اتجاه عام لخفض انبعاث الغازات الضارة وخروج عن المألوف من الألوان

معرض جنيف 2008 أكد التيارات الجديدة في قطاع صناعة السيارات

مشهد عام لمعرض جنيف 2008 وفي الاطار مهندس تصميم «فييستا» الجديدة مارتن سميث
TT

يقول مراقبو صناعة السيارات ان معرض جنيف الدولي للسيارات هذا العام كان اشبه بعلبة للحلويات المتنوعة: لا تتوقع ماذا سترى في داخلها إلا بعد فتحها. لذلك لم يكن مستغربا ان يرى زائروه بعض الطرازات التي لا تمت بأي صلة للسيارات الفاخرة المعروفة، ولا تنتمي الى السيارات السريعة والمتفوقة... معروضة بحلة جديدة، وبألوان زاهية خارجة عن المألوف حتى الآن من الألوان الداكنة والرسمية، على سبيل المثال لا الحصر خضعت سيارة «فورد فييستا» -اكثر السيارات الاوروبية الصغيرة شعبية - الى عملية تجميل يصح اعتبارها ثورية. وقد استأثر طرازها الجديد، الذي ظهر للمرة الاولى في جنيف، باهتمام الحاضرين بنسختيه من الابواب الثلاثة، او الخمسة، على الرغم من انه لم يكن مختلفا كثيرا عن طرازه الذي عرض في معرض ديترويت في مطلع العام الحالي.

ويبدو ان هذا الطراز هو من افضل ما صمم مارتن سميث، رئيس قسم التصاميم في «فورد» - الفرع البريطاني. تسويق هذا الطراز الجذاب والصغير من فورد لن يبدأ قبل خريف العام الحالي. والى ان يحين هذا الموعد سيجري تسويق طراز «كيوغا» الجديد الذي يشبه كثيرا السيارة شبه الوعرية «راف 4» من انتاج «تويوتا» و«إكس – تريل» الجميلة من انتاج «نيسان». وهذه السيارة تعتمد على منصة طراز «فوكس» الجديد الذي يتصدر حاليا مبيعات «فورد» في اوروبا، وبعض الاقطار الاخرى ومنها الولايات المتحدة.

السيارة الثانية التي لم تعطها وسائل الاعلام حقها في معرض جنيف هي «آي كيو» من انتاج «تويوتا»، وربما السبب كما التركيز التقليدي في مثل هذه المعارض الكبيرة على سيارات الصالون الفارهة وسيارات المستقبل النموذجية. وقد يقول البعض ان «ايغو» هي السيارة المثالية لداخل المدن، لكن «آي كيو»، الاصغر منها قليلا، احرى بهذا اللقب. وسوف تطرح في الاسواق في اوائل العام المقبل. وهي تقل طولا عن 10 أقدام، لكنها خلافا الى سيارة «سمارت» الصغيرة جدا مجهزة بأربعة مقاعد، وان كان من الانسب ان يكون الراكبان الخلفيان من الاطفال نظرا لحجمها الصغير.

وجرى التوصل الى مثل هذا الترتيب العملي عن طريق الابتكارات الجديدة في عالم التصميم، مثل المقاعد الرقيقة جدا، والمرتبة بشكل يسمح للراكب الامامي بأن يجلس متقدما بعض الشيء عن السائق، مما يتيح لراكب كبير الحجم نسبيا الجلوس خلفه. ثم هناك خزان الوقود المسطح المعلق تحت السيارة. وستطرح «آي كيو» في الاسواق بمحرك ديزل واحد، او محركين بتروليين ينفث احدهما قدرا ضئيلا جدا من ثاني اوكسيد الكاربون، بحيث تعفى السيارة من العديد من الضرائب والرسوم وأولها، ضريبة الازدحام المعمول بها في لندن اليوم.

ومن السيارات الاخرى الصغيرة الى المتوسطة التي أثارت الاهتمام «فولكسفاغن شيريكو» التي عادت الى الظهور على شكل كوبيه بعد غياب دام 16 سنة. وسوف تطرح للبيع هذا الخريف مجهزة بمحرك سعة ليترين قوة 200 حصان مكبحي مشحون توربينيا، وبسعر في حدود الـ 20 الف جنيه في بريطانيا، او ما يعادلها في البلدان الاخرى، مع الاخذ بالاعتبار مسألة الضرائب والرسوم في كل بلد. وتنوي فولكسفاغن مستقبلا طرح خيارات اخرى من هذا الطراز مزودة بمحركات ديزل اكثر قوة.

واستغلت الشركة معرض جنيف لتكشف النقاب عن طراز «غولف» هجين ديزل - كهرباء من المتوقع انتاجه قريبا. فعن طريق استخدام محرك ديزل بقوة 75 حصانا مكبحيا ومحرك كهربائي بقوة 25 حصانا مكبحيا تمكنت الشركة من الاستغناء عن محرك بادئ التشغيل الصغير والمناوب الكهربائي، وانتجت بالتالي سيارة عائلية كاملة الحجم قادرة على تحقيق سرعة قصوى قدرها 83 ميلا في الساعة، وتوليد 89 غراما فقط من ثاني اوكسيد الكاربون في الكيلومتر الواحد متفوقة في ذلك على طرازها «بولو بلو موشن»، السيارة الوحيدة المتوفرة حاليا في الاسواق برقمين فقط من العادم، أي بأقل من 10 غرامات تقريبا من هذه الغازات في الكيلومتر الواحد.

