السيارات الصينية تغزو الأسواق الأردنية مدعومة بسعر تنافسي وتسهيلات مالية

بعد المنافسة الكورية والروسية للعلامات الأميركية

TT

بدأت السيارات الصينية تغزو الأسواق الأردنية في السنوات الخمس الأخيرة، وأصبحت لافتة للانتباه في شوارع عمان، فبعد أن كانت السيارات الكورية والروسية هي المنافسة للسيارات الأميركية والأوروبية، فإن سعر صرف العملات الأجنبية، خاصة اليورو وتنوع عروض السيارات الصينية في الأردن، أدى الى إقبال الأردنيين على هذه السيارات، خاصة ذوي الدخل المحدود والطبقة المتوسطة.

ويقول المهندس محمد القلم مدير شركة «شيري الأردن» ان الإقبال على السيارات الصينية في السنة الأخيرة أصبح لافتا للانتباه، وهناك إقبال جيد عليها بعد أن كان الأردنيون يتخوفون من هذه الصناعة. ويضيف أن شركة «شيري» لديها أكثر من فئة ونوع، إضافة الى سيارات «فتون» (بكآب ديزل) أعطى مجالا للمستهلك بحرية الحركة والاختيار، إضافة الى المواصفات التي تلبي احتياجات ذوي الدخل المحدود، حيث ان هناك فئة (800 سي سي و 1600 سي سي و 2000 سي سي) وسيارات جيب وصالون وسيارات نقل متوسطة وحافلات وفان.

ويشير القلم الى أن وكالة «شيري» في الأردن باعت أكثر من 3000 سيارة خلال السنوات الثلاث الماضية، وهو رقم مشجع بالنسبة للسوق الأردنية، ونحن متفائلون بالمزيد، خاصة اننا وقعنا اتفاقية لافتتاح مصنع لتجميع سيارات «فتون»، البكآب والديزل والنقل المشترك بكلفة استثمار تصل الى 30 مليون دولار ليكون نواة لتلبية احتياجات أسواق المملكة العربية السعودية ومصر وسورية والعراق والأردن.

ويقول معتز الشاويش مدير مبيعات إحدى صالات العرض في «شيري الأردن»، أننا كنا نواجه صعوبة بإقناع المستهلك باقتناء السيارة عندما طرحت لأول مرة في الأسواق، لكن هذه الأيام وبعد أن أثبتت شيري جدارتها لا نواجه مثل هذه الصعوبة، خصوصا أن أسعار السيارات الصينية تظل منافسة لجميع أنواع السيارات بما فيها الكورية وغيرها، وهي في نفس الوقت تلبي جميع الاحتياجات، سواء للمواطن وللشركات.

من جانبه يقول خليل حسن مدير المبيعات في مجموعة الحجاوي، وكيلة سيارات «ليفان» و«برليانز» و«بي واي دي» و«هايفي»، ان المجموعة طرحت هذه الماركات من السيارات الصينية بعد أن لاحظت أن هناك إقبالا غير مسبوق على السيارات الصينية بمختلف أنواعها، وقال انها منذ عام أدخلت هذه الأنواع إلى الاردن ولاقت إقبالا من السائقين العموميين على شراء سيارات بسبب متانتها وجودتها.

وقال ان هناك خبراء صينيين يعملون في قسم الصيانة، إضافة الى أن مجموعة من الخبراء والمهندسين الأردنيين توجهوا الى الصين لمتابعة دورات تدريبية في الصيانة.

وهناك أنواع أخرى من السيارات الصينية منها «جيلي» التي أثبتت جدارتها أيضا كسيارات صغيرة اقتصادية.

وتقول علا سليمان التي اشترت سيارة «شيري» منذ شهر، أنها أقبلت على شراء هذا النوع لعدة أسباب، أولها سعرها المنافس وعملية التقسيط الميسرة، خاصة لذوي الدخل المحدود والموظفين، إضافة الى أنها متينة واقتصادية في استهلاك الوقود. ويميز الوكالات الصينية عن غيرها من الوكالات أنها تمنح كفالة لمدة ثلاثة أعوام او 60.000 كلم وصيانة دورية ومجانية للمستهلك، وهذه غير متوفرة في بعض الوكالات، كما أن هذه الوكالات باشرت فورا بإنشاء كراجات للصيانة في المناطق الصناعية.

وبالمقارنة مع السيارات الأخرى، فإن السيارات الصينية تمتاز الى جانب كونها اقتصادية بتوفر إضافات عددية لا تتوفر عادة في السيارات الصغيرة من مثيلاتها الأوروبية والأميركية او حتى الكورية، مثل الزجاج والمرايا الكهربائية والقفل المركزي والمبرد والعداد الالكتروني ومساحة الزجاج الخلفية، بل ان بعضها يتضمن ناقل حركة مزدوج يدويا وأوتوماتيكيا. بينما تضم الفئات الأكبر إضافات كمالية مثل شاشات التلفزيون والمقود المتحرك ومانع الاصطدام.

وحسب محمود الراشد صاحب شركة لبيع السيارات المستعملة، فإن السيارات الصينية بدأت تنافس السيارات الأخرى من حيث الإقبال بالرغم من أن نزولها الى السوق في الأردن جاء متأخرا. وتوقع أن يزيد الإقبال عليها ونجاحها لأنها أثبتت حتى الآن جدارتها ولأنها تنافس مثيلاتها من السيارات الأخرى من حيث الجودة والسعر وخدمة ما بعد البيع.