من شركات تصنيع السيارات الفئات الاعلى في سياراتهم بتقنية تجعل القيادة أسهل كثيرا.

وكشفت الدراسة البريطانية أن مستخدمي المواصلات العامة بشكل يومي يمكن أن يعانوا من ضغط أكبر من قائدي الطائرات النفاثة الذاهبين إلى الحرب أو قوات مكافحة الشغب.

وأوضحت الدراسة أن الضغط يزيد لأن السائقين نادرا ما يكونون في وضع يتيح لهم السيطرة على الموقف فينتظرون وراء عجلة القيادة طوال فترات الاختناقات المرورية وأعينهم على الساعة خشية أن يفوت موعد مهم. وطبقا لدراسة أعدها نادي السيارات النمساوي فإن ضغط الدم ومعدل النبض يرتفعان في كل ازدحام مروري لكن معظم الضغط ينتج عن الغضب من تصرفات السائقين الاخرين.

واكتشف «مركز علوم المرور الالماني» في مدينة فورتسبورج أن تحسين شبكة الطرق وترك إدارتها للمتخصصين يمكن أن يؤدي إلى خفض الاختناقات المرورية بشكل كبير وزيادة الامان على الطرق.

وأحد أمثلة استخدام التقنيات الحديثة في تخفيف الضغط على السائق ما تقوله شركة مرسيدس الالمانية التي تزعم أن التقنية الموجودة في الفئة «إس ـ كلاس» الجديدة تخفف الضغط على السائق بشكل كبير مقارنة بالسيارات الاخرى، فالفئة (إس) مزودة بجهاز للتحكم في المسافات (ديسترونيك بلاس) والذي يمكن السائق من التحكم في المسافة بينه وبين السيارة التي تسير أمامه في نطاق سرعات تبدأ من الصفر وحتى 200 كم/ساعة. ويوقف النظام السيارة بشكل آلي عندما تقترب من المركبة التي تسير أمامها ويزيد من سرعتها عندما تبدأ حركة المرور في السير من جديد.

كما أن الفئة (إس) مزودة بنظام مساعدة راداري لوضع السيارة في مكان الانتظار يعين السائق على وضع سيارته في مساحة للانتظار حتى إن كانت المسافة بينه وبين السيارة المتوقفة في الامام أو الخلف بضعة سنتيمترات. كما يحذر النظام السائق من العقبات من على بعد 11 مترا. ويحسن نظام الرؤية الليلية المتصل بالرادار الرؤية على وجه الخصوص ويحذر السائقين من جود حيوانات أو أي عقبات أخرى على الطرق الريفية المنعزلة قبل الاقتراب منها بمسافة كبيرة.

لكن أنظمة المساعدة الإلكترونية لن تغير الطبيعة البشرية، فالخلاف مع الزوجة والمشكلات في العمل وغيرها من الضغوط التي تسببها الحياة العصرية تلعب دورا في سلوك السائقين الذين يفرغون إحباطاتهم بالضغط على أبواق السيارات وإظهار عدم الاحترام تجاه السائقين الاخرين.