أما على صعيد السيارات الرياضية المتفوقة فقد عرضت شركة «لامبورغيني» طراز «لامبورغيني غالاردو» التي زيدت قوة محركها «في 10»، سعة 5.2 ليتر، بمقدار 40 حصانا مكبحيا في طرازها الجديد، وخفض وزنها بمقدار 20 كيلوغراما، فكانت النتيجة الوصول الى سرعة 62 ميلا في الساعة انطلاقا من الصفر خلال 3.7 ثانية، لتصل بعد ذلك الى سرعة 125 ميلا في الساعة خلال 11.8 ثانية، والى سرعة 202 ميل كحد اقصى.

أما سيارة الجاغوار الكوبيه «إكس كيه آر إس» فقد لفتت الانظار ايضا بعد الاطلاق الناجح لشقيقتها سيارة الصالون «إكس إف». وقد بقيت قوة السيارة على حالها في حدود 420 حصانا فيما زيدت سرعتها القصوى بمقدار 19 ميلا في الساعة عبر اعادة برمجة المحدد الالكتروني للسرعة عند حدود 174 ميلا في الساعة. إلا ان هذه الامور تطلبت اعادة النظر في نظامي التعليق والكبح مع اضافة لمسات خاصة لتعزيز انسيابية السيارة. ورغم كل هذه التعزيزات لم يتفق المراقبون على اعتبارها من سيارات «إكس كيه» المتفوقة والسريعة جدا رغم ما تردد عن طرحها بمحرك بقوة 500 حصان تبين في ما بعد أنه غير صحيح. ومن المتوقع طرح هذه المركبة في الاسواق بنهاية العام الحالي. وستكون باصدار محدد لن يتعدى الـ 200 سيارة مطلية كلها باللون الاسود. وسيكون سعرها بحدود 80 الف جنيه استرليني، او ما يعادلها.

ومن الامور اللافتة التي شاهدها زوار معرض جنيف عودة سيارات «مورغان» الصغيرة والشهيرة الى الظهور فقد عرضت هذه الشركة الصغيرة سيارة نموذجية مستقبلية تضاهي في مواصفاتها افضل ما تفكر فيه الشركات الصانعة الكبرى، ففي قلب هذه السيارة لا توجد خلية وقود هيدروجينية، بل نظام مكبحي متطور يمكنه من اعادة تدوير الطاقة التي تذهب عادة هدرا، وبالتالي استخدامها في المساعدة على الانطلاق والتسارع الشديدين بمدى يصل الى 200 ميل في الخزان الصغير الواحد من الوقود.

وبالنسبة الى السيارات العادية لم تتغير «هوندا اكورد» كثيرا عن السابق، ولكنها شهدت اضافات جديدة تعزز شكلها الانسيابي. وستنزل هذه المركبة الجديدة الى الاسواق في يونيو (حزيران) المقبل بخيار بين محركين بتروليين وآخر ديزل. كما سيتوفر طراز «إستايت» منها ابتداء من سبتمبر (أيلول) المقبل.

وبدورها أثارت اهتمام زوار المعرض سيارة «فولفو» الجديدة الوعرية الرباعية الدفع (إس يو في) «إكس سي 60» المتوسطة الحجم التي ترك المصمم البريطاني ستيف مارتن بصماته عليها، كما فعل سابقا مع سيارة «مرسيدس بنز إس إل». ويقول المراقبون ان هذه المركبة ستكون اجمل سيارات «فولفو» قاطبة واكثرها أمانا. ولذلك من المتوقع ان تحتل مرتبة مرموقة في قطاع السيارات الوعرية المتوسطة، وهو القطاع الذي ينمو اكثر من غيره لكونه الانسب للمستهلك من جميع الاغراض.. وستأتي هذه المركبة بمحركين ديزل وآخر بترولي، تتراوح قوتهما بين 163 و 285 حصانا.

أما على صعيد الألوان فقد كان معرض جنيف منطلق تجاوز شركات السيارات حاجز الالوان التقليدية، إذ اعتمدت عدة شركات نماذج بألوان براقة ولامعة ودرجات جديدة من ألوان الميتاليك.

بين هذه السيارات الجريئة الالوان طراز «باربوس بوليت بلاك أرو مرسيدس سي كلاس» المزودة بمحرك بقدرة 537 كيلووات/730حصانا بلون أسود معدني(ميتاليك)، وسيارة «مانسوري مرسيدس إس إل آر» ذات اللون المعدني الذهبي، فيما عرضت شركة «رينسبيد» لتصميم السيارات سيارتها الغواصة «سكوبا» بلون أبيض معدني. وعرضت شركات أخرى سيارات أرخص بدرجات من الميتاليك مثل سيارة كيا الميني ستيشن واجن «سول» سوداء معدنية والسيارة الجديدة «لانسيا دلتا» بسقف معدني داكن اللون.

أما سيارة سيات «ليون» فقد خطفت انظار زوار المعرض بلونها الأصفر البراق فيما نافستها في اللون الجريء كل من سيارة ييس المكشوفة لسيارة فيات ميني فان ذات اللون البرتقالي اللامع. وعرضت أودي وبي إم دبليو سيارة حمراء نارية وسط سياراتها الفضية العادية.

وكانت السيارة الصغيرة «ون» المعروضة بلون أزرق ضارب إلى السمرة وسيارة هوندا الجديدة أكورد بلون أزرق وسيارة أورتيغا الرياضية الجديدة «جي تي» باللونين الأصفر أو الأزرق الداكن، نماذج أخرى لخروج شركات السيارات عن المألوف في الوان سياراتها.