دايهاتسو تطرح سيارة رياضية صممت لليابان .. وأعيدت هندستها لتتلاءم مع ذوق الأوروبي

«كوبن» تتطلع لأن تصبح «سوبر ميني» جيل الشباب

TT

طرحت دايهاتسو الطراز الجديد من سيارتها الرياضية الصغيرة ذات المقعدين «كوبن»، لكن بحلة جديدة تضفي عليها المزيد من الرونق والرقة. وقد جهز هذا الطراز بمحرك جديد سعة 1.3 لتر، مع ناقل جديد للحركة بنسب أعلى بغية جعلها اكثر تجاوبا مع الأوضاع المتطلبة للقيادة. وتأتي كل هذه المزايا الجديدة بسعر متهاود للمركبة يبلغ في بريطانيا 10995 جنيها استرلينيا.

والسعر هذا أقل بـ 2500 جنيه استرليني من الطراز الأصلي الذي نزل في عام 2004، وشهد اقبالا واسعا خاصة بين الشباب من ذوي الميزانيات المحدودة، نظرا الى شكله الجميل وخطوطه الأنيقة التي اضفت عليها شخصية خاصة تختلف كليا عن سائر السيارات الصغيرة من فئتها. كما انها كانت السيارة الأولى من نوعها المزودة بسقف معدني يفتح ويغلق كهربائيا، مع المتعة الخاصة التي توفرها قيادتها، سواء داخل المدن أو خارجها.

وكانت السيارة قد صممت في الأصل للسوق اليابانية فقط، لكن فرع شركة دايهاتسو في بريطانيا، اقنع مصانعها في اليابان لإعادة هندستها خصيصا للسوق الأوروبية، بحيث تتجاوب مع شروطها الخاصة بالمركبات الصغيرة. وكانت النسخة المخصصة لليابان مجهزة اصلا بمحرك صغير جدا سعة 660 سنتيمترا مكعبا، مشحون توربينيا قبل ان يتحول الى سعة 1.3 لتر بقوة 87 حصانا، لدى دورانه بسرعة 6000 لفة في الدقيقة. كما ان السيارة بكاملها تحولت الى «سوبر ميني»، وهو امر يستقطب جيل الشباب الذي يعشق السيارات الصغيرة ذات الأداء العالي.

ومن شأن المحرك القوي نسبيا لمثل هذه السيارة الصغيرة، تأمين قيادة مريحة للمسافات البعيدة وتوفير استهلاك كبير للوقود مقارنة بالسيارات الرياضية الكبيرة المعروف عنها نهمها الكبير للوقود. وهي رغم توفرها بشكل رئيسي في الوقت الحاضر في كل من بريطانيا وألمانيا فقط، فإن من المتوقع ان تسوق قريبا في جميع الأقطار الأوروبية، كما ان للشركة خططا لتسويقها في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط تحديدا.

ويبدو الاختلاف الرئيسي لهذا الطراز عن الطرازات السابقة في الجناح الصغير المركب فوق صندوق الأمتعة الخلفي، وفي توفر المزيد من خيارات الألوان الجديدة. لكن العاملين المهمين رغم جميع المغريات الأخرى ـ والمعروف عن شركة دايهاتسو أنها تنتج السيارات الصغيرة الوعرية وغير الوعرية ذات الجودة العالية ـ يبقيان سعرها المغري ومحركها الصغير ذا القدرة الحصانية العالية نسبيا.

والأمر الآخر الذي تشتهر به «دايهاتسو»، ان محركاتها تبث نسبة اقل من غيرها من غازات العوادم المسببة لتلوث الجو. ومحرك «كوبن» الجديد لا يختلف عن غيره من محركات الشركة، لا، بل يبزها جميعها على صعيد مراعاته للبيئة، فضلا على انه قادر على تحقيق سرعة قصوى تصل الى 112 ميلا في الساعة وقادرة على التسارع من سرعة الصفر الى سرعة 62 ميلا في الساعة خلال 9.5 ثانية فقط. وقد يعود ذلك الى نسبة انضغاطه البالغة 10.3:1 بقطر وشوط للمكبس يبلغان 72 ـ 79.7 مليمتر.

ويتميز هذا المحرك ايضا بحفاز (كاتاليست) ذاتي التجديد، الذي يعني بعبارة اخرى اطالة حياة محول التحفيز وتخفيض كلفة الخدمة والصيانة والحفاظ أكثر على البيئة، والإبقاء على فعالية التحفيز على اشدها، رغم قطع السيارة مسافات طويلة خلال فترة خدمتها وتقادم محركها عبر السنين.

