السيارة المقتصدة.. العنوان الضخم لمعرض طوكيو التاسع والثلاثين والسيارة بلا سائق هاجس تعاون أميركي ـ الماني في كاليفورنيا

السيارة بلا سائق هاجس تعاون أميركي ـ ألماني في كاليفورنيا

TT

معرض طوكيو التاسع والثلاثين للسيارات، الذي افتتح في 19أكتوبر الماضي (تشرين أول) ويستمر حتى السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أوحى بان صناعة السيارات بدأت تسابق الزمن في انتاج سيارة الغد القوية والأمنة والاقتصادية... والمتجاوبة في نفس الوقت مع متطلبات العصر وحتى تقليعاته.

والمعرض الذي شاركت فيه نحو240 شركة وضم اكثر من 240 سيارة ودراجة بخارية ـ 79 منها عرضت للمرة الاولى ـ شهد، ربما اكثر من أي معرض مضى، التركيز المتنامي لصناعة السيارات على تطوير السيارة المقتصدة في استهلاك الوقود وذلك عبر نموذجين اساسيين، وان مختلفين في نظاميهما، هما السيارة الهجين والسيارة العاملة بخلايا الوقود.

بالنسبة لاصدقاء البيئة، تعتبر السيارة العاملة بخلايا الوقود أكثر مراعاة لسلامة البيئة ونظافتها من السيارة الهجين المزودة بمحرك مزدوج يعمل بالوقود والكهرباء، فالسيارة العاملة بخلايا الوقود تعمل من خلال تفاعل كيماوي بين الهيدروجين والاوكسيجين لتوليد الطاقة، ولا ينفث العادم، في هذه الحالة، سوى الماء. وقد حرصت معظم الشركات الكبرى على عرض التقدم الذي حققته على صعيد تطوير تقنيات خلايا الوقود.

وعلى هامش الدورة التاسعة والثلاثين لمعرض طوكيو الدولي للسيارات، كانت شركة هوندا بين الشركات الحريصة على تأكيد «عملانية» سيارة خلايا الوقود بالتذكير بان شركة مستقلة لتأجير هذا النوع من السيارات بدأت العمل بالفعل في الولايات المتحدة. وذكرت شركة هوندا ان السيارة الصالون «إف سي إكس» الجديدة التي عرضتها في معرض طوكيو سيتمكن سائقها، وفي فترة قريبة،من تموين هذه السيارة من محطات تموين خاصة توضع في مرآب السيارة، فقد طورت هوندا وحدة منزلية لانتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي بحيث يمكن لصاحب السيارة «إف سي إكس» تموين سيارته بالهيدروجين في منزله فيما ستتمكن السيارة من الحصول على الاوكسيجين من الهواء الطلق.

وبهذه المناسبة اعلنت هوندا عزمها على انتاج دراجة بخارية تعمل بالهيدروجين بحلول العام 2009.

وبدورها طرحت شركة مازدا اليابانية سيارات تعمل بمحركات هجينة بينها سيارات نقل صغيرة وسيارات رياضية. وقد زودت سيارة «مازدا بريماسي هيدروجين أر إي» بمحرك هجين يعمل بالكهرباء والبنزين.

وذكرت شركة مازدا انها أطلقت على سيارتها الرياضية الجديدة اسم «سينكو» وهي تعني باليابانية «الرائد» تعبيرا عن سعيها للانفراد بمشروعات مثيرة مثل المحرك المحوري الجديد. وقد زودت «سينكو» بمحرك 13 بي دي أي محوري يعمل بنظام الحقن المباشر مثبت مع وحدة هجينة بين محاور العجلات الامامية والخلفية للسيارة.وتقول مازدا ان نظام الحقن المباشر في المحركات المحورية الهجينة يحقق قوة أكبر مع توفير في استهلاك الوقود.

أما شركة رولز رويس فقد كان تركيزها على تأمين المزيد من الخصوصية لراكبها فطرحت في معرض طوكيو سيارة شبح مزودة بقاعدة عجلات ممتدة لتمنح ركاب المقاعد الخلفية قدرا أكبر من الخصوصية.

وتتميز السيارة الشبح الجديدة بوجود ساتر فاصل بين القسم الامامي والخلفي من السيارة. وهذا الساتر مصنوع يدويا من أجود أنواع الجلود والقشور الخشبية إلا أن شاشة شفافة تضمن لركاب القسم الخلفي من السيارة مراقبة السائق ولكنه لا يستطيع سماع ما يقولون.

