شركات ألمانية تتخصص بإعادة تصنيع السيارات «حسب الطلب» وطراز مرسيدس «باغودا» أكثر الطرازات المطلوب تحديثها

مع ارتفاع عدد الراغبين بإضفاء «لمسات خاصة» على سياراتهم

TT

يشتهر الالمان بحبهم التقليدي لسياراتهم غير أنهم أصبحوا الآن من أكثر الشعوب حماسا لاضفاء لمسات خاصة على سياراتهم لتصبح فريدة في نوعها.

وتوفر شركات السيارات الالمانية مجموعة واسعة من الكماليات التي يمكن اختيارها في أي سيارة جديدة مثل ألوان الطلاء المتميزة والحواجز الهوائية وكابينة الركاب المكسوة بالجلد. وفي ظل تشابه تصميمات السيارات الحديثة، حتى أصبح من الصعب تمييزها عن بعضها، صار كثير من سائقي السيارات في ألمانيا يرفضون امتلاك تلك السيارات ويرغبون بقيادة سيارات فريدة في شكلها.

ولجأت كثير من شركات السيارات في ألمانيا إلى إقامة إدارات لتصنيع السيارات حسب الطلب. وقال نك مارجيت الذي يعمل في معهد «جاتو دايناميكس» لابحاث سوق السيارات في مدينة ليمبورغ «يمكنك الآن أن تطلب سيارة مرسيدس قرمزية اللون ومكسوة من الداخل بجلد التمساح». ويبدو أن سوق السيارات التي تصنع حسب الطلب يشهد نموا.

ويقول بول ماسويني من شركة بينتلي موتورز للسيارات ببلدة كروو بوسط إنجلترا «هذا التوجه يظهر بوضوح. وتعتبر السيارة بينتلي «آرناج» مثالا واضحا للسيارات التي تجرى عليها تعديلات» مضيفا «قبل خمسة أعوام كان أقل من نصف السيارات التي تغادر المصنع يجرى تصنيعها حسب الطلب.. أما الآن فهذه النسبة تبلغ 90 بالمائة».

واعتاد العاملون في شركة «بي. إم. دبليو» في ميونخ الاستجابة لطلبات العملاء. وقال فرايدبرت هولز «من المعتاد أن يرغب الزبائن في شيء مختلف، ولديهم القدرة على دفع ثمن التغيير» ويرأس هولز الادارة المعنية بتصنيع السيارات وفقا لرغبات الزبائن التي أقيمت قبل 15 عاما.

ومن الطلبات الشائعة أن يطلب الزبائن طلاء سياراتهم بألوان غير معتادة. ويقول هولز «هناك زبائن يقولون ان زوجتي لديها قميص أحمر غامق وإنني أرغب بسيارة بنفس اللون.. وأحيانا يحملون معهم الجلد الخاص بهم ويطلبون استخدامه في تغطية المقاعد».

وبموازاة هذه الصناعة تخصصت مجموعة من الشركات في تهيئة السيارات الكلاسيكية التي يصر العديد من ملاكها على الاحتفاظ بها مهما تقادم عهدها، بكل العناصر التي يعتبرها سائقو السيارات الحديثة ضرورية مثل المكابح التي تحمى العجلات من أن تلتصق بالارض وعجلة القيادة المساعدة (باورستيرنغ) إلى جانب الاكياس الهوائية التي اصبحت نمطية في السيارات الحديثة.

ويبدو ان من يتولوا هذه المهمة من الخبراء التقنيين لا يعيدوا السيارة الى حالتها الاصلية فحسب، بل يزودوها بميزات تساعد مالكها على التمتع بعالمين: عالم السيارة الكلاسيكية بتصميمها الفريد والكروم المستخدم بكثرة في موديلها إضافة إلى الخشب والجلد المستخدمين في وضع اللمسات النهائية لها، مع متطلبات السلامة المتطورة في السيارات الحديثة.

وفي هذا السياق تخصصت شركة «ميكاترونيك» في بلدة بليدلزهايم جنوب غربي ألمانيا في تحديث هيكل سيارة المرسيدس 250 و280 «إس إل» التي تعود إلى ستينات القرن الماضي بحيث اصبحت هذه السيارة المزودة بمحرك 6 «فالف» تتلاءم مع معايير «يورو 3» للانبعاثات الحرارية مع حقن مباشر للوقود بقوة 164 كيلوواط/224 حصانا، ومع ناقل حركة آلي جديد وهيكل جديد ومكابح أفضل يتم توفيرها حسب الطلب. ويباع هذا النموذج المجدد من طراز «باغودا» بحوالي 120 ألف يورو (157 ألف دولار).

مع ذلك هناك تعديلات على التعديلات، إذ تخضع هذه السيارات لفحض تجريه منظمات متخصصة لاختبار مدى صلاحية السيارة على الطريق.

وفي ألمانيا حيث يعقد لهيئة الاختبار التقني بالمسؤولية، فإن السيارة تظل تعرف بأنها كلاسيكية إذا كانت اقتصرت التعديلات على المحرك والفرامل ومكونات الايقاف المؤقت.

وقال بيرت كورموربا من هيئة الاختبار التقني في بلدة هانوفر (شمال ألمانيا) إن السيارات تسجل باعتبارها سيارات أصلية فقط إذا كان العمل في الهيكل أصليا فتعرف عندئذ كسيارة جديدة يتوجب تسجيلها بهذه الصفة. وبالاضافة إلى طراز «باجودا»، فإن المتخصصين في شركة «ميكاترونيك» يستعيدون أيضا المرسيدس دبليو 111 و 300 اس. إل اللتين ترجعان إلى خمسينات القرن الماضي، حيث يضيفون إليها التكنولوجيا الحديثة المتطورة.