والحديث عن اقتصاد المحرك يقودنا الى الإشارة الى ان المركبة تقطع مسافة 36.7 ميل داخل المدن في الغالون الواحد من الوقود، و56.5 ميل خارجها، في الوقت الذي انخفض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون في الطراز الجديد الى 140 غراما في الكيلومتر الواحد، من 151 غراما في الطرازات القديمة. كما جرت تعديلات في نسب تروس السرعة، وبالتالي في عزم الدوران (88.5 رطل قدم)، مما اضفى على السيارة طابعا رياضيا أفضل، خاصة ان السيارة تزن وهي فارغة 850 كيلوغراما فقط. واجمل ما في السيارة شكلها المنمنم الدائري الشكل البيضاوي في المقدمة والمؤخرة. ورغم صغر السيارة، إلا ان مقصورتها رحبة توحي بالدفء وبالشعور الحميم، وتتسع بكل راحة الى شخصين بالغين (السائق والراكب الى جانبه)، يتعدى طولهما الستة اقدام. كما ان العامل المميز هنا هو السقف المعدني الصلب الذي يفتح وينغلق كهربائيا، كما ذكرنا آنفا، الذي يوفر حماية كاملة ضد السرقة وتقلبات الطقس. وهو شبيه تماما بالسقف المتحرك في سيارة «مرسيدس إس إل كي». وكل ما على السائق ان يفعله هو فتح مقبضي الزجاج الأمامي الحاجب للريح والكبس على زر في وسط الكونسول لينطوي السقف الخفيف الوزن من الألمنيوم داخل صندوق الأمتعة الخلفي في أقل من 20 ثانية. اما سعة هذا الصندوق مع وجود السقف في الأعلى، فيكفيان لحاجيات قضاء عطلة نهاية الأسبوع خارج المدينة. ومع طي السقف يبقى حيز صغير يكفي لحقيبة رياضية صغيرة مرنة.

ويبلغ قياس هذه المركبة الفريدة من نوعها 3.44 متر طولا، و1.475 متر عرضا، باستثناء المرآتين على الجانبين، و1.245 متر ارتفاعا. ويجلس السائق والراكب الى جانبه في الوسط تماما بين العجلتين الأماميتين والخلفيتين، في حين جرى تركيب المحرك عرضيا في المقدمة مما يجعل من قيادتها متعة حقيقية.

وسلوك السيارة يوازي سلوك اي سيارة رياضية ذات كفاءة عالية، مع الاخذ في الاعتبار الحجم والمقاييس طبعا. وهذا ما يبعث الدهشة لدى الذين تسنى لهم تجربتها، خاصة ان مقودها مؤازر هيدروليكيا (باور ستيرينغ) ومرن للغاية. والذي يعزز القيادة الرياضية في هذه السيارة «الميني»، انخفاض مركز الثقل فيها وعامل انقلابها في المنعطفات الحادة، وهذا يعني بعبارة اخرى انها ثابتة جدا على الأرض. والعامل الآخر الذي يعزز من ذلك، ان هناك القليل من جسم السيارة خارج عن العجلات، مما يعني التقليل مما يسمى تأثير رفاص الساعة لدى الانعطاف، بحيث يجعل المركبة تدور حول ذاتها من دون أي سيطرة او تحكم عليها من قِبل سائقها.

وعلى صعيد السلامة والمتانة، هناك دعائم اضافية لنظام التعليق مع ماصات للصدمات غازية/ زيتية وقضبان ضد الانقلاب في المقدمة والمؤخرة مع كتيفات عرضية سفلية تحت اللوحة السفلية الواقية لزيادة الصلابة الهيكلية. وينبغي ألا ننسى وسادتي الهواء الأماميتين وعارضات البابين المضادة للصدمات، والأرضية المصنوعة من الصفائح الفولاذية المرنة الماصة للصدمات والأنبعاجات. ولا بد بعد كل ذلك من ذكر أيضا نظام الاستشعار الذي ينشط في حالات الطوارئ، بحيث يقوم أوتوماتيكيا بفتح اقفال الأبواب في أعقاب أي حادث لا سمح الله، وتشغيل مصابيح الأخطار الوماضة وقطع امدادات الوقود عن المحرك تفاديا للحريق.

تجدر الاشارة الى ان الظهور الأول لهذه السيارة خارج اليابان ـ بعدما ظهرت كسيارة نموذجية مستقبلية في معرض طوكيو عام 1999 ـ كان في المانيا عام 2002، حيث سوقت لنخبة محدودة من عشاق السيارات، لكن بمقود على اليمين، ولا تخفي الشركة اليوم توقعها بأن «تغزو» هذه السيارة أوروبا وبقية العالم في اعقاب النجاح الكبير الذي حققته في تسويق سياراتها الوعرية الصغيرة من طراز «تيرويس» قبل عامين.