وتزود السيارة بشاشة مركزية لمشاهدة التليفزيون أو لتشغيل أقراص الفيديو الرقمية (دي. في. دي) عليها إلى جانب ثلاجة صغيرة للمشروبات وإضاءة مخصصة للقراءة.

وبدورها كشفت شركة أودي الالمانية في المعرض عن نموذج مبتكر لتصور خاص لطراز جديد يحمل اسم «تي. تي شوتينج بريك» وتعنى «سيارة الضيعة». والسيارة الجديدة تصلح لنقل الركاب والبضائع وتوفر مساحة خلف مقاعدها للحقائب وبابا خلفيا وتجمع في خصائصها بين سيارات الدفع الرباعي وسيارات «ستيشن واجون» الامر الذي يوحي بظهور جيل جديد من سيارات «تي. تي» الرياضية، فيما كشفت شركة فولكسفاغن عن طراز جديد من بولو هو «جي. تي. آي» تبلغ طاقة محركها 110 كيلووات وقوته 150 حصانا وسرعتها القصوى 216 كم/ ساعة في معرض طوكيو للسيارات. ويمكن أن تنطلق السيارة من سرعة صفر إلى 100 كم/ ساعة خلال 8.2 ثانية مع معدل استهلاك للوقود يبلغ 7.8 لتر.

ولكن مساهمة فولكسفاغن على صعيد تطوير جيل «ثوري» من السيارات يجري في بالو التو (كاليفورنيا)، وبالتعاون مع مجموعة من البحاثة الاميركيين ويركز على تطوير بسيارة بلا سائق تسير باوامر اجهزة إلكترونية مساعدة للقيادة ستجعل بالامكان،من الناحية النظرية، قيادتها إلى وجهتها من دون وجود سائق أمام عجلة القيادة.

وتم الكشف أخيرا عما هو ممكن بالفعل من الناحية الفنية خلال سباق «التحدي الكبير» البالغ طوله 220 كيلومترا للسيارات ذاتية الحركة التي تسير من خلال كومبيوتر ودون قائد في صحراء موهافي الأميركية. وفازت سيارة «طوارق» من صنع فولكسفاغن بالسباق في 6 ساعات و54 دقيقة.

ونجح الكومبيوتر الذي يسيطر على السيارة، والذي أطلق عليه اسم «ستانلي»، في معرفة طريقه من دون أي مشاكل وذلك عبر الانفاق ومجارى الانهار الجافة وممر جبلي وعر.

ويقول كارلو روميل الاخصائي في معمل الابحاث الإلكترونية لفولكسفاغن الخاص في بالو ألتو بكاليفورنيا: «لقد أحدثنا تغيرا طفيفا في السيارة نفسها. (السائق) قام بمعظم العمل». وتم تزويد «الطوارق» بكاميرات فيديو وأجهزة استشعار رادارية وبالليزر وكلها متصلة بأجهزة كومبيوتر قوية تتعرف على الفور على أرضية الطريق والعراقيل الاخرى.

ويقول ماتياس رابي رئيس فريق البحث الخاص بفولكسفاغن «ولكن وقبل زرع برامج الكومبيوتر المعقدة في سيارات الطرق العادية يجب القيام بكثير من الاعمال». وأضاف «إن العيون الصناعية وأجهزة الكومبيوتر يجب أن تكون أصغر حجما وأقل تكلفة. كما يجب أيضا تعديل برامج الكومبيوتر حتى يمكنها تمييز المشاة وحركة السيارات الاخرى».

وكانت فولكسفاغن شركة السيارات الوحيدة التي شاركت في سباق التحدي الكبير في صراء موهافي ولكن جميع شركات تصنيع السيارات الالية تقريبا تعمل على تطوير أنظمة مساعدة مشابهة من شأنها تولي الكثير من العمل الذي يقوم به قائد السيارة.

وتقول مونيكا فاجنر من مركز أبحاث شركة فورد بمدينة أخن الالمانية أن أنظمة التحكم عن بعد جاهزة للتطوير. ولكن ديرك زيتلاو رئيس إدارة أجهزة مساعدة السائق في شركة «سيمنس في. دي. أو أوتوموتيف» يقول «إن من المهم أن يكون بمقدور السائق دائما التدخل».

من جانبه يستبعد أندريه سيك بهيئة الطرق الاتحادية الالمانية إمكانية ظهور سيارات بدون سائق في المستقبل القريب ويقول: «في العالم أجمع يقوم النظام القانوني على مسؤولية السائق. فإذا تم تحويل هذا الدور إلى كومبيوتر داخل السيارة فإن الامر يستلزم تعديل القوانين تماما».