«فيات 500» معدة لتكون المنافس المباشر لسيارة «سمارت» في السوق الإيطالية

قررت إعادة طرح طراز «ألفا روميو» في الولايات المتحدة

فيات 500.. تستعد للمنافسة («الشرق الأوسط»)
TT

نحو مائة ألف شخص من 63 دولة حضروا في مدينة تورينو، في الرابع عشر من يوليو (تموز) الحالي، "مولد" سيارة فيات 500 ـ المعروفة بين الايطاليين باسم "سنكويسنتو". وظهرت أهمية المناسبة في حرص شركة فيات على دعوة 7 آلاف شخص من الخارج للاحتفال بهذه المناسبة، بينهم نحو 4 آلاف وكيل للسيارات وألف صحافي، وذلك إلى جانب الحضور الايطالي الذي شمل ثمانية وزراء والعديد من مشاهير المجتمع الايطالي. وبالإضافة إلى اختفالات تورينو ـ مقر الشركة الرئيسي في شمال ايطاليا ـ عرضت الـ "سنكويسنتو" في الساحات الرئيسية لثلاثين مدينة ايطالية أخرى.

مرة أخرى تثبت الـ "سنكويسنتو" أنها تثير لدى الايطاليين مشاعر الحنين إلى سنوات الحياة الطيبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، يوم كان الطراز "الام" لسيارة "سنكويسنتو" وسيلة التنقل المفضلة للايطاليين. لكن سعر الطراز الجديد بدا عاليا للعديد ممن حضروا الولادة الجديدة للسيارة، فقد حددت فيات سعر طرازاتها الحالية بين 10.500 و14.500 يورو ـ أي بين 14.400 و14.500 دولار أميركي. ويتساءل العديد من المراقبين ما إذا كان الايطاليون أنفسهم سيفضلون النسخة الجديدة من "سنكويسنتو" على طرازات أجنبية أخرى من فئتها، أرخص منها سعرا، مثل سيارات رينو الفرنسية وفولكسفاغن الألمانية وحتى سيارة "ميني" ـ التي تنتجها بي إم دبليو في بريطانيا ـ رغم كونها أغلى ثمنا.

قد تكون السيارة الصغيرة الأكثر عرضة لمنافسة فيات 500 هي سيارة سمارت التي تصنعها شركة دايملر كرايسلر. وبالفعل لم يخف رئيس شركة فيات في ألمانيا، فيرنر فري، في حديث له مع النسخة الالكترونية من مجلة "أوتو موتور أوند شبورت" الألمانية، نية شركته "التضييق بشدة على سمارت في إيطاليا"، كما قال.

في حال توصلت فيات إلى تنفيذ وعيدها، ستخسر دايملر كرايسلر أهم سوق إفرادية لسيارة سمارت، فقد باعت الشركة نحو ثلث إنتاجها من هذا الطراز في إيطاليا، العام الماضي. وبلغ إجمالي سيارات سمارت المباعة في السوق الايطالية، العام الماضي، 32 ألف سيارة أي بزيادة ألفي سيارة عما بيع في ألمانيا في العام نفسه.

وفي معرض تعليقه على خطط فيات، قال الخبير في شؤون السيارات كريستوف شتورمر من معهد "جلوبال انسايت" للأبحاث الاقتصادية في حديث مع صحيفة "فاينانشل تايمز دويتشلاند" الألمانية: "يخشى أن تزيح سيارة فيات 500 الجديدة سيارة سمارت من السوق الإيطالية".

قبل أربع سنوات فقط كانت شركة فيات تبدو وكأنها شركة تخلت عن إرادة المنافسة في الأسواق العالمية. وكانت مبيعاتها متعثرة لدرجة أنها اضطرت عام 2002 الى اقتراض 3 مليارات يورو (2.8 مليار دولار أميركي) من البنوك لتجنب إعلان افلاسها. وبين عامي 2002 و2004 خسر فرع السيارات في الشركة 8 مليارات يورو بما فيها العلامات الفاخرة التي تنتجها أي الفا روميو ولانسيا وفيراري وميزاراتي.

لكن الشركة عادت إلى تأهيل أوضاعها ابتداء من عام 2004، بقيادة كندي من أصل ايطالي هو سيرجيو مارشيوني، فبدأ بخفض النفقات وصرف العديد من العمال وزيادة القطع المشتركة بين الموديلات التي تنتجها الشركة وعقد تحالفات مع صانعي السيارات الآخرين لتسريع تطوير الشركة. وفي عام 2005 تمكن من الحصول على 1.55 مليار يورو من شركة جنرال موتورز الأميركية كتعويض عن اتفاق تراجعت عنه لشراء الشركة الايطالية.

لكن فرص نجاح فيات بدأت مع عام 2003، وقبل تسلمه إدارة الشركة، وذلك حين عادت فيات إلى إنتاج سيارات تلبي تطلعات زبائنها مثل طراز "باندا" لعام 2003 وطراز "غراند بونتو" لعام 2005. وخلال الأشهر الأولى من العام الحالي شهدت فيات ارتفاع حصتها من سوق السيارات الأوروبية بنسبة 8.5 بالمائة.

وتعتبر فيات ان طراز"سينكويسنتو" سوف يعزز موقعها في الأسواق الأوروبية، رغم انها لن تصنع أكثر من 120 ألف سيارة من هذا الطراز سنويا. وتعتبر فيات أن قرارها إطلاق أكثر من 20 طرازا جديدا بحلول عام 2010 من شأنه أن يساعد على رفع حجم مبيعاتها، وان كانت تعترف بأن إعادة إطلاق طرازها المعروف، ألفا روميو، في السوق الأميركية سيكون مكلفا وصعبا في آن واحد.

معظم الصحف والنشرات المتخصصة بالسيارات لا تشارك فيات تفاؤلها بمستقبل سوق السيارات الصغيرة، على اعتبار أن حظوظ شركات السيارات تتقلب بين سنة وأخرى.. كما تؤكد ذلك نتائج فيات نفسها.