ازدهار الطبقة الوسطى في دول العالم النامي يعزز مستقبل السيارة المدمجة الرخيصة الثمن

الشركات الألمانية والأميركية تتسابق على السوق الواعدة

TT

لأن الرواج في سوق السيارات يحدده المستهلك، ولأن المستهلك، في العقد الحالي على الأقل، سيكون في غالبيته الكبرى من أبناء الطبقة الوسطى في الدول النامية الكثيفة السكان، مثل الهند والصين ـ وهي الطبقة المرشحة للانتقال الآن من قيادة الدراجة النارية إلى قيادة السيارة ـ تواجه صناعة السيارات مرحلة ازدهار سوق السيارات الصغيرة الرخيصة كنتيجة طبيعية لازدهار الطبقة الوسطى في الدول النامية.

دراسة حديثة وضعها خبير السيارات فردناند دودنهوفرـ حذرت شركات صناعة السيارات الألمانية من إهمال سوق السيارات رخيصة الثمن، التي تشهد حاليا رواجا كبيرا في جميع أنحاء العالم.

وذهبت الدراسة إلى حد تحذير شركات السيارات الألمانية من أنها ستكون مهددة بالتخلف في سباق الانتشار في سوق السيارات الرخيصة في الصين والهند وروسيا وأوروبا الشرقية. وأبرزت الدراسة ثلاثة مستويات للأسعار للسيارات الرخيصة أغلاها الفئة، التي تتراوح أسعارها بين 7000 إلى 10000 دولار، وقبلها فئة تتراوح بين 5000 و7000 دولار، ثم الأرخص وتتراوح بين 2000 إلى 5000 دولار.

وأشارت الدراسة إلى خطط شركتي فولكسفاغن وأوبل إنتاج طرز سيارات رخيصة يتراوح سعرها بين 7000 إلى 10000 دولار، وسط توقعات أن يبلغ عدد السيارات الرخيصة المباعة في العالم نحو عشرة ملايين سيارة بحلول عام 2015.

وأكدت الدراسة ضرورة إنتاج سيارات رخيصة تغطي احتياجات الأسواق الناشئة مع التركيز على تنفيذ مراحل التصنيع في الدول ذات الأجور المنخفضة والعوامل التسويقية الأخرى.

وأضافت الدراسة أن الشركات الألمانية تهتم بإنتاج سيارات رخيصة في دول منخفضة الأجور، لكنها تهمل عوامل أخرى مؤثرة مثل مصانع الإنتاج الرخيصة والتسويق الرخيص وعمليات الإمداد الرخيصة بقطع الغيار والمكونات.

وشددت الدراسة على أهمية التوجه نحو الصين والهند، لأنهما أكبر سوق للسيارات الرخيصة، حيث من المتوقع أن يبلغ عدد السيارات المباعة من الفئة الرخيصة هناك نحو أربعة ملايين سيارة بحلول عام 2015.

وعلى هذا الصعيد سبق لشركة فولكسفاغن أن أعلنت عن زيادة مبيعاتها من السيارات الصغيرة في الصين، خلال الربع الأول من العام الحالي، إلى 202.623 ألف سيارة مقابل 164.708 آلاف سيارة باعتها خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وكانت تقارير صحافية قد أفادت أن شركة فولكسفاغن في الوقت الحالي، تعمل على إنتاج سيارة صغيرة جديدة بسعر 7000 يورو، بجانب سيارة أخرى يريد رئيس الشركة مارتن فينتركورن طرحها بسعر أقل من 10 آلاف يورو.

وذكرت صحيفة "أوتو شتراسن فركير" المتخصصة، أن الخبراء يتوقعون إقدام فولكسفاغن على هذه الخطوة تماشيا مع الطلب المتزايد في الأسواق العالمية على السيارات الصغيرة والرخيصة.

يذكر أن السيارة الجديدة التي يقترحها رئيس الشركة ستطرح كطراز يوفر في استهلاك الوقود ويحد بدرجة كبيرة من انبعاث العادم وستكون السيارة مزودة بباب خلفي (هاتشباك) وتخصص للاستخدام في المناطق المزدحمة والمدن الكبيرة بغرب أوروبا.

من جانبها، لن تتخلف الشركات الأميركية عن هذه السوق الواعدة. وكانت شركة جنرال موتورز، قد عرضت ثلاثة نماذج لسيارات صغيرة في معرض نيويورك الدولي هذا العام بهدف إنتاج إحداها على الاقل في المستقبل القريب.

وكانت ذريعة الشركة الأميركية في العودة إلى طرح هذه الطرز التي تحمل أسماء "بيت" و"جروف" و"تراكس"، أنها "ستجذب الشباب في المدن الكبرى في كل أنحاء العالم".