الهند تسبق الصين في وتيرة نمو مبيعات السيارات

«غولدمان ساكس» يتوقع تحولها إلى أكبر سوق عالمية بحلول 2050

TT

مع دخول 1.2 مليون سيارة جديدة من صنع الهند الى الاسواق العالمية، العام الماضي، يستعد قطاع السيارات الهندي لاستقبال أكثر عهوده ازدحاما بالموديلات الجديدة، إذ ان من المتوقع طرح 50 موديلا جديدا او موديلا معدلا في الاسواق العالمية خلال العام الحالي، مما يرفع عدد الموديلات الجديدة والمعدلة الى 250 موديلا جديدا، وهو وضع يختلف كثيرا عن الايام التي كان على المستهلك فيه الاختيار ما بين موديلين او ثلاثة فقط.

ومن المتوقع ان يشمل التغيير كل قطاعات السيارات، ابتداء بالسيارات الصغيرة الحجم الى المتوسطة وحتى إلى السيارات شبه الفاخرة. فموديلات سيارات الديزل ستزداد، والسيارات «الهاتش باك» أيضا سيزداد المطروح منها، كما ان شركات لم يسبق لها أن دخلت سوق السيارات في الهند من قبل، تستعد لدخوله هذا العام. وسيعاد تصميم عدد من الموديلات الجديدة حتى تلك التي ستباع في اسواق مختلفة، لكي تتناسب مع اذواق المستهلك الهندي، طبقا لما ذكرت مصادر القطاع.

من ناحية اخرى، زادت مبيعات سيارات الركاب زيادة كبيرة بلغت 46.47 في المائة في فبراير (شباط) الماضي. وبعدما اصبحت الهند اسرع اسواق السيارات في العالم نموا، وتعدت على هذا الصعيد نمو سوق الصين، أصبحت شركات السيارات تعتقد ان هذا النمو سيزداد هذا العام بسبب الموديلات الجديدة التي ستطرح في الاسواق.

غير ان احتمالات تطور سوق السيارات الهندية تبدو اكثر تفاؤلا، لدرجة ان مصرف غولدمان ساكس الاستثماري يتوقع انه سيصبح لدى الهند اكبر عدد من السيارات في العالم بحلول عام 2050. تجدر الاشارة الى ان 80 في المائة من مبيعات السيارات في الهند، تعود الى قطاع السيارات الصغيرة الحجم، لذا فإن الخبراء يعتقدون ان العام الحالي هو عام السيارات الرخيصة.

ما هو مفهوم السيارات الصغيرة والمتوسطة في الهند؟..

السيارة الصغيرة، هي السيارة التي يتراوح ثمنها ما بين 200 و500 الف روبية. والسيارات المتوسطة، هي التي يتراوح سعرها ما بين 500 الف ومليون روبية، إلا انه قد تنخفض اسعار السيارات المتوسطة الى مستوى السيارات الصغيرة.

ومن المتوقع ان تطرح 6 شركات سيارات كبرى، هي: تويوتا، هوندا، سوزوكي، هيونداي، جنرال موتورز، وسكودا، موديلات جديدة هذا العام. ويقول هورمازد سورابجي، رئيس تحرير مجلة «اوتوكار» الهندية، إن نمو قطاع السيارات في العام الماضي كان مرتبطا بمجموعة محدودة من الموديلات، لكن في العام الحالي، فإن الموديلات الرخيصة ذات الانتاج الكبير مثل زن من ماروتي، وسبارك من جنرال موتورز، وسيارة سانترو من هيونداي، هي التي ستقود نمو القطاع. اما سيارات الشركات المحلية مثل تاتا موتورز وانديكا وانديغو، بالاضافة الى سيارة شيفي اوبترا، فستطرح في الاسواق في منتصف العام الحالي. وتأمل شركة جنرال موتورز في السيطرة على قطاع اكبر من سوق السيارات الصغيرة بسيارة سبارك شيفروليه، التي ربما تطرح في الاسواق في الربع الثاني من العام الحالي. وفي اطار توسيع سوق السيارات الصغيرة، فإن شركة هيونداي تعمل على سيارة هاتش باك ـ يطلق عليها مؤقتا اسم «با» ـ وهي السيارة التي ستجسر الفجوة بين سيارتي سانترو وغيتز.

ومعظم الاثارة في قطاع السيارات الرخيصة في العام المقبل يعتمد على ما سيحدث في الاشهر الاولى من العام الحالي، إذ ان من المقرر ان تطرح تاتا موتورز سيارة صغيرة بسعر لا يزيد على 100 الف ريال هندي، ومن المتوقع ان تغير هذه السيارة مفهوم قطاع السيارات الصغيرة للابد. وذكر سورابجي ان العام الحالي سيصبح عاما مثيرا للغاية، فالعديد من الموديلات ستصبح في متناول عدد اكبر من الزبائن.

السيارات المتوسطة الحجم تتبوأ سيارة فيوس من صنع تويوتا اليابانية، سوق السيارات المتوسطة، وهي متوفرة في عدد من الاسواق الآسيوية من بينها الصين.

