مبيعات تويوتا اليابانية تتجاوز جنرال موتورز للمرة الأولى

الشركة الأميركية تنقل المنافسة إلى أميركا اللاتينية

TT

أخيرا، وبعد منافسة حادة وشاقة، توصلت مبيعات شركة "تويوتا موتور كورب" اليابانية من السيارات إلى تجاوز أرقام مبيعات الشركة الأولى في العالم، جنرال موتورز الأميركية.

تويوتا لم تفوت فرصة الإعلان عن تحولها إلى أكبر شركة سيارات في العالم في مجال المبيعات خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي.

وتشير الأرقام إلى أن مبيعات تويوتا ارتفعت خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2007 الحالي، بنسبة 8 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي أي إلى 4.716 مليون سيارة، فيما بلغت مبيعات جنرال موتورز خلال الفترة نفسها، 4.674 مليون سيارة، أي بزيادة نسبتها 1.7 في المائة فقط.

وهذه النتائج تجعل احتمال تصدر تويوتا قائمة شركات السيارات في العالم، قائما خلال العام الحالي ككل على صعيدي المبيعات والإنتاج.

وفي الوقت نفسه زادت صادرات تويوتا خلال الربع الثاني من العام الحالي (لغاية 30 يونيو (حزيران) الماضي)، بنسبة 7 في المائة، لتصل إلى 2.37 مليون سيارة، وهو رقم يقل قليلا عن رقم مبيعات جنرال موتورز في الفترة نفسها، التي بلغت 2.4 مليون سيارة.

وقد باعت تويوتا خلال الربع الأول من العام الحالي، 2.35 مليون سيارة، مقابل 2.27 مليون سيارة باعتها شركة جنرال موتورز، لتتفوق، وللمرة الأولى، على الشركة الأميركية.

وكانت مبيعات تويوتا من السيارات التي تحمل علامتها التجارية قد ارتفعت خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 8 في المائة، إلى 4.2 مليون سيارة، في حين باعت الشركات التابعة لها، وهي "دايهاتسو موتور" و"هينو موتور"، النسبة المتبقية من إجمالي مبيعات المجموعة.

من ناحية أخرى، واجه إنتاج مصانع تويوتا و11 شركة سيارات أخرى في اليابان عرقلة خارجة عن إرادتها خلال النصف الثاني من شهر يوليو (تموز) الحالي، نتيجة اضطرارها إلى وقف تشغيل مصانعها بسبب الزلزال القوي الذي ضرب إقليم نيجاتا في شمال اليابان وأدى إلى تعثر إمدادات مكونات السيارات إلى تلك المصانع.

ووفقا لاتحاد صناعة السيارات الياباني، أدى الزلزال إلى توقف حوالي 50 مصنعا للسيارات عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، بعد أن تسبب هذا الزلزال باشتعال حريق وحدوث تسرب في إحدى المحطات النووية بالإقليم.

لكن أرقام مبيعات تويوتا المتفوقة على أرقام مبيعات جنرال موتورز خلال النصف الأول من العام الحالي، لا تعني، بأي شكل من الأشكال، نهاية التنافس بين الشركتين الأميركية واليابانية، فعملية إعادة هيكلة جنرال موتورز وخططها الإنتاجية، توحي باستعدادها لتحقيق قفزة جديدة في إنتاجها. على صعيد إعادة الهيكلة، كان أحدث إجراء اتخذته جنرال موتورز، قرار بيع وحدتها "أليسون ترانسميشان" لشركتي "كارليل جروب" و"أونيكس كورب" الاستثماريتين بمبلغ 5.6 مليار دولار، على أن تحتفظ الشركة بمصانع إنتاج أجهزة نقل الحركة في بالتيمور وميريلاند التي تركز على المركبات الرياضية متعددة الأغراض وسيارات نصف النقل المكشوفة (بيك أب).

واستنادا إلى معلومات وكالة أنباء بلومبيرغ الاقتصادية، سوف تساهم عملية البيع في زيادة سيولة جنرال موتورز من أجل تغطية تكاليف آلاف العمال المسرحين وإغلاق عدد من المصانع بعد أن منيت الشركة بخسارة قدرها 12.4 مليار دولار خلال العامين الماضيين.

وتقوم وحدة "أليسون" بتصنيع أجهزة ناقل الحركة للحافلات وشاحنات مكافحة الحريق في إنديانابوليس وإنديانا، حيث تملك سبعة مصانع تابعة لهذه الوحدة يعمل بها حوالي 3400 عامل.

وخلال العام الماضي، بلغت أرباح الوحدة 338 مليون دولار من أصل مبيعات قيمتها 2.2 مليار دولار.

وتتوقع جنرال موتورز انجاز الصفقة في الربع الثالث من العام الحالي.

وعلى صعيد تنمية الإنتاج، كشفت جنرال موتورز عن نيتها توظيف استثمارات جديدة في كل من الأرجنتين والبرازيل قيمتها الأولية 500 مليون دولار أميركي، وذلك في إطار حملة للتوسع في السوق الأميركية اللاتينية.

وفي هذا السياق، قال ريك واغونر، رئيس الشركة، في مؤتمر صحافي عقده بفرع جنرال موتورز بمدينة روساريو الأرجنتينية، إن الميزانية المقترحة لهذا الاستثمار الجديد سوف تخصص لإنتاج السيارات الصغيرة التي تخطط الشركة لتسويقها في دول أميركا اللاتينية.

من المنتظر أن يشهد فرعا جنرال موتورز في مدينتي روساريو وساو كايتانو البرازيليتين، تطويرا كبيرا في الفترة المقبلة بعد أن أعلنت الشركة الأميركية أن تصميم الموديلات الجديدة لسياراتها سيتم في هذين الفرعين.

وكانت الشركة قد كشفت في وقت سابق من خلال بيان رسمي، أن مبيعاتها في الأرجنتين والبرازيل ارتفعت في النصف الأول من العام الحالي بنسبة 18 في المائة، مقارنة بنسبة 16 في المائة سجلتها في نفس الفترة من عام 2006، حيث سجلت المبيعات في الأرجنتين 75 ألف سيارة، مقابل 410 آلاف سيارة في البرازيل.