تويوتا تتكئ على فورد لتسريع مسيرتها نحو موقع «المنتج العالمي الأول» للسيارات

«أوريس» أحدث أسلحتها على ساحة المنافسة مع جنرال موتورز

TT

قررت شركة «تويوتا» اليابانية العملاقة للسيارات، بعد عرض سيارتها الجديدة «أوريس» في معرض بولونيا للسيارات طرح هذه السيارة في الاسواق الاوروبية بحلول مارس (آذار) المقبل مع توفير أربع نسخ منها مزودة بمحركين للديزل ومحركين للبنزين بقوة تتراوح بين 71 كيلووات/79 حصاناً و130 كيلووات/177 حصاناً.

وهذه السيارة التي ستنتجها الشركة لتحل محل سيارتها المعروفة «كورولا» تتصدر نسخها الجديدة السيارة «2.2 دي ـ 4 دي ـ كات» التي تعمل بمحرك ديزل والتي تصل سرعتها إلى 215 كيلومترا في الساعة ويبلغ معدل استهلاك الوقود فيها إلى 6.2 لتر لكل 100 كيلومتر.

وزودت سيارة «أوريس» بابتكار جديد تماما وهو وسائد هوائية جانبية لحماية ركب السائق، فضلا عن المواصفات القياسية الاخرى بالسيارة مثل نظام المكابح المانعة للانغلاق (ايه. بي. اس) والتوزيع اليكتروني للمكابح ونظام التحكم في ثبات السيارة (في. إس. سي).

وقد حرصت تويوتا على صنع سيارة أوريس على هيكل جديد تماما، إذ يصل طول قاعدة العجل إلى 2.60 متر وطول هيكلها إلى 4.22 متر.

ورغم أن أوريس ستحل محل كورولا، إلا أن تويوتا تعتزم طرح سيارة سيدان في وقت لاحق العام المقبل تحت اسم كورولا الا انها ستشتمل على نفس التقنيات الفنية في السيارة أوريس.

طرح تويوتا اليابانية، ثاني أكبر منتج سيارات في العالم اليوم، لطراز «أوريس» الجديد يأتي في وقت تستعر فيها المنافسة بينها وبين جنرال موتورز الاميركية على الموقع الاول في قائمة منتجي السيارات في العالم، فقد أظهرت بيانات الانتاج التي أعلنتها تويوتا أنها تواصل زحفها الهادف الى احتلال موقع الصدارة في سوق السيارات العالمية في مواجهة منافستها، جنرال موتورز، خلال العام الحالي.

تتطلع تويوتا إلى تحقيق مبيعات سنوية تصل الى 9.34 مليون سيارة العام المقبل بزيادة نسبتها 6 في المائة عن العام الماضي.

يبلغ الانتاج المتوقع لمجموعة تويوتا ـ التي تضم أيضا هينو موتورز ودايهاتسو موتور ـ خلال العام الحالي 8.8 مليون سيارة، بزيادة نسبتها 8 في المائة عن العام 2005. وتتوقع تويوتا وصول إنتاجها العام المقبل إلى 9.42 مليون سيارة، بزيادة نسبتها 4 في المائة عن 2006.

وفي اطار هذا التوسع في الانتاج والتسويق كشفت تويوتا أن فرعها في المانيا سوف يوسع، لتضاف اليه نحو 1000 فرصة عمل جديدة في القطاع التجاري حتى عام 2010. وقالت الشركة ان قرار زيادة عدد موظفي فرع تويوتا في ألمانيا يعود إلى حالة الرواج التي تمر بها الشركة الام في اليابان التي تشهد زيادة مستمرة في مبيعاتها إضافة إلى سياسة الشركة في تحقيق معدلات أعلى من المبيعات خلال الاعوام المقبلة. واضافت الشركة انه من المنتظر أيضا زيادة عدد العاملين في فرع تويوتا الالماني المتخصص في سيارات السباق الرياضية.

