تقنيات جديدة توفر للسائق مشهدا مصورا للطرق وتربطه معلوماتيا بأحوال المرور والطقس

بعد الرواج السريع الذي لاقته أجهزة الملاحة الإلكترونية

TT

يبدو قطاع السيارات مرشحا لاختبار تطورات تقنية لا نهاية لها، ونادرا ما تنقضي اسابيع معدودة دون ان تعلن إحدى الشركات العالمية عن ابتكار جديد تعمل على تطبيقه في انتاجها الجديد من السيارات. ولا يستبعد العديد من الخبراء حدوث تطور كبير في مجال ربط برامج مكونات السيارات الإلكترونية بشكل يمكن معه توحيد نظام التشغيل للسيارات في المستقبل.

ورغم ان معظم الابتكارات التقنية تتمحور حول تعزيز متطلبات السلامة على الطرقات فان عددا منها يستهدف زيادة عوامل الترفيه فيها، مثل زيادة الاجهزة الترفيهية والملاحية في السيارة الحديثة كالاسطوانات الثابتة المخزن عليها أفلام والتي تنتجها شركته بحيث يمكن للراكب المجاور للسائق مشاهدتها على الشاشة المخصصة لوصف الطريق في لوحة القيادة، فيما تتوخى ابتكارات أخرى تسهيل «تعامل» صاحب السيارة مع مركبته. وفي هذا الاطار جاء احدث ابتكار من قبل شركة هيتاشي اليابانية التي كشفت عن تطوير نظام بديل للمفاتيح العادية لفتح باب السيارة وذلك عبر استخدام الخصائص البيوميترية التي تعتمد على الخصائص البيلوجية للانسان في تحديد مالك أو قائد السيارة ،مثل بصمة الاوردة عن طريق حساس يعمل بالاشعة تحت الحمراء. وتؤكد الشركة اليابانية أن النظام الجديد لفتح أبواب السيارة أفضل من طريقة بصمة الاصبع نظرا لعدم إمكانية تطبيق فتح السيارة في حال كان الاصبع جافا للغاية أو مصابا بجرح ما. وإثباتا لجدوى هذا النظام تذكر الشركة بانه يستخدم في الوقت الحالي في ماكينات صرف النقود لدى كبرى البنوك اليابانية مثل ميسهو وسوموتو ميتسوي.

ويبدو نظام الاجهزة الملاحية مرشحا، بدوره، لنقلة نوعية جذرية بعد ان تبين انها اصبحت الاجهزة الاكثر طلبا من السائق، ففي اوروبا ارتفع بشكل ملحوظ الإقبال على شراء هذه الاجهزة التي ترشد قائد السيارة إلى الطرق بواسطة نظام خرائط ونظام معلومات صوتي متصل بالاقمار الصناعية قادر على حساب المسافات والاتجاهات لغاية بلوغ المحطة النهائية للرحلة.

وفي المانيا ذكر معهد أبحاث السوق في مدينة نورنبرج أن الالمان اشتروا العام الماضي نحو 400 ألف جهاز من الاجهزة الملاحية الارشادية لتركيبها في سياراتهم بزيادة قدرها سبعة أضعاف عن عام 2004 وأرجع الخبراء السبب في ذلك إلى انخفاض سعر الجهاز من 600 يورو إلى 420 يورو فقط وإلى روح العصر التي يسعى فيها المواطن للحصول على كل ما هو جديد ومفيد في عالم التقنية. وأشار تقرير المعهد إلى زيادة إجمالي حجم المبيعات للاجهزة الإلكترونية التي يتم تركيبها في السيارات سواء كاسيت أو راديو أو مشغل اسطوانات أو سماعات وأجهزة ملاحية بنسبة 29 بالمائة إلى 625 مليون يورو منها 200 مليون يورو للاجهزة الملاحية فقط.

هذا الاقبال المتزايد على الاستعانة بجهاز الملاحة الالكتروني دفع شركة فولكسفاغن الالمانية الى التعاون مع شركة غوغل، عملاق الإنترنت، على تطوير نظام ملاحة داخلي في السيارة يحدد الاتجاهات أثناء القيادة باستخدام صور من برنامج (غوغل ايرث).

وتقول الشركة إن البرنامج يقدم عرضا ثلاثي الابعاد يمزج بين خرائط الطريق وصور الاقمار الصناعية التي تحدد المواقع ويستخدم كذلك البيانات المتاحة عبر شبكة الإنترنت مما يوفر للسائق معلومات بشأن الاحوال المرورية والطقس. وأفاد بيان لفولكسفاغن بأن الشركتين تتعاونان مع شركة تصميم الغرافيك الإلكتروني «فيفدا» في إعداد هذا النظام الجديد الذي يتم تطويره في مركز فولكسفاغن للابحاث في كاليفورنيا.

ويعرض النظام الجديد مشهدا مصورا ذا جودة عالية لطريق السائق بدلا من أنظمة الملاحة الحالية التي تعتمد على استخدام الجرافيك. وأضافت الشركة أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن إدخال النظام الجديد في سلسلة إنتاجها من السيارات.

أما شركة بي. إم. دبليو، الالمانية ايضا، فقد اعلنت بدورها عن بدء تشغيل نظام جديد يعرف باسم «كونكتد درايف» يوفر ربطا معلوماتيا أفضل بين السائق والسيارة والبيئة. وقالت بي. إم. دبليو إن نظام «كونكتد درايف» يلعب دور «الراكب الافتراضي» ويربط بين أنظمة السيارة والعالم الخارجي وأوضاع المرور في الشارع. ويستطيع أصحاب السيارات بي. إم. دبليو من الفئة الاولى والثالثة والخامسة والسادسة والسابعة الدخول على شبكة «كونكتد درايف» عبر جهاز توصيل خدمة الإنترنت في السيارة والاطلاع على معلومات عن حركة السير مثل أماكن الازدحام المروري ومواقع ساحات الانتظار. وتنتقل البيانات مباشرة إلى أنظمة الارشاد الملاحي والاتصال الهاتفي في السيارة.

وذكرت بي. إم. دبليو في بيان صحافي إن هذا النظام يهدف في الاساس إلى تحذير السائق بدلا من تولي مسؤولية القيادة بحيث يظل السائق متحكما في السيارة تماما. وتعمل هذه الخدمة في العديد من دول العالم من بينها بريطانيا وإيطاليا واليابان وكندا والولايات المتحدة والامارات العربية المتحدة والكويت وأستراليا شريطة أن تكون السيارة مزودة بنظام ملاحي وهاتف جوال مجهز بخاصية البلوتوث.