جيل نورماند: جاهزون للاتفاق مع أي دولة عربية مهتمة بإنتاج السيارات الكهربائية

نائب رئيس شركة نيسان اليابانية لـ«الشرق الأوسط» : نولي أهمية في مجال إنتاج سيارات منعدمة الانبعاثات

جيل نورماند («الشرق الأوسط»)
TT

«نيسان جاهزة للاتفاق مع أي سوق عربية مهتمة بالسيارات الكهربائية».. هذه الدعوة المفتوحة للعالم العربي وجهها عبر «الشرق الأوسط»، نائب رئيس شركة نيسان للسيارات للشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، جيل نورماند، مشيرا إلى أن «الاهتمام بالبيئة أصبح محور اهتمام متنام في العالم العربي، والسيارات الكهربائية تؤمن للأسواق العربية المرونة الضرورية لاستخدام البترول تلبية لاحتياجات أخرى غير تزويد السيارات بالطاقة».

وفي هذا الإطار، أوضح نورماند أن نيسان تولي أهميّة بالغة لموضوع الريادة في نطاق السيارات منعدمة الانبعاثات. وكدليل على ذلك، ستطرح الشركة اليابانية سيارة كهربائية بالكامل في الولايات المتحدة الأميركية واليابان عام 2010، ومن ثم ستسوّقها على مستوى العالم أجمع في عام 2012، فيما يكتفي بعض صانعي السيارات بطرح الطرازات المهجنة التي لا تحقق سوى تخفيض في مستوى الانبعاثات الغازية، تتصدر نيسان مهمة تطوير السيارة الكهربائية كونها الخيار البيئي الوحيد منعدم الانبعاثات.

يبرز اهتمام شركة نيسان بمنطقة الشرق الأوسط من تحديدها لها ـ إلى جانب أسواق كل من الهند والبرازيل وروسيا والصين ـ كسوق أساسية للتوسع في التسويق والإنتاج معا .

على الصعيد التسويقي تنوي الشركة مضاعفة حجم مبيعاتها في الشرق الأوسط، التي تُعتبر إحدى أسرع أسواق السيارات نموا في العالم من 198.000 إلى 400.000 سيارة، بحلول عام 2012.

وعلى الصعيد الإنتاجي، تنوي نيسان رفع قدرتها التصنيعية في المنطقة في أعقاب رفع وتيرة إنتاجها في مصر عبر التطبيق الناجح لمبادئ «أسلوب الإنتاج لدى نيسان» في مصنعها الواقع بالقرب من القاهرة. وفي هذا السياق يجري إنشاء مرفق إنتاجي ثان في المغرب بالتعاون مع شركة رينو الفرنسية. وتدرس نيسان أيضا إمكانية إنشاء مصنع ثالث لها في المنطقة.

وفي معرض حديثه عن النمو الذي تخطط له نيسان في مرافق الإنتاج في الشرق الأوسط، قال نورماند: «بعد تطبيق كامل لخطة نيسان جي تي 2012، من المرجّح أن تكون ثمّة حاجة إلى مرفق إنتاجي ثالث، وهذا جزء أساسي من توجّهنا المستقبلي. لدينا مصنع في مصر وسيصبح لنا آخر كبير في المغرب. هذا يعكس حجم الوجود الاستثماري الضخم لتحالف رينو ونيسان في منطقة الشرق الأوسط، الذي يتخطّى استثمارات أيّ من شركات السيارات الأخرى التي تمتلك مصنعا واحدا في المنطقة أو حتّى لا شيء».

ويؤكد جيل نورماند أن اتجاه نيسان إلى مضاعفة حجم أعمالها في الشرق الأوسط في بحر الأعوام الخمسة المقبلة يندرج في إطار خطة الشركة التجارية «نيسان جي تي 2012»، حيث يشير الحرف «جي» G إلى النمو Growth، والحرف «تي» T إلى الثقة Trust. وتركز هذه الخطة الجديدة، التي تمتد من 1 أبريل (نيسان) 2008 إلى 31 مارس (آذار) 2013، على الأداء طويل الأمد للشركة بالإضافة إلى مسؤولياتها تجاه مساهميها.

