أودي تخطط لبيع مليون سيارة عام 2008 بعد ارتفاع أرباحها بنسبة 50% العام الماضي

المولودة تخطف الأضواء من الوالدة على صعيد المبيعات

TT

يؤمن الألمان كثيرا بالأرقام المتكررة التي تجلب السعادة والهناء والرفاهية لهم. ولهذا السبب اختار الآلاف منهم تاريخا للزواج، مثل يوم 9/9/1999 ويوم 22/2/2002.. وأكثر من ذلك بكثير يوم 8/8/2008. لكن، يحلو لرئيس مجلس شركة أودي، روبرت شتاندلر، أن يلعب بالأرقام كالمسرحيين ليبرر تفاؤله بتخطي مبيعات شركته حاجز المليون سيارة في هذا العام.

فسر شتاندلر تفاؤله ببلوغ هذا الرقم خلال الندوة السنوية التي أقامتها شركة أودي في انغولشتادت (10-11/3/2008)، فركز على الرقم 8 الذي يتخذه الصينيون رمزا للتفاؤل، ليشير إلى أن «أودي» باعت في الصين، عام 2007 المنصرم، 198888 سيارة بالتمام والكمال. واقع الحال ان شركة أودي كانت أول منتج للسيارات يؤسس قسما خاصا اسمه «الأنف» لضمان عدم صدور أية رائحة غير مرغوبة من مواد السيارة لدى تشغيلها، وفي مختلف الظروف المناخية، لكن الأرقام تتحدث بما هو أكثر مما يشتمه أنف شتاندلر ، فشركة أودي تحطم أرقامها القياسية بنفسها وتسجل الأرقام الجديدة منذ 12 عاما على التوالي. وتشجع هذه الأوضاع، رغم انعكاسات الدولار الضعيف عليها، على توقع بيع أكثر من 1.5 مليون سيارة عام 2015، والارتفاع بالتالي إلى مستوى الإنتاج الذي تبلغه مرسيدس وبي إم دبليو. ويكشف المنحنى البياني الصاعد، أن مبيعات أودي ارتفعت عام 2007 بنسبة 6.5% عن العام الذي سبقه في أكثر من 50 سوقا. وحققت الشركة بالتالي دخلا قدره 33.6 مليار يورو، وهذا يعني أن الأرباح (قبل الضرائب) ارتفعت بنسبة 50% وحققت رقما قياسيا جديدا قدره 2.9 مليار يورو.

والملاحظ ان شركة أودي تطرق أبواب قطاع السيارات الفاخرة بثقة وتصميم لافتين للانتباه بعد أن سجلت مبيعاتها، العام الماضي، أرقاما قياسية، فبعد اطلاقها طراز «أودي أر8» ذات المحرك الرياضي المتوسط الحجم، أعلنت أودي، من مقرها في انجلشتات (ألمانيا) أن طرازها الجديد «تي تي إس»، الذي يعد الأحدث في فئة «تي تي سبورتستر» سوف يطرح في الأسواق في ربيع العام الحالي.

والسيارة «تي تي إس» مزودة بإضاءة أمامية مزدوجة من بينها إضاءة تعمل بالدايود للاستخدام نهارا، وتعد من العلامات المميزة لها، كما أنها مزودة بإطارات 18 بوصة معدلة. ويتم دفع السيارة بمحرك معدل توربيني من النوع المستخدم في السيارة كواترو رباعية الدفع والمحرك يعطي ناتجا قدره 272 حصانا وينتقل إلى سرعة 100 كيلومتر في غضون 5.6 ثانية والسرعة القصوى التي يتم التحكم فيها الكترونيا هي 250 كيلومترا. واستهلاك السيارة ذات السقف المتحرك والست سرعات هو 8 لتر لكل مائة كيلومتر. ومعدل انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون من عادمها يتراوح بين 190 و194 غراما لكل كيلومتر.