اما شركة فيات الايطالية، فقد طرحت سيارة معدلة من طراز باليو بالتعاون مع شركة تاتا موتورز، كما ستطرح الشركة سيارة بترا خلال العام الحالي. لكن الخطوة الاهم ستكون طرح السيارة غراند بونتو، المتوقع ان تنزل الى الاسواق قبل نهاية العام الحالي.

وتستعد «بورشه الهند» الى طرح السيارة كايين الجديدة في الهند. اما اكثر سيارة متوسطة ينتظرها الجميع، فهي ماهندرا رينو سالون واستات لوغان، ثم السيارة سيدان في شهر يونيو (حزيران) المقبل، ومن المتوقع ان يصل ثمنها الى 500 الف روبية.

قال رئيس جنرال موتورز في الهند، راجيف تشابا، إن الشركة تعمل وفقا للخطط الموضوعة في ما يتعلق بـ «شيفروليه سبارك»، التي ستطرح للبيع خلال الربع الثاني من العام الحالي، كما قال ايضا انهم سيطرحون للبيع «اوبترا» ديزل للبيع العام المقبل.

وستنتج فولكسفاغن موديل «باسات» في الهند في يونيو 2007، كما أن من المتوقع انتاج «سوناتا» تعمل بالديزل منتصف يناير (كانون الثاني). من المتوقع ايضا انتاج فورد من طراز «انديفر دوراتورك» و«فوكاس»، بنهاية العام. وتعتزم هوندا طرح موديل جديد من «اكورد». فيما تنوي شركة فورد ايضا طرح «فوكاس» قريبا. كما ان شركة ماروتي المحلية لإنتاج السيارات، تعكف الآن على تجربة سيارة صالون جديدة لتحل محل بالينو. وفي ما عدا حالات استثنائية محدودة، غالبية الانتاج الجديد من السيارات الصغيرة والمتوسطة «هاتشباك»، ولها أحجام وأشكال متشابهة صممت خصيصا للسوق الهندية.

في مجال السيارات الفاخرة، انتجت هوندا موديلا جديدا من «سيفيك». فيما تعتزم تويوتا تحديث موديل «كورولا» بنهاية عام 2007. وفي الوقت الذي تحقق فيه سكودا تقدما في تحديث موديل «اوكتافيا» و«لورا» و«سيوبيرب»، من المتوقع ان تنتج الشركة الام، فولكسفاغن، موديلا فاخرا من «باسات» العام المقبل. وستنتج فولكسفاغن ايضا موديلا فاخرا من «بولو»، التي تعتبر من أنجح الموديلات في قطاع السيارات الفاخرة في العالم. ومن المحتمل ايضا ان تنتج هوندا موديل «جاز» هاتشباك. كما ان رينو تعتزم انتاج سيارة صالون من موديل «لوغان». ستشهد الهند ايضا انتاج 11 من الموديلات الفاخرة لشركات سيارات، مثل اودي وبي إم دبليو وفيراري وآلفا روميو. ومن المتوقع ان تبدأ بي إم دبليو مسيرتها في الهند بإنتاج ثلاث فئات من السيارات، ومن المحتمل ان نرى حتى سيارات بنتلي وبورشه ولامبورغيني على طرقات الهند السريعة العام المقبل. ويتوقع الآن ان تنزل نيسان «سكايلاين» GT-R. كما من المنتظر ان تنتج فولفو موديلات العام الحالي. وستبدأ فولكسفاغن ببيع موديل «باسات» عبر الاستيراد اعتبارا من منتصف العام. فيما جلبت شركة دايملر كرايزلر موديلات مرسيدس ـ بنز لمنافسة أودي وبورشه. إلا ان السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل تستطيع سوق الهند استيعاب العديد من موديلات السيارات والعديد من الشركات الجديدة؟ وهل هناك نسبة طلب كافية عليها؟. الخبراء وشركات انتاج السيارات يرون ان السوق قادرة على الاستيعاب. يقول ديليب تشيوي، المدير العام لمجموعة شركات انتاج السيارات في الهند، إن هناك باستمرار مساحة للمنافسة، إلا ان معدلات البيع عندما تكون اقل من مليون في السنة، يتراجع الاقبال على الشركات الاجنبية. وأشار الى ان الوضع الآن مختلف، وان معدلات البيع تتراوح بين 1.3 و1.4 مليون سيارة في العام، كما ان المجموع التراكمي للمبيعات تجاوز الـ 10 ملايين سيارة هذا العام. وأضاف تشينوي ان النمو الاقتصادي اذا استمر حتى بمعدلاته الحالية (8 بالمائة)، فإن ذلك سيؤدي الى استمرار الزيادة في المعدل.

وطبقا للجمعية الهندية لشركات صناعة السيارات، فإن الاقتصاد الهندي القوي. وازدياد القوة الشرائية. والإعلان عن المنتجات الجديدة والمشاريع الجاذبة من الشركات المنتجة والمؤسسات المالية، عوامل رئيسية في هذا النمو.