سيارة ميني تتخلى عن هويتها الأصلية.. ولا تتنازل عن طلتها التقليدية المميزة

بريطانية الهوى.. ألمانية الطابع وأوروبية الانتماء

TT

تبين من الأرقام التي اذيعت خلال معرض ديترويت الدولي للسيارات، الذي أغلق ابوابه قبل اسبوعين، ان سيارات «ميني»، التي تنتجها شركة «بي إم دبليو» في بريطانيا، من اكثر السيارات الاوروبية مبيعا في الولايات المتحدة، بل ان مبيعاتها في السوق الاميركية تبز بمراحل ما يباع منها في اسواق العالم الاخرى.. لكنها توازي مبيعاتها في اوروبا، موطنها الاصلي. ويتفق المحللون على ان سبب الاقبال على سيارة «ميني» يعود، بالدرجة الاولى، إلى تميزها باناقة خاصة بها، رغم حجمها الصغير كما يدل عليه اسمها، ولكونها متقنة الصنع بحيث يمكن مقارنتها، لولا فارق الحجم، بسيارات صانعتها شركة «بي إم دبليو» الاكبر والافخم، لجهة جودتها ومتانتها.

والملاحظ ان سيارة «ميني» الجديدة لم تتغير كثيرا عن سابقاتها على صعيد الشكل باستثاء ان طولها ازداد، في مقدمتها، بنحو 38 ملليمترا، وفي مؤخرتها بـ 20 ملليمترا، فيما ارتفع خصرها 20 ملليمترا، وغطاء محركها 60 ملليمترا أي انها «انتفخت» قليلا.

وقد تعود هذه التغييرات الطفيفة في الشكل إلى متطلبات قوانين السير بالنسبة للمشاة، خاصة احتمال تعرضهم لحوادث صدم من السيارات المسرعة، بحيث يكون من «الاسلم» ان يقع المصاب على غطاء محرك السيارة عوض ان تتهشم ساقاه او جذعه.

ويعود الفضل في هذه التعديلات التي غيرت بعض الشيء من حجم الـ «ميني»، الى رئيس فريق مصمميها، هيلدبراند، الذي استطاع التوفيق بين متطلبات انظمة السلامة الجديدة، والحفاظ على المظهر التقليدي لسيارة «ميني»، الامر الذي لم يستطع ان يحققه بعض شركات السيارات الاخرى، وفشلوا في مسعاهم للحفاظ على النسب الصحيحة، فأصبحت سياراتهم أكثر طولا، لكن بمقدمات قبيحة، في سعيها لان تصمد امام اختبارات الحوادث والاصطدام.

وكان مهندسو الشركة قد طالبوا في البداية باطالة مقدمة الميني الجديدة بمقدار 100 ملليمتر اضافية، لكن هيلدبراند رفض ذلك وطالبهم بحل آخر. وهذا ما فعله المهندسون عندما استغلوا الاساليب الهندسية الذكية التي تتحكم بمسارات الطاقة عن طريق التلاعب بالتركيب الهيكلي، مما جعل «الميني» الجديدة ملتزمة بالاجراءات الجديدة، ومحافظة في الوقت ذاته على هويتها الاصلية. المهم ان سيارة الـ «ميني» أصبحت اقل استحقاقا من ذي قبل لتسمية «الميني» بعد «انتفاخها» قليلا، وتغيرت ملامحها الخارجية بعض الشيء عن طرازات عام 2001، حين كان مظهرها بريطاني الطابع على اعتبار انها بريطانية الاصل والمنشأ قبل ان تنتقل ملكيتها الى الالمان، رغم استمرار تصنيعها في بريطانيا حتى اليوم. وبعبارة اخرى باتت الـ «ميني» اليوم أكثر قربا لـ «بي إم دبليو»، مما كانت عليه في السابق، وقد تفيدها هذه القربى على صعيد التسويق نظرا لما تتمتع به الشركة الالمانية من شعبية في الاسواق العالمية.

وتتميز «ميني» الجديدة بالكثير من الكروم اللماع الذي يزين جسمها، وبعدادات للسرعة رياضية الطابع، وعجلات مميزة وهيكل متين انيق الخطوط والقسمات. ورغم «تضخم» حجمها بشكل طفيف مقارنة بـ «ميني» السابقة ـ الامر الذي اتاح مساحة اكبر للمقعدين الخلفيين، ولو على حساب صندوق الامتعة الخلفي ـ فإن ادخال معدن الالمنيوم في تركيبتها بأكبر كمية ممكنة جعلها اخف وزنا من سابقاتها.

وستستخدم «الميني» الجديدة المحرك القديم سعة 1.4 ليتر، لكنها ابتداء من أواخر الشهر الحالي، سوف تستخدم محركا جديدا بالسعة ذاتها مع خيار محرك ديزل سعة 1.6 انتجته شركة «بيجو» لاستخدامه في سيارتها من طراز 207.

وحاليا، تطور الشركتان («بي إم دبليو» و«بيجو»)، محركا جديدا سعته 1.6 لتر بحقن مباشر لاستخدامه في سيارة «ميني كوبر» الاكثر قوة، وفي «بيجو 207» ايضا، بقوة 120 حصانا مكبحيا بدلا من المحرك القديم بقوة 115 حصانا. وبالنسبة الى طراز «كوبر اس» فسيجري تعزيز محركها بالحقن المباشر والشحن التوربيني ليولد 175 حصانا من القوة بدلا من المحرك القديم بقوة 170 حصانا المشحون اليا (سوبر شارجر)، الذي كان قويا وسريع الاستجابة، لكنه متعطش للوقود.

لكن ما هي السيارات المنافسة لها من الفئة ذاتها؟..

هناك «رينو كليو 197» التي كانت حتى وقت قريب المنافس الوحيد لها، الى ان ظهرت «بيجو 207 جي تي آي» و«فوكسهول كورسا في إكس آر»، الا انه ينبغي تشغيل المحرك بأقصى قوته للتغلب على وزن الـ «كليو» العالي نسبيا.

وهناك ايضا «بيجو 207 جي تي آي»، التي تستخدم محرك «ميني كوبر إس» الحالي المشحون توربينيا بقوة 150 حصانا، الذي سيستبدل في أواخر هذا الشهر بمحرك قوة 175 حصانا، المشار اليه سابقا، والذي سيدفع «ميني كوبر اس» ايضا.

وأخيرا من السيارات المنافسة لـ «ميني كوبر» التي لا بد من ذكرها، «فورد فياستا إس تي»، وهي ارخص السيارات الثلاث المذكورة سعرا، واقلها تعقيدا، وتتميز بأنها جيدة القيادة، لكن محركها سعة الليترين «خشن» نوعا ما وتنقصه تلك الوثبة السريعة التي تميز عادة السيارات العالية الاداء.

وينتظر عشاق «الميني» الكثر في بريطانيا واوروبا ظهور «ميني» الجديدة في أواخر هذا الشهر، ليتأكدوا من ان العمليات التجميلية التي خضعت لها لم تنل كثيرا من طلتها التقليدية وتصميمها المميز.