مبيعات السيارات الفخمة تتجاوز توقعات الأسواق وتثبت أنها أكثر القطاعات نموا

11 طرازا تباع بأسعار تتراوح بين الـ 100 الف والـ 330 ألف دولار

TT

جديد العام الجديد احصاءات مبيعات السيارات الفخمة التي يزيد سعر الواحدة منها عن 100 ألف دولار، أي الانواع التي تصنف بالسيارات الفارهة التي لا يقع سعرها،عادة، في متناول الشخص العادي. ويندرج في خانة هذه السيارات الفخمة والغالية الثمن نحو 11 طرازا يباع معظمها في الولايات المتحدة والدول الصناعية الغنية، أو تلك التي تملك اقتصادا قويا.

قد يتساءل عديدون ما اذا كانت توجد بالفعل سوق رائجة لمثل هذه الانواع من السيارات بالنظر لارتفاع أسعارها وغلاء عمليات صيانتها وتعميرها إضافة الى كلفة محروقاتها لاسيما في مثل هذه الظروف السياسية العصيبة والمخاوف الاقتصادية في ظل ارتفاع أسعار الوقود والمحروقات، وفي وقت اصبحت فيه الكوارث الطبيعية ظاهرة مستمرة تضرب هنا وهناك من دون سابق انذار.

ويأتي الجواب على هذا السؤال بالايجاب، أي لوحظ وجود اتجاه لارتفاع مستمر في بيع مثل هذه الطرازات في الاسواق الاميركية والاوروبية على وجه الخصوص، ليس من قبل المقتدرين الماليين فحسب، بل من قبل عشاق السيارات الفارهة أيضا المستعدين دوما لتكبيد جيوبهم تكاليف الحصول على ما يداعب مخيلتهم من منتجات جديدة ترضي هواياتهم، حتى ولو كان ذلك على حساب البيئة أيضا.

وقد أكدت هذا الاتجاه مؤسسة «آر. ال. بولك وشركاه» التي تتعامل بتجارة السيارات بالاعلان عن أن قطاع السيارات «الفخمة جدا» هو واحد من أكثر القطاعات نموا خلال السنوات الخمس الاخيرة. اذ يقول أيريك باباسيك المستشار التحليلي في المؤسسة المذكورة أن شعبية سيارات السيدان (الصالون) الفخمة جدا، بين الاميركيين خاصة، فتحت الابواب أمام صانعي السيارات لانتاج وطرح جيل جديد من السيارات المعبأة بشتى الابتكارات الجديدة ووسائل الراحة والترفيه، الى جانب الفخامة والرفاهية طبعا. ومن هذه السيارات الجديدة نذكر على سبيل الذكر لا الحصر بنتلي ومرسيدس ـ بنز ورولس ـ رويس وكاديلاك التي اكتسحت أخيرا الاسواق الاميركية.

وتأتي في مقدمة هذه الطرازات «رولس ـ رويس فانتوم» و«مايباخ 57/62» من صنع شركة مرسيدس. والملاحظ انه لم يمض سوى خمس سنوات على «بي ام دبليو» لكي تصبح المالكة لشركة «رولس ـ رويس» العريقة حتى طرحت الشركة الالمانية في يناير(كانون الثاني) 2003 سيارة «رولس ـ رويس» جديدة في معرض ديترويت. وجاءت الفانتوم الجديدة هذه بتصميم يمكن التعرف عليه فورا من النظرة الاولى على انها سيارة «رولس ـ رويس» لا تقبل الشك. فقد جرى المحافظة على جذورها الوراثية، ولكن بثمن مرتفع جدا، فقد استخدمت فيها أجود المواد وأعرقها، لاسيما في ما يتعلق بالفرش الداخلي الذي تضمن نحو 16 نوعا من الجلود الفاخرة قبل طرحها في الاسواق بسعر 330 ألف دولار فقط كسعر أولي، ليس الا، بالنسبة الى الطراز الاساسي منها من دون حساب الاضافات الاخرى الكثيرة التي قد يتطلبها الزبون. وقد يصل سعرها مع كل هذه الاضافات الى نحو نصف مليون دولار على أقل تقدير.

