بورشه تواجه انتقادات واسعة لزيادة حصتها في فولكسفاغن

العلاقة بين الشركتين الألمانيتين تعود لعام 1969 .. وأولى ثمارها كانت سيارة «بورشه 914» الرياضية

TT

واجهت إدارة شركة بورشه الالمانية لصناعة السيارات الرياضية الفخمة انتقادات واسعة بسبب زيادة حصتها في شركة فولكسفاغن الالمانية ايضا والتي تعتبر أكبر منتج للسيارات في أوروبا.

وكانت بورشه قد أصبحت أكبر مساهم في فولكسفاغن بعد استحواذها على 18.53 في المائة من اسهم الشركة واحتمال شراء نسبة أخرى اضافية تصل الى 3.4 في المائة.

وقد رأى بعض المساهمين في فولكسفاغن، مثل حكومة ولاية سكسونيا السفلى واتحاد الاستثمار الالماني وشركة تويدي براون الأميركية،أن وجود ممثلين لبورشه في مجلس إدارة فولكسفاغن قد ينطوي على تعارض مصالح نتيجة المنافسة بين الشركتين في سوق السيارات.

ولكن هانز ريدل، النائب التنفيذي لرئيس بورشه لشؤون المبيعات والتسويق، رفض هذه المخاوف مؤكدا حق شركته في دخول مجلس إدارة فولكسفاغن، وقال: «لا يمكن لاحد أن يستثمر الاموال التي استثمرناها في فولكسفاغن، وتقدر بحوالي ثلاثة مليارات يورو، من دون أن يكون قادرا على ممارسة نفوذه باعتباره مساهما رئيسي».

الا ان منتقدي التعاون الحالي بين بورشه وفولكسفاغن يتناسون أن الشركتين يربطهما تاريخ طويل من التعاون تعزز اليوم من خلال قرار بورشه الاخير بشراء 20 في المائة من أسهم فولكسفاغن، فاول عمل مشترك بين الشركتين العملاقتين في مجال صناعة السيارات بدأ قبل خمس وثلاثين سنة، وعام 1969 تحديدا، وكانت ثمرته إنتاج أول سيارة رياضية في ألمانيا ذات مقعدين من طراز بورشه 914 في العام المذكور. وكان فيردناند بورشه، مؤسس شركة تصنيع السيارات الرياضية، هو أيضا صاحب فكرة السيارة بيتلز من إنتاج فولكسفاغن عام 1938.

وتعاونت الشركتان في تصنيع مكونات السيارة بورشه 914 فيما تولت شركة كارمان صناعة هيكلها الخارجي.

وبعكس باقي طرز بورشه الاخرى تتميز السيارة 914 بمصابيح أمامية مستديرة وتفتقر إلى الخطوط الانسيابية لكنها مزودة بزجاج خلفي رأسي.

ولا يوجد بالسيارة 914 مقاعد خلفية ولا تحتوي من الداخل سوى على الاساسيات الواجب توافرها في السيارات الرياضية. ويشعر السائق وهو جالس على مقعدها المنخفض كأنه يجلس على الاسفلت مباشرة كما يمكن تحويلها إلى سيارة مكشوفة برفع سقفها المتحرك.

وأنتجت فولكسفاغن الفئة الرابعة من السيارة 914 بمحرك سعته 1.7لتر وقوته 80 حصانا وسعته القصوى 180 كيلو مترا بينما أنتجت بورشه الفئة السادسة من السيارة المزودة بست اسطوانات وبها محرك قوي سعته لتران بقوة 110 أحصنة.

وتتميز الفئة السادسة بمكابح أقوى كما تعمل بنفس نظام التعليق الامامي المستخدم في السيارة بورشه 911.

وأضفى وضع المحرك على السيارة قدرة فائقة على الثبات على الطريق بالرغم من عرض عجلاتها البالغ 155 مليمترا فيما لا يزيد عرض الهيكل المعدني للاطار عن 15بوصة.

غير أن السيارة 914 القديمة عانت من مشكلة تآكل البطارية مما يؤدي إلى سقوط الحامض على هيكلها المعدني مما يسبب صدأ في السيارات التي يهملها أصحابها.

ويباع الجيل الاول من الفئة الرابعة من السيارة 914 التي أنتجت عام 1969في حالة جيدة مقابل تسعة آلاف يورو فيما يبدأ سعر الفئة السادسة منها بثمانية عشر ألف يورو. ويندر وجود الفئة السادسة من هذه السيارات لان عدد ما أنتج من هذا الطراز بلغ 3318 سيارة فقط حتى أوائل السبعينات مقابل 115597 سيارة من الفئة الرابعة.

وتعززت مجالات التعاون بين شركي «بورشه» و«فولكسفاغن» بعد ان اصبحت «فولكسفاغن» الشركة المرجحة للفوز بعقد لتصنيع الهيكل الخارجي للطراز الجديد من السيارات الرياضية الذي تعتزم «بورش» إنتاجه باسم «باناميرا» وهي سيارة من فئة سيارات الكوبيه ذات الاربعة مقاعد والاربعة أبواب.

المعروف أن« فولكسفاغن» تصنع بالفعل الهيكل الخارجي للسيارات التي تنتجها «بورش» من طراز «كاين» الرياضية متعددة الاستخدامات التي تحقق مبيعات كبيرة. وتستخدم «فولكسفاغن» هذا الهيكل أيضا في تصنيع سياراتها من طراز «تواريغ» (طوارق) وهو ما يفسر التشابه في المظهر بين سيارات كلا الطرازين.

واستنادا الى معلومات وكالة »د ب ـ أيه أف أكس« للانباء الاقتصادية باللغة الالمانية سوف تتولى وحدة الانتاج الرئيسية لفولكسفاغن في مدينة فولفسبرغ مهمة تصنيع ودهان الهيكل الخارجي لسيارات «باناميرا» قبل شحنها إلى وحدة التجميع التابعة لـ «بورشه» في مدينة لايبزغ الواقعة شرقي ألمانيا وذلك عندما يبدأ إنتاج هذا الطراز من السيارات خلال عام 2009.

ومن المقرر أن تصبح سيارات «بورشه» من طراز «باناميرا» ذات الحجم الصغير والمظهر الانيق الطراز الرابع للشركة بعد كل من «119»، ذلك الطراز التقليدي الذي تركب محركات السيارات ذات الحجم العائلي المنتمية اليه في النصف الخلفي للمركبة و«بوكستر» الذي تتميز سياراته برخص سعرها وكفاءتها المنخفضة مقارنة بغيرها من طرز السيارات التي تنتجها الشركة إلى جانب «كاين».

ومن المنتظر أن يؤدي التعاون بين «بورشه» و«فولكسفاعن» في إنتاج «باناميرا» الى إعطاء الشركة الاخيرة فرصة تصنيع الجانب الاكبر من السيارة الجديدة مما سيؤدي إلى خفض التكاليف المتوقعة لانتاج هذه السيارة والتي تبلغ نحو مليار يورو (1.2مليار دولار).

وكانت مبيعات بورشه في مختلف أنحاء العالم قد بلغت خلال العام المالي الماضي 99379 سيارة منها 2119 سيارة في منطقة آسيا والمحيط الهادي، اي بزيادة نسبتها 50 في المائة على العام السابق.