رينو تتحدى هيمنة بيجو على سوق السيارات الإيرانية

مشروع مشترك لإنتاج 300 ألف سيارة خلال 3 سنوات

TT

بعد غياب دام عشرين سنة، عادت شركة رينو الفرنسية للسيارات الى ايران، لتتحدى هيمنة منافستها الفرنسية بيجو على هذه السوق الواعدة، متجاوزة كل التلويحات السياسية باحتمال فرض حظر اقتصادي على ايران بسبب برنامجها النووي.

سلاح رينو الاساسي في اقتحام السوق الايرانية، هو طرازها المعروف باسم «توندار 90»، وهو نسخة عن سيارتها المعروفة «لوغان»، منتجة محليا بنسبة 60 في المائة بمساهمة شركتي السيارات الايرانيتين خودرو وسايبا. وكانت رينو قد دشنت اول انتاج لهذا الطراز في معملها في رومانيا.

«توندار 90» سوف تبدأ بالنزول الى السوق الايرانية في يونيو (حزيران) المقبل، معتمدة على سمعة كسبتها في الثمانينات، يوم كانت السيارة الاجنبية الاكثر شعبية في شوارع طهران. وسوف تباع بأسعار تتراوح بين 82 مليون ريال (8.870 دولار أميركي)، و108 ملايين ريال.

ويبدو من الطلبات المقدمة سلفا عليها انها ستلاقي اقبالا مشهودا من المستهلك الايراني، الذي يتذكر الثمانينات والراغب في «تنويع» موديل سيارته.

ومن المعروف ان مبيعات السيارات تشهد ازدهارا متواصلا منذ بضع سنوات. وقد ساعد رخص اسعار البترول ـ المفترض ان يرتفع من 9 سنتات اميركية للتر الواحد الى 11 لترا في يونيو (حزيران) المقبل ـ وتردي اوضاع قطاع النقل العام، ونمو الطبقة المتوسطة في البلاد، على ازدياد الاقبال على اقتناء السيارات.

من جهة أخرى، ساعدت القيود المفروضة على استيراد السيارات الاجنبية في انعاش صناعة السيارات المحلية، بحيث اصبت أكثر الصناعات المحلية ربحية خارج قطاعات صناعة النفط.

وتتوقع طهران ان يفوق حجم انتاجها من السيارات المجمعة محليا المليون سيارة في السنة الفارسية ـ التي انتهت في 20 مارس (آذار) ـ وان تبلغ نسبة مساهمتها في الناتج القومي الاجمالي الاربعة في المائة، وان تؤمن اعمالا لنحو خمسمائة ألف ايراني.

وفي ما يبدو تحديا مباشرا لمنافستها الفرنسية بيجو، التي تنتج 400 ألف سيارة في السنة في معمل التجميع الذي تملكه بالاشتراك مع شركة خودرو الايرانية، قررت رينو ان تنتج محليا 15 ألف سيارة من طراز «ميغان» بحلول عام 2008، عوض استيرادها من معملها في تركيا. وسوف تساهم رينو بنسبة 51 في المائة من رأسمال مشروعها المشترك لانتاج «توندار» في ايران والبالغ، 300 مليون دولار، وتخطط لانتاج 300 ألف سيارة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. وسوف تكون «توندرا» الانتاج الاول المشترك بين شركتي خودرو وسايبا الايرانيتين. وسوف ترتفع نسبة مكونات السيارة المصنوعة محليا الى 80 في المائة بنهاية السنوات الثلاث المقبلة. وبموجب الصفقة المعقودة بين رينو والشركتين الايرانيتين، سوف تخصص نسبة 20 في المائة من اصل الـ 300 الف سيارة، التي ستنتجها رينو في ايران للتصدير الى الاسواق الخارجية.

ومن المعروف ان ايران تتطلع منذ سنوات لأن تصبح دولة شرق اوسطية منتجة للسيارات، وبذلت جهودا ملحوظة للحصول على التكنولوجيا الضرورية لصناعة السيارات، خصوصا من خلال علاقتها القديمة مع شركتي بيجو ورينو الفرنسيتين.

إلا ان مجالات التصدير المتاحة لسياراتها اقتصرت، حتى الآن، على اسواق الدول المجاورة لها والاسواق الافريقية.

وفي الآونة الاخيرة افتتح نائب الرئيس الايراني، برفيز داوودي، مشروعا مشركا لانتاج السيارات في سورية.