ويؤكد نورماند أن خطة نيسان جي تي 2012 تعكس التزام شركة نيسان «بلعب دور فاعل في تطوير اعتماد المجتمعات على السيارة»، لكنه يعتبر أن من الضروري «السعي إلى تحقيق توازن ما بين النمو الممكن في أسواق العالم، وضرورة الحفاظ على بيئة أنظف لكوكب الأرض»، ويضيف: «نحن مقتنعون أن التوفر الواسع النطاق لمركبات منعدمة الانبعاثات بثمن مقبول، هو أهم إنجاز يمكن أن تحققه صناعتنا. بالتعاون مع رينو، تنوي نيسان أن تكون رائدة هذا الإنجاز».

ويعترف نورماند أن شركة نيسان في الشرق الأوسط أعادت هيكلة نفسها بما يتأقلم مع النمو الذي تشهده السوق فقد «كان ثمّة توجه يقضي بإعطاء الأولوية إلى أميركا واليابان، أما الآن فقد تبدّل الوضع بحيث بات الشرق الأوسط يحتل مكانة مماثلة لهاتين السوقين على أضعف تقدير، وذلك في كثير من الأحوال. وأفضل دليل على ذلك تجلّى بتقديم سيارة «جي تي ـ آر» السوبر رياضية الجديدة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى نيسان باترول الجديدة المرتقبة».

ويتحدّث نورماند في معرض وصفه لتحالف رينو ونيسان، عن تكامل وتواصل متناميين بين الشركتين بالأخص في مجال التطوير التكنولوجي على اعتبار أن كل شريك في هذا التحالف يحتل مركزا رائدا في تقنية مختلفة عن تلك الخاصة بالشريك الثاني «ففي نطاق السيارات الكهربائية على سبيل المثال، ستتصدّر رينو مجال المحركات الكهربائية، بينما ستتسلّم نيسان زمام الأمور من الناحية التكنولوجية. وسينعكس هذا التعاون بفوائد إيجابية جمّة، إذ ستتاح حينئذ إمكانية الاستفادة من موارد الشركتين وخبرتهما في آنٍ معا بدلاً من شركة واحدة، ليستطيع الشريك بالتالي الاستفادة من مهارة وخبرة وتخصص أيّ من الشركتين بحسب حاجته».

وكانت نيسان قد طرحت العام الماضي 11 طرازا جديدا بالكامل، وتنوي طرح تسعة طرازات جديدة بالكامل خلال العام المالي 2008، هي: تينا وإنفينيتي إف إكس ماكسيما وطراز جديد يخلف «باكي» Bakkie بيك أب وكاشكاي+2، وسيارة رياضية صغيرة متعددة الاستعمالات ـ كيوب، زي، وإنفينيتي جي37 المكشوفة.

وعلى الصعيد المالي، سجلت نيسان في العام المالي 2007 الممتد حتى نهاية شهر مارس (آذار) 2008، مبيعات قياسية عالمية بلغت 3.770.000 سيارة، ما يُمثل زيادة قدرها 8.2 بالمائة. كذلك ارتفعت المبيعات في «الأسواق العالمية الأجنبية» ومن ضمنها الشرق الأوسط، بنسبة 22.1 بالمائة لتصل إلى 1.061.000، متخطية بذلك حاجز المليون سيارة للمرة الأولى. وتبلغ توقعات المبيعات العالمية للعام المالي 2008، 3.9 مليون سيارة. وستكون كل من «الأسواق العالمية الأجنبية» وروسيا أبرز المساهمين في هذا النمو الحجمي.. كما بلغت الإيرادات الصافية 94.62 مليار دولار أميركي، مع ربح تشغيلي بقيمة 6.91 مليار دولار وهامش ربح تشغيلي بنسبة 7.3 بالمائة.