متحف لشركة مرسيدس يروي سيرة «أونيموغ» منذ بدأت جرارا زراعيا إلى أن أصبحت شاحنة

فكرتها بدأت أميركية ودافعها محض سياسي

TT

جاجيناو (ألمانيا) ـ د ب أ: تشتهر الشاحنة أونيموغ من إنتاج شركة مرسيدس، بأن من الممكن قيادتها في أي مكان وقدرتها على السير على أكثر الطرق وعورة، بما يجعل معظم السيارات الاخرى حتى تلك المجهزة للسير على مثل تلك الطرق، تتقطع بها السبل.

ويوجد الآلاف من هذه المركبة القوية شديدة التحمل في أماكن مختلفة من العالم، بدءا من «الغابات السوداء» في ألمانيا، وحتى في المكسيك وأستراليا، وبالتالي فإن من الملائم تماما إقامة متحف يليق بهذه السيارة بعد 60 عاما من بدء إنتاجها.

ويروي المتحف المقام في مدينة جاجيناو بولاية بادن فورتمبيرغ، حكاية المركبة التي تحولت بعد ظهورها لاول مرة كجرار رباعي الدفع يستخدم للاغراض الزراعية لم يحقق مبيعات تذكر، إلى أكثر السيارات مبيعا.

وانتقل تصنيع أونيموغ من هذه المدينة إلى فويرت في ولاية راينلاند بالاتينات في 2002، بعد إنتاج 320 ألف سيارة في المدينة الاولى. ودفع ذلك فرقة موسيقية إلى تقديم عمل تعبيرا عن إعجابها بأقوى سيارة صنعتها مرسيدس.

وافتتح مبنى المتحف الجذاب المصنوع من ألواح خشبية في جاجيناو وتكلف إنشاؤه ثلاثة ملايين يورو (3.8 مليون دولار) العام الماضي. وساهمت دايملر كرايسلر الشركة الام لمرسيدس، بسخاء، في بناء المتحف، لكن المشروع ما كان ليخرج إلى النور من دون مساهمات عشرات الرعاة والمبادرات الخاصة.

ويضم المعرض نماذج من مركبات أونيموغ تمثل علامات فارقة في تاريخ تطور السيارة عبر العقود. ويوجد بالمتحف ورشة لاصلاح السيارات، وكافيتريا، ومتجر أيضا. ويمكن للزوار الذين يتسمون بالشجاعة الانضمام إلى قائدي أونيموغ ذوي الخبرة في جولة بمكان خارج المتحف مخصص لاختبار قدرات المركبة، ليروا بأنفسهم قدرة الشاحنة ذات الدفع الرباعي على التعامل بسهولة مع المطبات العملاقة وبرك المياه والركام، وهو ما يجعلها تميل بزاوية تصل إلى 45 درجة. ومن المعروف أن اسم أونيموغ اختصار للكلمة الالمانية «أونيفرسالموتورجيرات»، وتعني (الوحدة الشاملة ذات المحرك)، واختير ذلك الاسم ليكون دليلا على كثرة استخدامات المركبة التي صنعها وطورها مهندس ألماني، لكن فكرتها استلهمت من سياسي أميركي كان يخطط لتحويل ألمانيا إلى بلد زراعي بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية.

وكان هنري مورغنثاو، وزير الخارجية في عهد الرئيس الاميركي فرانكلين روزفلت، اقترح تفكيك البنية التحتية الصناعية لالمانيا بالكامل وتحويل سكانها إلى مزارعين. وتم شحن الكثير من أجزاء المصانع والمعدات إلى بلدان أخرى، كتعويضات حرب، لكن الخطة لم تنفذ بالكامل.