الإقبال المتزايد على السيارات الهجين يؤثر سلباً على تطوير التقنيات البديلة

وسط توقعات بأن تفوق مبيعاتها الـ 400 ألف سيارة عام 2006

TT

هامبورغ ـ د ب أ: تواجه صناعة السيارات الأميركية أسوأ أزماتها منذ عقود عدة نتيجة تخلي العديد من سائقي السيارات الأميركيين عن سياراتهم الرياضية متعددة الاستخدامات (إس. يو. في) التي تلتهم كمية كبيرة من الوقود واتجاههم لاقتناء سيارات يابانية اقتصادية تعمل بمحرك هجين (هايبرد).

على مدى سنوات طويلة اعتبرت قيادة سيارة كبيرة من طراز «هامر» مثلا وتزويد هذه السيارة بوقود رخيص الثمن جزءا من الحلم الأميركي. ولكن أسعار الوقود ارتفعت العام الماضي بشكل حاد لتصل إلى 2.40 دولار لغالون البنزين الواحد.

وعلى الرغم من ذلك لا يزال سعر البنزين في الولايات المتحدة زهيدا إذ انه لا يتجاوز الـ 76 سنتا لليتر البنزين الواحد مقابل أكثر من 1.20 يورو لليتر في أوروبا. غير أن هذا السعر الزهيد يظل مكلفا بالنسبة للأميركيين من الطبقة العاملة الذين يضطرون الى قطع مسافات طويلة بسياراتهم، يوميا، للذهاب الى اعمالهم.

والسؤال الذي يتداوله الاميركيون اليوم هو ما إذا كانت السيارات ذات المحرك الهجين المزودة بمحرك كهربائي إضافي وتحمل بطاريات لشحن المحرك تشكل حلا طويل الاجل بالنسبة لهؤلاء الأميركيين من الوجهة الاقتصادية أم لا.

وتعمل تقنية المحرك الهجين في المناطق المزدحمة بكفاءة في ظل وجود حركة مرور كثيفة تجبر قائد السيارة على التوقف تارة والسير بسلاسة تارة أخرى مما يتيح له فرصة اعادة شحن البطاريات خلال فترات التوقف ولان يتولى المحرك الكهربائي مهمة تسيير السيارة خلال سيرها بسرعة بطيئة.

وتتربع السيارة من طراز «تويوتا بريوس» على عرش السيارات ذات المحرك الهجين من حيث المبيعات، بل وأصبحت محل إعجاب الكثيرين بعد أن اشتراها العديد من نجوم السينما الأميركيين. وتخفض هذه السيارة استهلاك البنزين الى حد كبير إذ أن استهلاكها منه لا يتعدى أربعة ليترات لكل مائة كيلومتر. غير أن الوصول إلى هذا المعدل يتطلب حرصا دائما على عدم زيادة سرعة السيارة.

ومع ذلك يتوقع الباحثون في مجال التسويق بالولايات المتحدة أن ترتفع مبيعات السيارات ذات المحرك الهجين خلال هذا العام لتصل إلى ما لا يقل عن عشرة في المائة من مجموع مبيعات السيارات متوسطة الحجم المباعة خلاله والتي يقدر عددها بمليوني سيارة.

وتقول مؤسسة «جى دي باور» لخدمات المعلومات في مجال التسويق إن أكثر من 400 ألف سيارة ذات محرك هجين سوف تباع خلال عام 2006.

أما مؤسسة «بووز ألين هامليتون» للاستشارات الفنية فقد قدمت توقعات أكثر تفاؤلا إذ قالت إن السيارات المزودة بمحرك هجين ستشكل 80 في المائة من السيارات المباعة في السوق الأميركي بحلول عام 2015.

غير أن بعض المراقبين في السوق الاوروبية للسيارات يتخوفون من أن يؤدي الاهتمام الكبير الذي تحظى به السيارات العاملة بالمحرك الهجين إلى تراجع الاهتمام بالسيارات التي تستخدم فيها تقنيات تتبنى مفاهيم مبتكرة في ما يتعلق باستهلاك الوقود، مثل السيارات التي تعمل بالهيدروجين أو تلك التي تستخدم فيها تقنية خلايا الوقود، وبالتالي حرمانها من التمويل الضروري لتطويرها..

وفي هذا الاطار تتوقع شركة فولكسفاغن الالمانية ألا يكون بالامكان إنتاج سيارتها من طراز «توران هيموشين»، وهي سيارة فان تجمع ما بين المحرك الذي يعمل بالهيدروجين وخلايا الوقود على نطاق تجاري واسع، قبل 20 عاما من الآن.

«نيسان باثفايندر» الجديد يفوز بجائزة «أفضل سيارة 4x4 متوسطة الحجم»