أما مرسيدس فلم تتوان هي الاخرى من مجاراة العصر والحفاظ على اسمها الكبير في عالم السيارات ذات الجودة العالية فأعادت اسم «مايباخ» المسجل لديها ووضعته على سلسلة من سيارات السيدان الاكثر فخامة في عالم اليوم، فهي تأتي تحت رقمين 57 و62 حسب ما ذكرنا اعلاه. وهذان يشيران الى أن السيارة الفاخرة هذه تتوفر بطولين 5.7 متر و6.2 متر. وهي بغض النظر عن ذلك تتميز عن منافستها «الفانتوم» في أن تصميمها راعى الخطوط واللمسات الحديثة، في حين أن الاخيرة ما زالت تحافظ نوعا ما على تراثها الكلاسيكي القديم وشكل «رولس ـ رويس» المميز والذي هو من صلب تراث البريطانيين الذين ما زالوا يعتبرون هذه التحفة التي تسير على عجلات، والتي كانوا يملكونها يوما، جوهرة مميزة في عالم السيارات الراقية التي كان وما يزال يستخدمها الملوك والرؤساء في العديد من الدول. في أي حال تتميز «المايباخ» بالمقصورة العصرية جدا التي تحتوى على كل ما يخطر على البال من وسائل الراحة والترفيه. والطراز البالغ طوله 5.7 متر منها تعتبر السيارة التي يتلذذ صاحبها في قيادتها، في حين يعتبر الطراز الاخر بطول 6.2 متر السيارة التي يقودها سائق خاص لحساب صاحبها بملابسه الرسمية. فهي كما تقول مرسيدس «طائرة الاعمال النفاثة بعجلات» بأبواب خلفية تنغلق كهربائيا مع نظام صوتي للموسيقى وما شابه بقوة 600 واط، ومقاعد خلفية تنحني الى الوراء، مع مساند للارجل تعمل كهربائيا هي الاخرى. ويبلغ سعر هذا الطراز، أي بطول 6.2 متر 360 ألف دولار.

أما شركة بنتلي فقد طرحت، تحت اسمها العريق، سيارة رشيقة هي «كونتيننتال جي تي» التي تباع الان أيضا بكثرة في الولايات المتحدة وبعض الاقطار الاوروبية. فهي واحدة من أسرع سيارات الكوبيه الرباعية المقاعد في العالم اليوم لكونها مجهزة بمحرك قوة 550 حصانا مؤلفا من 12 اسطوانة ومشحونا بتوربين مزدوج يدفع العجلات الاربع جميعها. وهي رغم جميع هذه المزايا، وكونها أول سيارة بنتلي تندفع على العجلات جميعها، فان سعرها يبدأ بـ 159.900 دولار.

وخضعت الـ «آرناج» السيدان الفخمة جدا، من انتاج بنتلي ايضا، الى عملية تجميل جديدة، والى عدد من التعديلات وعمليات التعزيز الاخرى، فمقدمتها تتميز حاليا بمصابيح أمامية جديدة مستديرة وخطوط أعيد تصميمها عند موقع غطاء المحرك، بحيث باتت تشبه شقيقتها «كونتيننتال جي تي». أما في الداخل فقد حصلت «آرناج» على لوحة عدادات ومقاييس جديدة وجهاز ملاحة جديد «دي في دي» يعمل بالاقمار الصناعية، فضلا عن جودة عالية في ما يتعلق بالركوبية بعد تعديل نظام التعليق الخلفي. وتتوفر هذه السيارة البديعة بتنجيد ولمسات من نوع «آر» أو «تي» مع طراز معدل منها ذي قاعدة عجلات طويلة «آر ال».

يبقى الحديث عن شركة «أستون مارتن» الشهيرة في عالم السيارات الرياضية الفخمة وطرازها الجديد «دي بي9» الذي يأتي بنوعين «كوبيه» و«فولنتي» المكشوف. والسيارة هذه المصنوعة برمتها باليد مجهزة بمحرك سعة ستة ليترات، من 12 أسطوانة على شكل V تولد 450 حصانا. وهي تتوفر أيضا بناقل للحركة يدوي وأوتوماتيكي سداسي السرعات.

ويبقى أيضا القول أن هناك عددا من السيارات الاخرى يتجاوز سعرها أيضا حدود الـ 100 ألف دولار لم نأت على ذكرها الآن لكونها لا تعد من ضمن قطاع السيارات الفخمة ولكون معظمها عبارة عن سيارات رياضية عالية الاداء، غرضها تحقيق السرعات العالية التي ترضي سائقيها من عشاق السباقات والقيادة العصبية، مثل فيراري ولامبرغيني وبورشه وغيرها.