في وقت ترتفع فيه اسعار السيارات الكلاسيكية بشكل حاد، تزدهر في المقابل صناعة «تحديث» السيارات القديمة لتلبية طلبات العديد من أصحاب السيارات الذين لا يستطيعون شراء الموديلات الاحدث من المعارض، ويزداد الاتجاه الى «تجديد» الاطارات المستعملة واعادة استخدامها وذلك لاسباب مالية وبيئية ايضا. واللافت ان آخر الطرازات القديمة التي تشهد ارتفاعا مطردا في اسعارها هي الموديلات الاولى من سيارة «فولكسفاغن ترانسبورتر تي 1» أو ما تعرف باسم (هيبي باص)، فقد اصبحت نادرة ألى درجة كبيرة في سوق السيارات الكلاسيكية المزدهرة. وكان الانتاج الالماني من السيارة «تي.1» قد توقف في يونيو (حزيران) عام 1967و لكنه استمر في البرازيل حتى عام 1975. وبموازاة الحرص على المحافظة على السيارات القديمة واعتبارها، مع مر السنين، سيارات كلاسيكية، تزدهر في المانيا صناعة «تحديث» السيارات القديمة بحيث تبدو وكأنها جديدة بالكامل. وقد كان معرض ايسن للسيارات ـ الذي أقيم في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) لغاية السادس من ديسمبر(كانون الاول) الماضي ـ مناسبة لإظهار المستوى الذي بلغته صناعة تحديث السيارات، ففي الوقت الذي لا يستطيع فيه كثيرون من أصحاب السيارات شراء الموديلات الاحدث من المعارض، ولا يرحبون في ان تبدو سيارتهم قديمة عندما تطرح الشركة الصانعة لها موديلا جديدا أو طرازا معدلا منها، تعرض العديد من الشركات الالمانية عدة متكاملة تتيح لصاحب السيارة أن يضفي عليها تعديلات تجعلها تظهر بمظهر سيارة مختلفة بل إن بعض الحلول المعروضة يمكن أن تجعل السيارة تبدو وكأنها جديدة بالكامل، وفي معرض ايسن للسيارات عرضت الكثير من الحلول المتكاملة لتجديد السيارات.
وعلى سبيل المثال عرضت شركة كيرشر عدة متكاملة تتيح جعل سيارة أودي أيه 3 من فئة 8 تظهر بمظهر السيارات من طراز «كيه ستايل» ومن أبرز مكوناتها الشبكة الامامية ذات الإطار الواحد التي تميز أحدث موديلات أودي. وتكلفة تلك العدة تبلغ 1119 يورو (1318 دولارا ).أما شركة رايجر فعرضت نفس الشبكة ولكن من طراز أر إس لوك.وإضافة إلى ذلك قامت شركة رايجر بتصنيع كاسر هواء أمامي «سبويلر» للسيارة أوبل كورسا بي مما يعطيها مظهر سمكة القرش مقابل 319 يورو. كما تعرض نفس الشركة مجموعات من التعديلات المتكاملة للسيارة فولكسفاجن باسات 3 بي تشمل سبويلرز ورفارف جانبية وعجلات.
وتخصصت شركة ميلوتك في سيارات سكودا حيث طرحت تحديثات للسيارة أوكتافيا تتمثل في سبويلر أمامي ضخم وغطاء محرك منفوخ وإضافات في السقف. ولاصحاب سيارات بي إم دبليو القديمة من الفئة الثالثة عرضت شركة ماتنج توليفة التحديث «تيكي ستايل» التي تشمل طلاء معدنيا «ميتاليك» وتصميما جديدا للاجزاء الخلفية والامامية وجنوطا مطلية بالكروم الذهبي. وتتجه معظم شركات تحديث السيارات إلى إرضاء أذواق الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 سنة وهي الفئة العمرية التي تضم العدد الاكبر من أصحاب سيارات الفولكسفاغن غولد ثلاثة والاوبل أسترا.ويمضي عشاق تجديد السيارات وقتا طويلا في تحديث سياراتهم قطعة بعد أخرى. ويمثل تحديث السيارات القديمة نسبة 20 في المائة من إجمالي حجم أعمال تلك الشركات. وبموازاة تحديث السيارات القديمة، تزدهر ايضا صناعة «تلبيس» الاطارات القديمة أو تحديثها واعادة استعمالها.
وعادة يقل سعر الاطار القديم الذي يباع بعد تجديده بنسبة أربعين في المائة عن نظيره الجديد وهو ما يوفر المال لاصحاب الشاحنات وشركات النقل ولكن أصحاب السيارات العادية يمكن أن يلجأوا أيضا لهذا الخيار. فعلى سبيل المثال، إذا اختار مالك سيارة (بي إم دبليو) أو مرسيدس من الفئة «سي» إعادة التجديد بدلا من شراء إطارات جديدة يحقق توفيرا إلى 160 يورو (193 دولار). وتؤكد شركة كونتيننتال للاطارات إن استخدام الاطارات المجددة أمر شائع بين أصحاب الشاحنات حيث أنها تمثل 41 في المائة من حصة سوق الاطارات.
وفي أوروبا يتعين أن تخضع صناعة تجديد الاطارات لقواعد ولوائح صارمة لضمان السلامة. كما يتعين أن يحمل الاطار المجدد حرف (آر) الذي يرمز إلى عبارة «إطار مجدد» بجانب تاريخ عملية التجديد. ويقول الخبراء إن الاطار المجدد بصفة عامة يؤدي وظيفته مثل نظيره الجديد. إلا ان شركة ميشلان للاطارات تعتبر أنه خلافا للاطار الجديد، لا يمكن التكهن بطريقة استخدام الاطار القديم قبل تجديده. ويتعين دائما الحفاظ على نسبة الضغط الصحيحة داخل الاطار، ويجب على السائقين تجنب القيادة فوق الحواجز عند حواف الطرق التي يمكنها إتلاف جوانب الاطارات وحوافها. ويمكن من أجل تحري السلامة أن يجدد السائقون إطاراتهم القديمة لانهم يعرفون كيف كانت تستخدم. بيد أن المعدات التي تستخدم في تجديد الاطارات عالية التقنية. ويجري فحص الاطار وإصلاحه قبل صقله وذلك لازالة قطع المطاط على جدرانه الجانبية والناجمة عن الاصلاحات السابقة.
وتجرى عملية التجديد من خلال عملية تسخين الاطار عند درجة حرارة 160 درجة مئوية.