وكانت أودي قد كشفت النقاب عن النموذج التجريبي لسيارتها «إيه 1 متروبروجكت كواترو» في معرض طوكيو الدولي لهذا العام، وهي سيارة «كوبيه» مزودة بشبكة أمامية عميقة ومصابيح إضاءة صغيرة.

واستنادا إلى مجلة «أوتو موتور سبورت» الألمانية يستمد هذا النموذج طاقته من وحدة محركات هجينة تضم محركا يعمل بالبنزين بقوة 150 حصانا وسعة 1.4 لتر، يدعمه محرك كهربائي 30 من كيلو وات و200 نيوتن متر.

وعلى صعيد التسارع تستطيع هذه السيارة الانطلاق من صفر إلى 100 كيلومتر في الساعة في غضون 7.8 ثانية وتصل سرعتها القصوى الى 201 كيلومتر ساعة.

وهذه السيارة موجهة الى شريحة مشتري سيارة «ميني كوبر»، وهي مزودة بأزرار بدء تشغيل وحواف رياضية من الألمنيوم، ومزودة بجهاز نقل سرعات الكتروني. وعلى غرار «أودي آر 8» وضعت بطارية السيارة في الخلف، ويمكن رؤيتها من خلال غطائها الشفاف. وتقول تقارير غير مؤكدة أن من المقرر البدء بإنتاج هذه السيارة في عام 2009 المقبل. أما السيارة الجديدة بالكامل التي تطرحها أودي في فئة الجيل الرابع من أودي آي 4، فهي سيارة تستخدم تكنولوجيا لم تكن متوفرة من قبل سوى في موديلات «آي 6» و«آي 8».

ويتميز هذا الطراز بنظام امتصاص صدمات يعمل بالتحكم الكهربائي يتم تعديله ألف مرة في الثانية وبمكابح كهروميكانيكية لصف السيارة في مساحات ضيقة. سوق واعدة في الصين: في معرض «القوة والجلال»، الذي افتتحه وزير الخارجية الألماني هانز ديتريش غينشر، المعروف بولعه بالسيارات، كان رؤساء العالم يستعرضون تحفهم المتنقلة على العجلات. وفي هذا المتحف الشيق استعرضت «أودي» خزينها من عالم السيارات التي كانت في خدمة الملوك والرؤساء والمشاهير: نيكيتا خروتشوف يسابق بسيارته «زيل 111 ج»، الرئيس الفرنسي شارل ديغول في سيارة «هورغ 8»، والملكة اليزابيث الثانية في سيارتها الرولس رويس فانتوم 4 تحيي البابا يوهانيس بول الثاني بسيارة «سيات باندا»، وجون إف كندي يناور في سيارته لينكولن كونتننتال أمام ملك النرويج هاكوون في سيارة هورغ 830 ب ل. كان الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ غائبا عن «متحف السيارات»، لكن كل المؤشرات الاقتصادية توحي بأن إحدى سياراته ستتخذ موقعها في المتحف إزاء سيارة «أودي 8» التي استخدمها المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، فالصين أصبحت السوق الأساسية لأودي في العالم بعد أن سجلت الشركة تراجعا طفيفا في مبيعاتها في ألمانيا. وباعت أودي في الصين عام 2007، لأول مرة، نحو 100 ألف سيارة وتخطت بالتالي سوق بريطانيا وسجلت زيادة بنسبة 25%. وتعول أودي على علاقاتها الطيبة مع الحكومة الصينية، وتحولها إلى الشريك الأول في تنظيم أولمبياد 2008 في الصين، لزيادة مبيعاتها في بلد المليار انسان. وستضع أودي اسطولا مكونا من 700 سيارة، من مختلف الماركات، تحت تصرف وفود الأولمبياد. ويبدو أن «امبراطورية» أودي تتمدد شرقا نحو الصين وهونغ كونغ والهند بعد تخطيها حدود شرق أوروبا. ومن الممكن تصور «صوت» أودي المرتفع في الصين، إذا عرفنا أن شركتي «بي إم دبليو ومرسيدس» لا تبيعان في الصين، معاً، أكثر من 20 ألف سيارة سنويا. ومعروف أن أسم أودي هو المرادف لكلمة هورغ (وتعني صوت أو سماع بالألمانية) الذي يمثل مؤسس الشركة أوغوست هورغ. وأعادت الشركة نجاحات مبيعاتها إلى الجيل الجديد من السيارات المتينة والبيئية في ذات الوقت، خصوصا سيارة آر8 ، وسيارة إي 5 (التي تسمى «الجمال على عجلات») و إي8 و إي 4، كما أثبتت موديلات إي 4 سيدان وآر أس 6 رواجا كبيرا في الأسواق الجديدة في شرق أوربا، خصوصا روسيا. وأشار شتاندلر في تقريره السنوي إلى دور كبير لستة موديلات جديدة في النجاح الذي تحققه أودي وهي: أودي إي4 سيدان، أودي إي 5، أودي إس5، اودي تي تي رودستر، اودي إي3 كابريو وأودي آر إس6 أفانت.

