جنرال موتورز تعود إلى الربحية في الربع الأول من 2006

تويوتا تخطط لإقالتها من موقع «المنتج الأول» في2010

TT

لم تخف الموديلات البراقة للسيارات الجديدة التي عرضت في معارض جنيف ونيويورك هذا العام ان صناعة السيارات تعيش اوقاتا حرجة تزيد من دقتها المنافسة المستعرة بين الشركات الاميركية واليابانية والاوروبية.

شركتا جنرال موتورز، المنتج الاكبر في العالم، وفورد، المنتج الثالث، اعلنتا هذا العام عن تسجيل خسائر بلغ مجموعها 7.2 مليار دولار في السوق الاميركية الشمالية وعن اقفال 30 من مصانعهما وعن تسريح، كل منهما، 30 ألف موظف وعامل.

ولكن الربع الاول من العام الحالي خبأ مفاجأة سارة لشركة جنرال موتورز، اذ سجلت مبيعاتها في الاشهر الثلاثة الاولى من عام 2006 مبيعا اكثر من 2.2 مليون سيارة في مختلف اسواق العالم، وبذلك تكون الشركة الاميركية حققت زيادة في المبيعات نسبتها 4.4 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضي فيما ارتفع حجم المبيعات خارج قارة أميركا الشمالية بنسبة 15.9 بالمائة، حسب ما اعلنت مصادرها في ديترويت.

وكانت جنرال موتورز قد أعلنت أنها سجلت خسارة مقدارها 323 مليون دولار في الربع الاول من العام الحالي ولكن هذه الخسارة جاءت أقل مما كانت تتوقعه، الامر الذي أدى إلى ارتفاع أسهم الشركة في تعاملات بورصة نيويورك. وقد اعتبر المراقبون هذا الارتفاع في سعر سهم جنرال موتورز مؤشرا على أن أكبر صانع للسيارات في العالم بدأ يتجه إلى تحقيق نتائج جيدة بعد الاعلان عن خسارة قدرها 10.6 مليار دولار في عام 2005 الماضي.

ورغم أن الاشهر الثلاثة الاولى من العام الحالي هي الربع السادس على التوالي الذي تمنى فيه الشركة بخسارة إلا أن كون هذه الخسارة أقل بكثير من تلك التي تكبدتها عام 2004 (والتي بلغت 1.25 مليار دولار) وكونها جاءت أقل مما كان يتوقعه المحللون، حمل العديد منهم على اعتبار ان عهد الخسائر بدأ بالزوال. وفي غضون ذلك اعلنت منافسة جنرال موتورز على موقع المنتج العالمي الاول للسيارات، شركة تويوتا اليابانية، انها تعتزم استثمار 1.4 تريليون ين (11.95 مليار دولار) خلال العام المالي 2006 (الذي بدأ مع مطلع إبريل/ نيسان الماضي). واستنادا الى رواية صحيفة «نيهون كيزاي شيمبيون» اليابانية سيكون العام الحالي ثالث عام على التوالي يتجاوز فيه انفاق تويوتا الاستثماري مستوى التريليون ين.

وسوف تضخ تويوتا استثمارات جديدة في مشروعاتها خارج اليابان لتلبية الطلب العالمي المتزايد على السيارات اليابانية المقتصدة في استهلاك الوقود، في ظل استمرار ارتفاع أسعار النفط، وتتوقع، خلال العام الحالي، ان تتبوأ المركز الاول كأكبر منتج للسيارات في العالم على حساب منافستها الأميركية جنرال موتورز، وذلك مع بدء تشغيلها لمصنعها الجديد في ولاية تكساس الأميركية والذي وظفت فيه 850 مليون دولار. وفي وقت لاحق ذكرت تقارير صحافية أن شركة «تويوتا موتور كورب» اليابانية، ثاني أكبر منتج للسيارات في العالم، تسعى إلى رفع مبيعاتها السنوية إلى 10 ملايين سيارة بحلول 2010 أي بزيادة قدرها ثلاثة ملايين سيارة عن مبيعاتها العام الماضي.

وذكرت صحيفة «نيهون كيزاي شيمبيون» اليابانية أنه من المتوقع زيادة مبيعات تويوتا في آسيا إلى الضعف وفي أميركا الشمالية بنسبة 35 في المائة عن العام الماضي. وإذا نجحت تويوتا في تحقيق هذا الهدف فستتقدم إلى المركز الاول على مستوى العالم من حيث المبيعات على حساب جنرال موتورز الأميركية، كما ستكون أول شركة سيارات في العالم تبيع 10 ملايين سيارة سنويا.

ومن المتوقع أن تبيع تويوتا 90 في المائة من سياراتها في الاسواق الخارجية في حين تتوقع زيادة مبيعاتها المحلية بنسبة سبعة في المائة.

كانت تويوتا قد باعت خلال العام الماضي 7.3 مليون سيارة بزيادة نسبتها 8 في المائة عن 2004. وترتفع مبيعات مجموعة تويوتا عند إضافة مبيعات الشركات التابعة لها مثل دايهاتسو موتور وهينو موتورز إلى 8.1 مليون سيارة مقابل مبيعات مجموعة جنرال موتورز التي بلغت 9.2 مليون سيارة.

وعلى صعيد الشركة الاميركية الثانية (والثالثة في العالم)، فورد موتور كورب، لا تزال متطلبات اعادة هيكلة الشركة تنعكس سلبا على موازنتها، فقد سجلت خسارة مقدارها 1.2 مليار دولار في الربع الاول من العام الحالي بسبب تكاليف إعادة الهيكلة التي بلغت حوالي 1.7 مليار دولار. وتعد هذه الخسارة الاكبر من نوعها منذ أن منيت الشركة بخسارة بلغت خمسة مليارات دولار في الربع الاخير من عام 2001 والتي نجمت عن عملية إعادة هيكلة سابق، علما بان فورد حققت العام الماضي دخلا بلغ 1.2 مليار دولار في الربع الاول منه.

وفي إطار خطتها لاعادة الهيكلة، التي أعلنتها في مطلع هذا العام، قالت فورد إنها ستغلق 14 مصنعا في أميركا الشمالية قبل عام 2012 مما سيؤدي إلى الاستغناء عن حوالي 30 ألف وظيفة.

وبموجب خطة إعادة الهيكلة تتوقع فورد ان تضع حدا لتراجع نتائجها في موعد أقصاه عام 2008.