جنرال موتورز تمضي قدما في برنامجها لإعادة الهيكلة رغم كلفته الباهظة

إنتاج منافستها على موقع المنتج العالمي الأول للسيارات يرتفع بنسبة 7.8%

TT

أعلنت شركة جنرال موتورز الأميركية أكبر منتج سيارات في العالم، الاسبوع الماضي، تسجيل خسائر خلال الربع الثاني من العام الحالي قدرها 3.2 مليار دولار ناجمة في معظمها عن التكاليف الباهظة لبرنامج إعادة هيكلة الشركة بما في ذلك برنامج التقاعد المبكر للعمال.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للانباء الاقتصادية أنه في حالة استبعاد كلفة إعادة الهيكلة تكون الشركة قد حققت أرباح تشغيل مقدارها 1.2 مليار دولار وهو ما يتجاوز توقعات المحللين ويزيد عن ضعف أرباح التشغيل خلال الربع الاول من العام الحالي والتي كانت 440 مليون دولار.

ورغم الخسارة الكبيرة التي تكبدتها جنرال موتورز نتيجة اضطرارها لدفع تعويضات كبيرة لعشرات الالاف من العمال الذين اختاروا ترك العمل وفق نظام التقاعد المبكر للشركة فإن ريك واغونر، رئيس جنرال موتورز، اعتبر ذلك «نبأ سارا» لانه يعني الاستغناء عن عدد كبير من العمال كانت الشركة ترغب فعلا بالاستغناء عنهم في إطار استراتيجيتها لخفض حجم العمالة من أجل العودة بالشركة إلى تحقيق أرباح.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للانباء أن نجاح خطة خفض العمالة يعني خفض نفقات جنرال موتورز بمقدار ثمانية مليارات دولار بنهاية العام الحالي وليس سبعة مليارات دولار كما كانت تتوقع.

وتعاني جنرال موتورز من خسائر متواصلة منذ أكثر من عامين بسبب المنافسة الحادة من جانب شركات السيارات الاوروبية والاسيوية، وبخاصة اليابانية، سواء داخل السوق الأميركية أو خارجها.

ورغم نجاح جنرال موتورز في الحفاظ على مكانتها كأكبر منتج للسيارات في العالم حتى الان تشير تقديرات صناعة السيارات إلى أن تويوتا موتور كورب اليابانية، قد تتمكن من إزاحتها عن هذا الموقع خلال السنوات القليلة المقبلة. وقد ذكرت تويوتا موتور ـ أكبر الشركات اليابانية لصناعة السيارات ـ أن إنتاجها على مستوى العالم ارتفع بنسبة 7.8 بالمائة ليصل إلى 708598 سيارة في يونيو (حزيران) الماضي. وقالت الشركة إن إنتاجها في مصانعها خارج اليابان ارتفع بنسبة 4.5 بالمائة ليصل إلى 341169 سيارة فيما ارتفع الانتاج المحلي بنسبة 10.2 بالمائة ليصل إلى 367429 سيارة.

لكن مبيعات تويوتا المحلية في شهر يونيو انخفضت بنسبة 2.7 بالمائة إلى 144632 سيارة مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.

وأعلنت الشركة ارتفاع صادراتها في الشهر المذكور بنسبة 16.8 بالمائة لتصل إلى 2201976 سيارة.

وارتفع إنتاج تويوتا العالمي في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يونيو من العام الحالي بنسبة 10.3 بالمائة ليصل إلى 4074104 سيارات، كما ارتفع الانتاج المحلي بنسبة 8.1 بالمائة ليصل إلى 2109730 سيارة فيما ارتفع الانتاج في الخارج بنسبة 12.9 بالمائة ليصل إلى 1964374 سيارة خلال الأشهر الستة الماضية. كذلك ارتفع حجم الانتاج العالمي المشترك لشركتي داهاتسو موتور وهينو موتورز بنسبة ثمانية بالمائة ليصل إلى 792947 سيارة في شهر يونيو الماضي. وارتفع معدل المبيعات المحلية في نفس الفترة بنسبة 0.5 بالمائة ليصل إلى 917217 سيارة فيما ارتفعت الصادرات بنسبة 18.6 بالمائة لتصل إلى 1207020 سيارة.

وارتفع حجم الانتاج العالمي المشترك خلال النصف الاول من العام الحالي لشركة تويوتا والمجوعتين السابقتين بنسبة 9.4 بالمائة ليصل إلى 4522002 سيارة.

وبالمقابل بلغت خسائر جنرال موتورز بنهاية العام الماضي 10 مليارات دولار قبل أن تنجح في العودة إلى تحقيق أرباح تشغيل خلال الربع الاول من العام الماضي.

وقد بلغت حصة جنرال موتورز من سوق السيارات الأميركية 24.3 بالمائة خلال الاشهر الستة الاولى من العام الحالي وهي الحصة الادنى لها منذ 1925.

تسجل هذه التطورات في وقت تعمل فيه جنرال موتورز ونيسان موتورز اليابانية ورينو الفرنسية على تحقيق مشروع تحالف ثلاثي بعد أن فوضت مجالس إدارات شركات تصنيع السيارات الثلاث رئيس مجلس إدارة شركة جنرال موتورز، ريتشارد واغونر، وكارلوس غصن، رئيس مجلس إدارة شركة رينو ونيسان، البدء في تحقيق هذا التحالف بين الشركات الثلاث.

ومن المنتظر أن يكون هذا التحالف الاهم من نوعه في صناعة السيارات العالمية منذ 1998 عندما اندمجت ديملر بنز الالمانية مع كرايسلر الأميركية لتشكل شركة ديملر كرايسلر.

وكانت مجموعة نيسان موتور اليابانية للسيارات قد أعلنت، في مطلع الشهر الحالي، أن شركة ترانسيدا كورب ـ أحد المساهمين الرئيسيين في جنرال موتورز كورب الأميركية ـ طلبت من تحالف السيارات الياباني الفرنسي نيسان ـ رينو، دراسة الدخول في تحالف مع جنرال موتورز.

والجدير بالذكر أن نيسان هي ثاني أكبر منتج سيارات في اليابان وانها ترتبط بعلاقة تحالف مع رينو من خلال صفقة تبادل أسهم أجرتها عام 1999. وقد أصدرت الشركتان، قبل اسبوعين، بيانا أعلنتا فيه أن التحالف بينهما هو «شراكة مفتوحة» ولا يقتصر فقط على الشركتين في إشارة إلى استعدادهما لانضمام شركات سيارات أخرى إليهما.

في الوقت نفسه أعلن الشريك الياباني في التحالف المقترح، نيسان موتورز، الاسبوع الماضي، عن تراجع أرباحه خلال الربع الاول من العام المالي الحالي حتى 30 يونيو الماضي بنسبة 26 بالمائة وتراجع مبيعاته في السوق الأميركية بنسبة 11 بالمائة.

غير ان جنرال موتورز تراهن على التحاف المقترح مع نيسان ورينو للحد من نفقاتها سواء نفقات الابحاث والتطوير أو نفقات الانتاج، إذ يعتزم رئيس جنرال موتورز خفض إنتاج الشركة بمقدار مليون سيارة سنويا وإغلاق 12 مصنعا في أميركا الشمالية بحلول العام 2008.