وبالمقابل يقول محللون: إن جهود إعادة الهيكلة التي تقوم بها جنرال موتورز حاليا سوف تجعل من الصعب عليها زيادة مبيعاتها عامي 2006 و2007 بصورة ملموسة. وكانت جنرال موتورز قد باعت العام الماضي 9.17 مليون سيارة بزيادة قدرها مليون سيارة تقريبا عن تويوتا موتور. الا ان مبيعات جنرال موتورز تراجعت خلال النصف الاول من العام الماضي بنسبة 2.3 في المائة نتيجة اتجاه السوق الاميركية نحو السيارات اليابانية ذات الكفاءة الاعلى في استهلاك الوقود.

غير ان تطورا جديد طرأ على علاقة تويوتا اليابانية بفورد الاميركية ـ ثاني أكبر منتج سيارات في العالم ـ يوحي بأن تويوتا قد تنقل ساحة تنافسها مع جنرال موتورز الى الولايات المتحدة نفسها، ففي أواخر العام الماضي أجرى كبار مسؤولي فورد مباحثات مع نظرائهم في تويوتا بهدف توثيق التعاون بين الشركتين على صعيد تطويرالتكنولوجيا الحديثة والتعاون، خصوصا في مجال تطوير تكنولوجيا صديقة للبيئة مثل المحركات الهجين التي تعمل بالكهرباء والوقود ـ والتي تحتل فيها تويوتا موقعا رياديا ـ والمحركات التي تعمل بالهيدروجين غير الملوثة للبيئة ،إلى جانب وسائل زيادة كفاءة التشغيل في مصانع فورد.

وفي الوقت نفسه تواجه «فورد موتور» أسوأ أزمة في تاريخها في ظل استمرار نزيف الخسائر التي بلغت خلال الربع الثالث من العام الماضي 5.8 مليار دولار في وقت تنفذ فيه خطة إعادة هيكلة تتضمن إغلاق 16 مصنعا والاستغناء عن 38 ألف عامل لمواجهة التراجع في المبيعات. جاءت اللقاءات بين مسؤولي تويوتا وفورد (في أواخرالعام الماضي) بعد شهور قليلة من بدء محادثات بين جنرال موتورز ونيسان موتور اليابانية ورينو الفرنسية بشأن تحالف ثلاثي محتمل وهي محادثات انتهت بالفشل. لذلك استبعد محللون أن تكون تويوتا وفورد قد ناقشتا تعاونا مكثفا يقترب من التحالف. ولكن توقيت المحادثات في وقت تقترب فيه تويوتا بقوة من احتلال قمة قائمة شركات السيارات في العالم ـ متجاوزة جنرال موتورز الامريكية ـ أوحى بأن الشركتين قد «تتكآن» على بعضهما البعض لتحقيق هدف عزيز على كل منهما: ـ أولا، بالنسبة الى فورد خفض الانفاق على التطوير التكنولوجي وبالتالي تسريع عودتها الى دائرة الربحية. وبالفعل فإنه من السهل القول إن أي تعاون بين فورد وتويوتا سوف يخدم فورد في ضوء زيادة مبيعات تويوتا في السوق الامريكية نفسها بنسبة 12.5 في المائة خلال 11 شهرا الاولى من العام الماضي.

ـ ثانيا، بالنسبة الى تويوتا، تذليل العقبات السياسية والتجارية التي يمكن أن تتعرض لها عملياتها في الولايات المتحدة إذا ما نجحت في تجاوز جنرال موتورز وقفزت إلى صدارة شركات السيارات في السوق العالمية.

والمعروف أن جنرال موتورز تحتفظ بلقب أكبر منتج سيارات في العالم منذ العام 931 الامر الذي يجعل الكثيرين من الاميركيين يعتبرونه حقا مكتسبا لا يمكن التفريط فيه بسهولة.