تايلاند تدخل بقوة سوق السيارات العالمية بالشاحنات الصغيرة

دول الشرق الأوسط احتلت مرتبة المستورد الثاني عام 2005

TT

بانكوك ـ د ب أ: عندما طرحت شركة فورد الاميركية لصناعة السيارات شاحنتها الصغيرة (بيك أب) الاخيرة من فئة «رانجر» حمولة طن واحد في معرض بانكوك الدولي للسيارات (من مارس (آذار) 24 إلى 2أبريل (نيسان) 2006، كانت تأمل في ألا يقتصر انتشارها على السوق التايلاندية فقط.

ومن المعروف ان «فورد موتوز» تصنع في تايلاند، بالتعاون مع شريكها الياباني مازدا، شاحنات صغيرة حمولة طن واحد منذ عام 1998. لكن هذه الشركة ليست وحدها التي تقوم بصنع هذا النوع من العربات في تايلاند، إذ نقلت كل كبريات شركات صناعة السيارات اليابانية وهي تويوتا وايسوزو وميتسوبيشي إنتاجها من الشاحنات الصغيرة البالغ حمولتها طنا واحدا من اليابان إلى تايلاند خلال العقد الماضي. وستحذو نيسان (آخر الشركات التي لم تنتقل لتايلاند) حذوهم عندما تستهل إنتاج أحدث طرزها من الشاحنات الصغيرة في عام 2007.

والسبب في ذلك بسيط، وهو أن تايلاند ثاني أكبر سوق في العالم للشاحنات الصغيرة، وهي عربات تجارية تصلح للاستخدام في كل الاغراض وتعد أكثر الوسائل شعبية للنقل في المناطق الريفية بالبلاد، كما أنها أقل عربة سعرا عند الشراء في تايلاند، حيث تحظى كعربة تجارية بمعاملة ضريبية تفضيلية. وبالتالي فإن الشاحنات الصغيرة مسؤولة عن نسبة تتجاوز 60 في المائة من كل العربات التي تسيرعلى الطرق التايلاندية. ويقول مارك بيل، رئيس القطاع الهندسي في عمليات فورد هيروشيما: «في أوروبا شروط انبعاث العادم في مستوى المرحلة الرابعة والمحرك الجديد الذي استهللنا إنتاجه هنا (في تايلاند) سيفي بهذا المستوى. وفي الواقع، طورنا هذه الشاحنة الصغيرة للوفاء بهذا المعيار».

لكن السوق الأميركية هي الاكبر فقط من نظيرتها التايلاندية. وفي عام 2005، قالت مصادر الصناعة التايلاندية إن الانتاج الكلي لكل من السوق المحلية وسوق التصدير شهد دفعة قوية إذ فاق أرقام الانتاج في الولايات المتحدة، كما تؤكد مصادر الصناعة التايلاندية.

ويقول فالوب تياسيري، رئيس معهد السيارات التايلاندي، انه «في العام الماضي أنتجنا نحو 820 ألف وحدة من الشاحنات حمولة طن واحد لكل من أسواق التصدير والاسواق المحلية، فيما بلغ حجم السوق الأميركية من عربات الشحن خفيفة الوزن، وهي طن واحد وأقل نحو 800 ألف وحدة». لكنه اعترف بأن السوق الأميركية لكل الشاحنات الصغيرة مختلفة الاحجام ومن بينها شاحنات من حمولة طن ونصف طن ووطنين ونصف طن الاكثر شعبية في الولايات المتحدة ما زالت الاكبر.

ويتوقع معهد السيارات التايلاندي أن يقترب الانتاج المحلي من الشاحنات الصغيرة من رقم المليون هذا العام حيث بيع ما يقدر بنحو 470 ألف وحدة منها، في السوق المحلية، وتم تصدير 500 ألف وحدة. الى الخارج.

وكانت استراليا ونيوزيلندا السوقين الرئيسيتين لصادرات الشاحنات الصغيرة التايلاندية في عام 2005، بعد ان وقعت كل من الدولتين على اتفاقيات تجارة حرة مع تايلاند في العام المذكور.

ومن أصل 111 ألف عربة صدرتها تايلاند إلى الدولتين كان بينها أكثر من 97 ألف شاحنة حمولة طن واحد. وجاءت سوق الشرق الاوسط في المركز الثاني عام 2005 إذ استوردت دول الشرق الاوسط 78 ألف شاحنة صغيرة من تايلاند فيما جاءت أوروبا في المركز الثالث باستيرادها 65 ألف وحدة. ويصدر المصنعون في تايلاند إلى 140 دولة في مختلف أنحاء العالم. ويقول فالوب «إننا نستطيع البيع لكل من الدول المتقدمة والدول النامية».

والاسواق الكبيرة التي لم تغزها الشاحنات التايلاندية الصغيرة حتى الان هي أسواق الصين والولايات المتحدة. وقد يتغير الوضع في المستقبل القريب إذا ما تحسن توزيع الدخل في الصين خاصة في القطاع الزراعي وإذا ما وقعت الولايات المتحدة اتفاق تجارة حرة مع تايلاند، فالمزارعون الاميركيون لا يستطيعون شراء الشاحنات التايلاندية الخاضعة لرسوم استيراد نسبتها 25 في المائة في السوق الأميركية. كما أن السوق الأميركية تفضل المحركات التي تعمل بالبنزين فيما تستخدم محركات الشاحنات التايلاندية الديزل.