وسادة هوائية من سيمنز تختصر إلى النصف سرعة انتفاخ الوسادة الهوائية العادية

تقنية جديدة لاستبدال الغاز ببخار الماء في الوسائد

TT

تتعلق حياة سائق السيارة إلى حد كبير، في حالة حصول حادث، على سرعة تعرف أجهزة الاستشعار على الحادث وعلى سرعة انفتاح الوسادة الهوائية. ويمكن للوسادة الهوائية أن تنقذ حياة السائق أو مرافقه إذا أنفتحت بعد جزء أو جزءين من 100 جزء من الثانية بعد وقوع الارتطام.

ولهذا السبب عملت شركة سيمنز الألمانية المعروفة لصناعة الإلكترونيات على تطوير تقنية جديدة تختصر وقت انفتاح الوسادة الهوائية إلى النصف. وأطلقت الشركة على النظام الجديد اسم «جهاز استشعار صوت الاصطدام»، وهو نظام يعتمد على جهاز استشعار بالغ الحساسية للموجات الصوتية المنطلقة عن الأجسام المتصادمة. وهذا يعني أن النظام عبارة عن جهاز انذار مبكر يتعرف على الحوادث من خلال الموجات الصوتية المنطلقة عن جسد السيارة أثناء الارتطام. ويفرق جهاز الاستشعار هذا بين الحوادث الكبيرة التي تتطلب اطلاق الوسادة الهوائية وبين الحوادث البسيطة التي لا تتطلب ذلك مثل المرور على جسم مرتفع أو السير بشكل مباغت على حفرة.

وكانت شركة «مرسيدس بينز» قد زودت الفئة »أس« من سياراتها بنظام للتعرف المبكر على الحوادث قبل وقوعها. والنظام لا علاقة له بانطلاق الوسادة الهوائية، لكنه يشد الحزام على السائق ويدفع المقعد إلى الخلف ويسد النوافذ. وبدوره ا،استكملت فولكسفاغن التجارب على مشروع مماثل وعرضت قبل أيام في »معرض النقل الذكي«، بالتعاون مع جامعة هامبورغ، جهاز استشعار راداري يحس بالتصادم قبل حدوثه بنحو 3 أجزاء من 100 جزء من الثانية. ويعمل النظام الذكي على رفع السيارة جانبيا، خلال هذه الفترة الضئيلة، نحو 10 سنتمترات إلى الأعلى ويحول بالتالي موقع التصادم من الأجزاء الرقيقة إلى الأجزاء الصلبة في السيارة الامر الذي يقلل من خطر انبعاج الأبواب على الركاب ويقلل من خطر التعرض لاصابات قاتلة.

من الناحية البيئية تعمل شركة مرسيدس مع نادي السيارات الألماني على برنامج للتخلي عن الغازات والتفاعلات الكيمياوية في صناعة الوسائد الهوائية.

ويترأس الباحث كارل فريدريش زيغهان مشروع تطوير وسائد هوائية تعمل ببخار الماء. كما يتركز البحث في المشروع حاليا على اسطوانات مصغرة يتطور فيها ضغط الغاز إلى حد السيولة ويتحول السائل فيها إلى غاز حال تماسه مع الهواء.

ويبحث خبراء نادي السيارات الألماني عن طريقة بيئية للتخلص من الغازات والمواد الكيمياوية المستخدمة في الوسائد، إذ تمثل هذه المواد خطرا على البيئة وعلى أرواح العاملين في مكبات السيارات، في حالة انفجارها. وهذه الحوادث تحصل باستمرار في السيارات التي تذهب إلى الخردة من دون أن يكون نظام الوسائد الهوائية فيها قد استخدم.

وطور الباحثون في المانيا اسطوانة صغيرة لحفظ الغاز والمواد الكيمياوية ويمكن فصلها بسهولة عن نظام الوسائد الهوية قبل »دفن« السيارة في المكب.

ومن الناحية الصحية والفيزياوية، أجرى أطباء من نادي السيارات الألماني تجارب على الوسائد الهوائية وتوصلوا إلى أن الصوت الذي ينطلق عنها لا يقل عن صوت اطلاق رصاصة من بندقية. وذكر هوبرت باولوس من نادي السيارات ان السائق لا يسمع هذا الصوت لأنه يسبق صوت التصادم بأجزاء من الثانية، ولأن السائق يكون في حالة صدمة وذهول. ولا يحدث صوت البندقية تأثيرا نفسيا وصحيا على الإنسان إذا اطلق عن بعد نصف متر من رأس الإنسان. ويعمل التقنيون، لهذا السبب، على ابعاد مركز التفاعل الكيمياوي من انطلاق الغاز إلى الوسادة مسافة نصف متر عن رأس السائق في الأقل.

وقد توصل نادي السيارات ومعهد أمن النقل في المانيا إلى هذه النتائج بعد 4 سنوات من تحليل نتائج 700 حادث اصطدام بسيارات تحتوي على نظام الوسائد الهوائية. وظهر أيضا أن جهاز السمع هو أكثر أجهزة الإنسان عرضة للخسارة بعد انطلاق الوسادة الهوائية، إلا أن هذه الأعراض مؤقتة وتزول بعد أيام قليلة. وينظر الباحثون حاليا في عدة مقترحات لتقليل ضجيج انطلاق الغاز في الوسائد الهوائية، ويفكر البعض بكاتم صغير للصوت يشبه كاتم الصوت المستعمل في المسدسات.