تحديات السوق في الخليج: وتحدث اندريه كونسبروك، رئيس قسم الشرق الأوسط في أودي، بتفاؤل عن أعمال الشركة في المنطقة. واشار كونسبروك، في لقائه مع «الشرق الأوسط»، إلى بعض المشاكل التي تواجهها أودي في بلدان الخليج. فنوع الوقود المستخدم في بلدان الخليج يختلف عنه في أوروبا، ولاحظ التقنيون أن الوقود هناك يسبب خروج رائحة ما من محرك السيارات. ومن الواضح أيضا أن تقنية تي دي آي ما زالت تواجه المصاعب في الخليج، وتتسبب الحرارة العالية في تلف المرشحات التي تنظف احتراق الوقود من جزيئات السخام الضارة بالبيئة. وردا على سؤال لـ «الشرق الأوسط» عن طرق التعامل مع «ذوق الخليجي» الباحث عن السيارات الكبيرة، قال كونسبروك: إنه يعول على الوعي البيئي المتزايد في المنطقة في مواجهة تحديات السوق في الشرق الأوسط عموما. ومعروف أن 30% من حرق الوقود يعتمد على طريقة قيادة السيارة، وهذا يعني أن تقدم الوعي في هذا المجال أيضا سيسهم في زيادة شعبية «أودي» بين محبي السيارات. تستجيب سيارة أودي إي 8 الكبيرة، حسب رأي مسؤول قسم الشرق الأوسط، لكثير من متطلبات السكان في منطقة الخليج. وعدا عن المرشحات، التي أصبحت تقليدا واخفض استهلاك أودي للوقود بنسبة 36% بين 1999 و 2007. وتستخدم سيارة إي 8، رغم قوة محركها، 8.3 لتر لكل 100 كم، كما أنها لا تطلق اكثر من 199 غراما من ثاني أوكسيد الكربون خلال هذه المسافة، وهي خطوة كبيرة على طريق حماية البيئة، مقارنة بالسيارات الأخرى من نفس الحجم. وعمل الجيل الجديد من محركات «أودي سترونك7 سبييد» على خفض إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى مجرد 149 غراما وهو رقم يقترب إلى الحد الأعلى المحدد من الاتحاد الأوروبي 130 غراما. وتخطط شركة «أودي» لتقليص إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون من سياراتها بنسبة 20% حتى عام 2012، كما تحول مرشح السخام الى تقليد ثابت في كل سيارات أودي- ديزل، وهناك تقنيات جديدة في عمل المحركات والإطارات ووزن السيارة عملت على خفض استهلاك الوقود بشكل ظاهر. عموما، ترتفع أودي حثيثا إلى الأعلى لتحتل مكانها اللائق بين النجوم. ولا يخشى روبرت شتاندلر من تحول «أودي» إلى ابن «متبنى» بغيض لدى الشركة الأم «فولكسفاغن»، لأن الأم تفخر أيضا بما تحققه البنات.