الصيانة الدورية والقيادة الهادئة تلعبان دورا أساسيا في الحد من الاستهلاك غير الضروري للوقود

كيف تقتصد في المحروقات أثناء رحلاتك بالسيارة

TT

في وقت ارتفعت فيه اسعار النفط، واسعار المحروقات والوقود تاليا، بات مالكو السيارات يحسبون ألف حساب لما قد تكلفهم وقود سياراتهم من نفقات، لاسيما في حال القيام بسفرات طويلة بسيارات كبيرة فارهة. ويبدو الآن أن الكثيرين، حتى الميسورين من مالكي السيارات، يتجهون الى اقتناء السيارات الصغيرة المقتصدة في استهلاكها من الوقود إضافة الى كونها أنسب وسيلة نقل «صديقة» للبيئة.

وكانت الانباء الاخيرة التي تناقلتها وسائل الاعلام عن نجوم السينما في هوليوود، الذين يعتبرهم العديد من الاميركيين وغير الاميركيين مثالا يقتدى في التصرف الحياتي، قد ذكرت ان معظم من كان منهم مغرما بالسيارات الفارهة، لا سيما الوعرية منها، والعاملة على العجلات الاربع، بدأ يتجه الى تفضيل سيارات الهجين، مثل سيارة تويوتا «برايوس» ومثيلاتها إظهارا منهم لحرصهم على الحفاظ على البيئة، أولا، وعلى تشجيع الآخرين على التوفير في استهلاك الوقود في ظل الارتفاع الحاد لاسعار النفط وارتفاع معدلات التضخم في السنوات الثلاث الاخيرة.

والسؤال الذي يطرح نفسه على ضؤ هذه الخلفية هو: كيف يمكن الاقتصاد في استهلاك وقود السيارات وجعل السيارة تقطع أطول مسافة ممكنة في خزان الوقود الواحد؟ البداية الحتمية هي التخطيط مسبقا لهذا الاقتصاد انطلاقا من اسلوب صيانة السيارة وخدمتها بشكل منتظم وفي أوقات محددة مع مراعاة قيادتها بشكل هادئ بعيدا عن السرعة غير الضرورية بغية الحصول على أقصى ما يمكن من خزان الوقود الواحد، وبالتالي زيادة كفاءة المسافة المقطوعة داخل المدن وخارجها بغض النظر عن مكان سكنك والمكان الذي تقود فيه سيارتك.

ولكي تظل سيارتك في أفضل حالاتها لاسيما محركها، لا بد من الكشف بانتظام على شموع الاحتراق التي تلعب دورا أساسيا في حرق الوقود والمحافظة على سلاسة التشغيل، كما ينبغي التأكد أيضا من نظافة راشحي (فلتري) الهواء والوقود. واذا شعرت أنهما متسخان لا بد من استبدالهما فورا بجهازين جديدين. كذلك فأن وضع مستشعر جديد للاوكسجين بمقدوره، لوحده، إطالة المسافة المقطوعة بالخزان الواحد للوقود، بنسبة 15 في المائة، استنادا الى تجربة «أوتو زون» لقطع السيارات.

وينبغي أيضا ألا يغفل السائق عن أمور تعتبر صغيرة و لكن مهمة، مثل الحفاظ على ضغط الهواء الصحيح في الاطارات حسب تعليمات الشركات الصانعة. ومن شأن ذلك إطالة مدى سير السيارة بوقودها من الخزان الواحد بنسبة 6 في المائة، كذلك بالنسبة الى تراصف الاطارات الذي من شأنه توفير الوقود بنسبة 10 في المائة استنادا الى الوكالة الاميركية لحماية البيئة.

وفي هذا السياق ايضا لا بد من المحافظة على «نظافة» صندوق الامتعة أي إفراغ هذا الصندوق من الامتعة والحاجيات التي لا لزوم لها إذ أن الوزن الزائد للسيارة يعيق عامل التوفير في الوقود، فكل 100 كيلوغرام من وزن زائد للسيارة لاضرورة له يخفض المسافة المقطوعة في الغالون الواحد من الوقود ميلا على الاقل (1.6 كيلومتر).

وقبل كل شيء ينبغي تغيير اسلوب قيادة السيارة، فالاقلاع يجب أن يكون هادئا، والتسارع أيضا هادئا، فمن شأن القيادة بسلاسة ونعومة توفير نحو 20 في المائة من كمية الوقود المستهلك، على حد تأكيد الوكالة الاميركية لحماية البيئة. ويساعد ايضا على التوفير المتوقع المسبق للاماكن التي ستتوقف فيها السيارة مما يسمح بتجنب عمليات الكبح (الفرملة) المفاجئة خاصة لدى التوقف عند اشارات المرور التي يفضل رؤيتها من بعيد، فمن شروط القيادة الصحيحة النظر الى البعيد دائما وقراءة الطريق والتحسب لجميع المفاجئات، في حين أن هناك سائقين ينظرون الى ألامتار القليلة أمام السيارة، وهذا خطأ فادح.

ثم ينبغي عدم اللجوء الى السرعة لان اي مركبة تسير بسرعة 55 ميلا (98 كيلومترا) كمعدل عام ومنتظم تقتصد بنسبة 15 في المائة أو أكثر مما لو سارت بسرعة 65 ميلا (110 كيلومترات) مثلا. واستخدام وسائل الملاحة اللإلكترونية إذا كانت متاحة في السيارة لدى التوجه الى الاماكن الجديدة يوفر الكثير من «الدوران» دون فائدة، وبالتالي من حرق الوقود من دون داع.

ومن الضروري ايضا ألا يقف السائق طويلا في مكانه والمحرك دائر ببطء، في أنتظار الأولاد مثلا أمام مدرستهم لان من شأن ذلك استهلاك الوقود أكثر بكثير من اللجوء الى إطفاء المحرك وتشغيله من جديد.

وعند السير ببطء وسط زحمة خانقة وسط المدينة من المستحسن عدم تشغيل مكيف هواء السيارة، بل فتح النوافذ وفتحات التهوية لكي يظل السائق والركاب مرتاحين داخل السيارة، إذ أن مكيف الهواء يستهلك الكثير من الوقود.

وينصح الاخصائيون السائق بان يحاول تحديد ما يريده من مهمات وأهداف في رحلة واحدة بدلا من القيام برحلات متعددة. ولكن ثمة امور لا يملك تفاديها في سبيل السعي لخفض استهلاك الوقود مثل قيادة السيارة في مواجهة رياح شديدة قد تخفض من عامل الاقتصاد بنسبة تصل الى ستة في المائة. ولدى تسلق الطرقات الجبلية التي تبلغ درجة انحدارها سبعة في المائة يقل عامل الاقتصاد نسبة 25 في المائة، كما أن قيادة السيارة على الطرقات غير المعبدة، أو المغمرة بالثلج تتطلب أيضا استهلاك المزيد من الوقود.

يبقى القول إن خيارات الاطارات العريضة والاكبر نسبيا للسيارة أفضل بكثير من الاطارات الضيقة والاصغر في اقتصاد الوقود لانها أكثر قدرة على التدحرج من نظيرتها، كما أن شكل الاطار ومداسه يلعبان دورا أيضا في ذلك، ولو على نطاق أضيق.