«تعويم» سيارة سمارت يكلف ديملر كرايسلر 1.2 مليار دولار

خطة لقصر الإنتاج على طراز الـ«فور تو» ولصرف 300 عامل إضافي

TT

تراجعت شركة ديملر كرايسلر ـ وهي خامس كبرى شركات انتاج السيارات في العالم ـ عن فكرة التخلي عن سيارة سمارت مفضلة المحافظة على قطاع السيارات الصغيرة الذي تمثله سمارت في الشركة. وقررت إدارة الشركة، بعد دراسة الموقف، عدم التخلص من قطاع سمارت، سواء بالبيع أو المشاركة وتخصيص مبلغ مليار يورو إضافية (1.2 مليار دولار أميركي) لايجاد «حل نهائي» لمشاكل سمارت التي كبدتها خسائر مالية ضخمة على مدى السنتين المنصرمتين. استنادا الى مصادر صحافية ستكون أولى الاجراءات التي تنوي اتخاذها الشركة وقف تصنيع طراز سمارت ذات الاربعة مقاعد والتركيز على إنتاج طرازها الجديد «فور ـ تو» ذات المقعدين. وتقول هذه المصادر ان من المحتمل أن يؤدي توقف الشركة عن انتاج طراز الاربعة مقاعد إلى الاستغناء عن حوالي 300 من العاملين في فرعها المتخصص بانتاج السيارة سمارت في مدينة بويبلنجين، في ألمانيا، القريبة من مدينة شتوتغارت.

وقالت ديملر ـ كرايسلر انه في إطار خطتها لاعادة هيكلة الشركة سيتم دمج فرع سمارت بأكمله مع مجموعة مرسيدس للسيارات التابعة لديملر ـ كرايسلر.

وكان عدد من المستثمرين قد تقدم بعروض لشراء سمارت عبر بنك الاستثمار غولدمان ساكس فيما ابدى عدد آخر من الشركات رغبته في الدخول في مشاريع مشاركة مع ديملر ـ كرايسلر في انتاج هذه السيارة.

وبالمقابل، طالب العديد من المساهمين في الشركة بإجراء مراجعة خاصة لموضوع سمارت خلال اجتماع الجمعية العمومية للشركة المزمع عقده الشهر المقبل، بعد ان بلغت خسائر سمارت العام الماضي، 600 مليون يورو واحتاجت الى 1.1 مليار يورو لاعادة تأهيلها. وقد شملت عملية اعادة التأهيل، آنذاك، وقف انتاج طراز سمارت «رودماستر» الرياضي والتخلي عن تطوير طراز للطرق الوعرية وصرف نحو 700 عامل، والاكتفاء بانتاج طرازي الاربعة مقاعد والمقعدين.

وبموجب خطة اعادة التأهيل الجديدة سوف تتخلى ديملر ـ كرايسلر ايضا عن طراز الاربعة مقاعد الذي تصنعه شركة ميتسوبيشي في هولندا.

وقبل بضعة اسابيع وافقت ديملر على منح رخصة انتاج طراز «رود ماستر» الى كونسورتيوم بريطاني ابدى اهتمامه باعادة انتاج هذه السيارة تحت شعار ماركة «أم جي» البريطانية المعروفة والتي تملكها الآن شركة «نانجينغ» الصينية للسيارات. وترجح دايملر ـ كرايسلر ان تعود مبيعات سمارت الى دائرة الربح بحلول عام 2007 وتحمل مسؤولية خسائرها المتواصلة لآلية شبكة توزيعها وللفشل في التوصل الى تحقيق أرقام التسويق المقدرة لها. وإذا صح اعتماد السوق الاسترالية مؤشرا لمستقبل مبيعات سمارت، يمكن التوقع بان يصبح الاهتمام المتزايد بنظافة البيئة عاملا محفزا لمبيعات سمارت، ففيما تحتد، يوما بعد يوم، حمى المنافسة في مجال تسويق السيارات صديقة البيئة في استراليا تطل سيارة سمارت برأسها، وبقوة، بين سيارتي «بريوس» التي تنتجها شركة تويوتا والعاملة بالوقود والكهرباء، ومنافستها «سيفيك» ذات المحرك الهجين التي تنتجها شركة هوندا. في خضم هذا التنافس على مراعاة البيئة قدمت مرسيدس بنز، من خلال شركة «سمارت» التابعة لها، عرضا لاقى آذانا صاغية في اوساط محبي البيئة في السوق الاسترالية إذ وعدت الشركة عملاءها بتحمل تكاليف تطهير الاجواء من عوادم ثاني أوكسيد الكربون المنبعثة من السيارات التي تبيعها.

وقالت الشركة انها ستتبع وسيلتين لتحقيق هذا الهدف إما من خلال زراعة الاشجار المطلوبة لمعادلة تأثير هذه العوادم أو عبر استثمار أموال كافية في إقامة محطات لتوليد الكهرباء باستخدام طاقة الرياح لمواجهة التغيير في المناخ الذي يحدث بفعل تلك العوادم.

وسيتم تنفيذ هذا التعهد الخاص «بمعادلة الانبعاثات» الناجمة عن عادم السيارات في الاجواء إما عبر مجموعة «غرين فليت»، وهي جماعة ضغط معنية بالدفاع عن البيئة تدير برنامجا لاقامة وتشغيل وحدات التخلص من العادم، أو من خلال مجموعة تتميز بالحيوية والنشاط تطلق على نفسها اسم «المناخ المواتي» وتعنى بتوجيه الاستثمارات اللازمة لبناء محطات توليد الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح في استراليا ونيوزيلندا. وبوسع العملاء اختيار الشكل الذي يجدونه مناسبا أكثر من غيره من بين هذين السبيلين المطروحين أمامهما. تجدر الاشارة الى ان سيارة سمارت كانت وليدة مشروع مشترك بين الرئيس التنفيذي السابق لشركة ديملر، جيغن شرمب، وصانع الساعات السويسرية المعروفة «سواتش».