بي.إم. دبليو ومرسيدس: تقنية متقدمة للرؤية الليلية

في ما يبدو بوادر اتجاه تعاون متزايد بين شركات السيارات العالمية

TT

هامبورج ـ د ب أ: قررت شركتا بي. إم. دبليو ومرسيدس ـ بنز الالمانيتان، تزويد مجموعة السيارات الفخمة التي تقدماها بخاصية الرؤية الليلية. كشفت مصادر مطلعة في ديترويت أن شركة فولكسفاغن الالمانية وشركة كرايسلر الاميركية اللتين تتخذان من ولاية ديترويت مقرا لهما ـ وحدتا جهودهما لتصنيع سيارة «ميني فان» في الولايات المتحدة.

قرار شركتي بي ام دبليو ومرسيدس تبني تقنية إضاءة متقدمة ترافق مع قرار منسق بألا تزيد تكلفة هذه التقنية سعر السيارة على الالفي يورو (2370 دولارا).

وقالت الشركتان ان هذه التقنية من شأنها أن ترفع درجات السلامة داخل السيارة أثناء القيادة الليلية. ويذكر أن حوالي 40 في المائة من حوادث السير الخطيرة في ألمانيا، تقع أثناء الليل.

وكانت شركة جنرال موتورز أولى كبرى شركات صناعة السيارات التي قدمت هذا النظام عام 1999 في السيارة «كاديلاك دوفيل»، لكن في عام 2003 لم يقدم على شراء السيارات المزودة بهذا النظام إلا 600 مشتر كانوا مستعدين لدفع مبلغ 2500 دولار إضافي على ثمن السيارة، مما دفع الشركة إلى رفع هذا النظام من الاسواق عام 2004.

ويشمل نظام الرؤية الليلية الذي تقدمه بي. إم. دبليو، كاميرا تعمل بالاشعة تحت الحمراء توفر رؤية لمسافة 300 متر للامام. وتعرض الصور على شاشة، حيث تضيء الاجسام حسب كمية الحرارة التي تبعث منها.

وتقدم شركة مرسيدس هذا النظام مزودا باثنتين من المجسات اللتين تعملان بالاشعة تحت الحمراء، ويكونا موجودين في المصابيح الامامية للسيارة، كما تستطيع هذه المجسات التعرف حتى على الاجسام التي لا تنبعث منها حرارة. وتعرض الصور الملتقطة على شاشة كومبيوتر على متن السيارة، لكن الرؤية الليلية تقتصر على مسافة 150 مترا للامام، ولا تكون فعالة في الضباب.

أما شركة سيمنس الالمانية، فإنها ما زالت تعمل على نظام رؤية ليلية متطور يعرض الصور على شاشة لا يحتاج السائق معها إلى تغيير انتباهه المركز في القيادة، ومن المتوقع أن يكون هذا النظام جاهزا للطرح في الاسواق عام 2008.

أما تعاون فولكسفاغن وكرايسلر على انتاج مشترك لسيارة «ميني فان»، فهو يأتي في إطار جهود فولكسفاغن لوقف التراجع في حجم مبيعاتها في السوق الأميركية المعروفة بأنها شديدة التنافسية، فهذه المبيعات انخفضت بنسبة 15.5 في المائة، اي إلى حوالي 198 ألف سيارة في الفترة الممتدة بين يناير (كانون الثاني) ونهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، مقارنة بنفس الفترة من عام 2004، وهو ما كبدها خسائر تصل إلى مليار يورو (1.18 مليار دولار).

وبموجب الاتفاق بين الشركتين ستصنع كرايسلر سيارة «ميني فان» لفولكسفاغن على غرار سيارتها «فوياجر». ومن المتوقع أن تطرح السيارة الجديدة في السوق الأميركية عام 2008.

ولا يوجد لفولكسفاغن، كبرى شركات تصنيع السيارات الاوروبية، حاليا، طراز من السيارات «الميني فان» في السوق الأميركية، التي تعد السوق الرئيسية لهذا النوع من السيارات.

ومن المتوقع أن يتراوح عدد السيارات «الميني فان»، التي ستنتجها فولكسفاغن سنويا للسوق الأميركية، ما بين 35 و45 ألف سيارة.

وفي السياق نفسه أعلنت شركة «تاتا موتورز» الهندية لصناعة السيارات عن إقامة علاقة شراكة بينها وبين شركة «فيات أوتو اس بي ايه» الايطالية تتضمن المشاركة في شبكة الموزعين وبيع سيارات فيات من خلال منافذ بيع معينة تابعة لتاتا.

وقد وصف سيرجيو مارشيوني، المدير التنفيذي في فيات، الشراكة بأنها «هامة للغاية» لانها ستؤدي إلى نمو شركة فيات التي ستبيع المزيد من السيارات في الهند وقال «الشراكة ستساعد الشركتين على النمو».

ومن المتوقع أن يبدأ طرح سيارات فيات مثل سيارة بونتو الصغيرة، أكثر سيارات فيات مبيعا في الاسواق الهندية، اعتبارا من مارس (آذار) المقبل. وأفادت الشركتان بأن الشراكة ستتطور ولن تكون مقصورة على التسويق والتوزيع. وأضافت تاتا أن الشركتين تسعيان لتخفيض النفقات وتحسين أدائهما من خلال الشراكة في الهند وباقي أنحاء العالم. وتفيد المصادر بأن الشركتين تدرسان التعاون في مجالات الابحاث والتطور والانتاج والتوزيع للسيارات وأجزاء السيارات خلال أكثر من ستة أشهر.

وقال مسؤول بشركة «تاتا» إن الامر في الوقت الحالي سيقتصر على إدارة تاتا للتسويق والتوزيع للسيارات التي تحمل علامة فيات التجارية في الهند.

يذكر أن «تاتا موتورز» هي أكبر شركات تصنيع السيارات في الهند حيث يصل إجمالي عائداتها إلى حوالي 4.7 مليار دولار (3.9 مليار يورو).