سباق على إنتاج السيارة الرخيصة للأسواق الناشئة وللمتذمرين من الازدحام في مدن الغرب الكبرى

شركات السيارات تتأقلم مع التحولات الاقتصادية في العالم

TT

توجه شركات السيارات الكبرى نحو اسواق الدول الناشئة يكاد ان يتحول الى سباق على انتاج السيارة الارخص لهذه الاسواق التي تشهد انتعاشا اقتصاديا يحولها، شيئا فشيئا، الى مجتمعات استهلاكية... والواقع ان ارتفاع أسعار الوقود وندرة الأماكن المخصصة لوقوف السيارات في المدن الكبرى، اضافة الى حالات الازدحام المروري فيها، جعلت السيارات الصغيرة والخفيفة التي تتسع لأربعة أشخاص أكثر جاذبية للسائقين حتى في المدن الأوروبية والأميركية الكبرى. ولم يعد خافيا ان احد الحوافز الرئيسية في تشجيع اتجاه شركات السيارات نحو انتاج سيارات صغيرة واقتصادية هو ضغوط المفوضية الأوروبية التي هددت باتخاذ إجراءات لإجبار الشركات المنتجة على الالتزام بمعدلات انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون التي يجب ان تبلغ 140 غراما للكيلومتر الواحد اعتبارا من عام 2009، علما بان المعدل الحالي لهذه الانبعاثات يبلغ 160 غراما للكيلومتر.

وقد كشف معرض فرانكفورت الدولي للسيارات، في سبتمبر (أيلول) الماضي، رغبة العديد من الشركات العالمية في انتاج سيارات رخيصة واقتصادية لا يزيد ثمنها عن 14 ألف دولار أو 10 آلاف يورو مخصصة، بالدرجة الاولى، لاسواق الدول الناشئة التي تسجل معدلات نمو اقتصادي مطرد، مثل الصين والهند والبرازيل.

وبالفعل عرضت معظم الشركات الاوروبية واليابانية في فرانكفورت مجموعة كبيرة من هذه السيارات الصغيرة والاقتصادية بينها سيارات "دايهاتسو كور" وفيات "500 " وتويوتا "أي كيو" وفولكسفاغن " يو بي" وأوبل "أجيلا".

وتحاول شركة تويوتا اليابانية أن تكون السباقة في طرح سيارتها الصغيرة ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود في السوق الأوروبية عام 2009، وذلك بعد أن خفضت معدلات انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون في هذه السيارة إلى دون الحد الأقصى الأوروبي للعوادم والمحدد بـ140 غراما للكيلومتر.

وفي الوقت ذاته ذكرت تقارير بأن تويوتا لن تطرح اعتبارا من أول يناير ( كانون الثاني) 2009 سيارتها "لاندكروزر" المستهلكة للوقود في السوق الأوروبية (وكانت تويوتا قد باعت 42 ألف سيارة من طرازات لاندكروزر في أوروبا العام الماضي، ولن تعرض هذا الطراز في أوروبا في المستقبل إلا في بلاد مثل روسيا).

واستنادا الى مجلة "نيكاي" اليابانية التي تغطي، عادة، أخبار الشركات، فإن سيارة تويوتا الصغيرة الجديدة سترتكز على النموذج أي كيو الذي عرض في معرض فرانكفورت. ويبلغ طول هذه السيارة 2.98 متر ما يجعلها أقصر بنحو 80 سنتيمترا عن السيارة الصغيرة الحالية "ياريس".

وفي معرض فرانكفورت ايضا أعلنت شركة رينو الفرنسية للسيارات، التي تنتج السيارة داتشيا لوغان الرخيصة الثمن في رومانيا، أنها تتطلع لانتاج سيارات بسعر منخفض للغاية قد يصل إلى 2000 يورو. بل إن شركات السيارات في ألمانيا، التي تعد أكبر سوق للسيارات في أوروبا، تأمل في أن تخرج مبيعاتها من الركود الذي شهدته على صعيد تسويق السيارات الجديدة بانتاج سيارات لا يتجاوز ثمنها العشرة آلاف يورو. وردا على الانتقادات بأنها لم تعد تنتج سيارات شعبية، كما يدل على ذلك اسمها، عادت فولكسفاغن الى جذورها وعرضت في معرض فرانكفورت سيارتها التجريبية "فولكسفاغن يو بي" وهي سيارة شبيهة بسيارتها البيتل (الخنفساء) وأصغر حجما من طراز "فولكسفاغن فوكس". وفي حال دخولها مرحلة الانتاج التجاري ينتظر أن تباع في اوروبا بنحو ثمانية آلاف يورو.

وبدورها تدرس شركة جنرال موتورز الاميركية خططا لتطوير سيارة لا يتجاوز ثمنها الأربعة آلاف دولار لأسواق الدول الناشئة، كما كشف مدير الشركة، ريك واغونر .

أما سيارة"أوبل أجيلا" التي عرضت لأول مرة في معرض فرانكفورت فإنها تندرج في نفس فئة السيارات الصغيرة، ولا يتجاوز طولها 3.45 متر وهي مزودة بأربعة مقاعد وتتمتع بمتسع جيد للأمتعة.

من ناحية أخرى فإن السيارة دايهاتسو كور تباع بسعر لا يتجاوز 8990 يورو وهي مزودة بجميع الكماليات.