«هوندا أوديسي» تسجل رقما قياسيا في توفير الوقود بين سيارات فئة الـ «ميني فان»

«دودج كارفان» جاءت في المرتبة الثانية ولكن بسعر أرخص

TT

ازداد بشكل ملحوظ استخدام الـ «فانات» (شاحنات البيك أب الخفيفة) الصغيرة التي تعرف بـ «الميني فان» للاغراض الصناعية الخفيفة، التي عدل بعضها لاستخدامها كسيارات نقل للعائلات نظرا لعملانيتها ولحجم استيعابها للركاب وحجم حمولتها الاوفر من سيارات الصالون العادية، وفي الآونة الاخيرة ازداد اقبال المستهلكين، وخاصة الاميركيين منهم، على اقتنائها نظرا لتعدد اغراضها حتى أن بعضها يمكنه خلال دقائق التحول من مركبة لنقل الحمولة المجردة الى سيارة ركاب، أو العكس، أو للاثنين معا. من هنا برزت أهمية معدلات استهلاكها للوقود في وقت بات العالم كله، حتى الولايات المتحدة التي كانت تشتهر برخص اسعار وقودها، تأخذ في الحسبان الارتفاع الحاد في اسعار الوقود والمحروقات.

وفي هذا السياق يبدو أن أكثر الـ «فانات» التي سجلت أفضل معدلات اقتصادية في استهلاكها للوقود، بين موديلات عام 2006 هي المركبة ذاتها التي سجلت افضل الارقام لموديلات العام الفائت أيضا، حسب الاحصاءات التي أجرتها معظم المجلات العالمية المتخصصة بالسيارات وتلك التي تتعاطى بالشؤون الاقتصادية، أي سيارة «هوندا أوديسي» التي تظهر اليوم بكثرة في منطقة الخليج، وعلى الطرق السريعة الاميركية، والتي تشكل أفضل مقياس لحساب معدلات استهلاك الوقود. استنادا الى الارقام التي استخلصتها وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة، سجلت «أوديسي» أفضل رقم اقتصادي في فئتها للعام الثاني على التوالي بعد ان قطعت مسافة 32 كيلومترا (20 ميلا) في الغالون من البنزين لدى قيادتها داخل المدن ونحو 44.8 كيلومتر (28 ميلا) على الطرقات السريعة. وتأتي هذه المركبة العملية بمحرك سداسي الاسطوانات يولد 244 حصانا من القدرة متصلا بناقل أوتوماتيكي للحركة. وحسب هذه الارقام جاءت الـ «فان» من طراز «دودج كارفان» في المرتبة الثانية من بعدها على صعيد التوفير في الوقود (20 ميلا/ 26 ميلا)، وهي مركبة رباعية الاسطوانات بقدرة 150 حصانا، وموصولة الى ناقل حركة أوتوماتيكي أيضا، ما يعني أن بمقدور «هوندا أوديسي» اليابانية الاكبر حجما والاقوى محركا (سعة 3.5 ليتر) والاثقل وزنا أن تضاهي السيارة الاصغر حجما والاضعف محركا (سعة 2.4 ليتر) والاخف وزنا في التوفير والاقتصاد، بل انها قادرة على قطع مسافة أطول منافستها ألاميركية ـ الالمانية في الغالون الواحد عند انطلاقها على الطرق السريعة بالسرعات المحددة فيها. لكن هذه الميزات لا تأتي بكلفة رخيصة، إذ إن اسعارها تبدأ، بالنسبة الى الموديلات الاساسية التي لاتحتوي على أي زوائد إضافية، بمبلغ 25 ألف دولار في الولايات المتحدة بالنسبة الى طراز «اوديسي إل إكس 2006»، لتصل الى 40 ألف دولار في الطرازات التي أضيف اليها نظام التسلية في المقاعد الخلفية والفرش المتقن والتنجيد الجلدي ونظام الملاحة الإلكتروني عبر الاقمار الصناعية، مع مميزات التعرف على الاصوات لدى تشغيل المهام المختلفة. ولكن مقابل ذلك تأتي «دودج كارفان إس إي» الاساسية بسعر 19 ألف دولار، لترتفع الى 23 ألف دولار بالنسبة الى «غراند كارفان» السداسية الاسطوانات.

وكانت «اوديسي» هذه قد تحولت الى سيارة مرغوبة في سوق الـ «ميني فان» بعدما أعيد تصميمها وهندستها كلية في عام 1999. وفي حلتها الجديدة هذه كانت «أوديسي» المريحة، التي تندفع على العجلات الامامية، الاولى من نوعها في اعتماد مبدأ الصف الثالث من المقاعد التي يمكن طيها وتوضيبها داخل انخساف صغير في أرضية السيارة الخلفية لتوفير المجال أمام المزيد من فسحة التحميل للاغراض والمتاع. وكان مسؤولو هوندا يدعون الصف الثالث من المقاعد هذه بـ «المقعد السحري» وهو مبدأ سرعان ما أعتمدته معظم ماركات السيارات الاخرى بعدما لاقى استحسانا كبيرا من قبل الامهات اللواتي يقدن أولادهن الى المدارس ومنها. كما يمكن ترتيب المقاعد الاخرى في الصف الثاني، وحتى الاول، في أوضاع مختلفة حسب الطلب لتتناسب وراحة الركاب. ويمكن لهذه المركبة العملية أن تستوعب 8 ركاب كحد اقصى. ولا بد من الاشارة هنا انها مجهزة بابواب منزلقة لا تنفتح الى الخارج على الجانبين لكي يسهل الدخول اليها والخروج منها في الاماكن المزدحمة وفي مواقف السيارات. كذلك فان النوافذ التي يعمل بعضها كهربائيا تؤمن تهوية جيدة لدى فتحها، لا سيما الى المقاعد الخلفية، حيث يجلس الاطفال والاولاد عادة.

ولعل المزية الكبرى في هذه السيارة هي أنه يمكن تجهيزها بنظام اختياري للملاحة بشاشة واسعة تركب عادة فوق لوحة القيادة، والتي يمكن توجيه التعليمات اليها صوتيا مثل الاستفسار عن وجهة الطرق وحالتها وتحديد الوجهات المطلوب الوصول اليها. كما أنها مجهزة من الداخل، أسوة بالسيارات الفخمة، بتقنيات تخفيف الضجيج مما يوفر هدوءا عاليا للركاب والمسافرين ويجعلهم يستمتعون باذاعات الراديو، أو الموسيقى الصادرة عن اقراص «سي دي». تجدر الاشارة الى أن مهندسي هوندا يملكون شهرة واسعة على صعيد الحصول على أقصى قوة ممكنة من محركاتهم، و«اوديسي» ليست استثناء، فرغم ثقل هيكلها البالغ نحو طنين الا أن محركها القوي بعزم للدوران يبلغ 240 رطل ـ قدم، لدى دوران المحرك بسرعة 4500 دورة في الدقيقة، وناقل أوتوماتيكي للحركة خماسي السرعات، يوفران تسارعا كبيرا. وقد حازت هذه المركبة الفريدة معدل خمس نجوم في اختبارات التصادم من الامام والخلف والجانبين وذلك من قبل «الادارة الاميركية لسلامة الطرقات»، كما حازت أربع نجوم من خمس في الاختبارات الخاصة باحتمالات انقلابها.